رغم كل ما يعاني منه اللبنانيون في الداخل من مهاترات، ورغم القحط السياسي والأفخاخ والكمائن التي ينصبها السياسيون لبعضهم البعض، تطلّ علينا مبادرات يقوم بها أفراد لبنانيون أسخياء تجعلنا نتجاوز هذا الاحباط.
مبادرات فردية تجعل صورة لبنان مشرقة في الخارج، وتجعلنا نجدّد ايماننا بذكاء وقدرة اللبناني على تجاوز مختلف أنواع الاحباطات، كما تجعلنا مؤمنين بقدرة هذا الوطن على تخطّي كل الأزمات.
ولعلّ ما قام به نبيل وأنطون الصحناوي في نيويورك هو أجمل تجسيد للمبادرات اللبنانية الخلّاقة يوم تبرّعا باقامة مزار لمار شربل في أكبر كنيسة كاثوليكية في نيويورك، وهي كنيسة "سانت باتريك".
أهمية هذا المزار في مدينة الصخب والضجيج، عاصمة المال والأعمال والفنون والحركة التي لا تهدأ، أنه يحمل روح لبنان التي لم تنجح الحروب والنزاعات في التخفيف من وهجها، كما يحمل القيم التي يجسّدها هذا القديس من لبنان: قيم التقوى والزهد والنّسك والمحبة والصمت والتجذّر في الأرض.
مار شربل في نيويورك، هذا الراهب اللبناني والى جانبه الأرزة وجبال لبنان، لعلّ هذه أجمل رسالة يوجهها الصحناويان الأب والابن باسم اللبنانيين الى العالم. رسالة تقول إن لبنان ورغم كل شيء يبقى أرض القداسة والقديسين وبأنه باستطاعة اللبناني أن يجمع خيرات الأرض وخيرات السماء في يد واحدة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك