لم يطفح بعد الكيل "القواتي" من طريقة التعامل معها حكومياً. صحيح انها رمت حجر "الاستقالة" في المياه الحكومية "الراكدة" نسبياً بفضل مفاعيل التسوية التي تتحكّم بها باعلان رئيس الحزب سمير جعجع من استراليا ان "استقالة "القوات" من الحكومة واردة" ولاقته فيها اصوات قواتية منذ يومين، الا ان انتقال معراب الى صفوف المعارضة وبالتالي الخروج من التسوية الرئاسية التي كانت احدى رافعاتها الاساسية بعد ان رشّحت العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية وكانت ممراً اساسياً لوصوله الى قصر بعبدا، لن يتم الا بعد تجاوز خطوط حمر وضعتها "القوات" وهي كما جاءت على لسان رئيسها "اذا بلغت الخروقات حدَّ عودة العلاقات مع نظام الأسد واستمرار محاولات تمرير المناقصات المشبوهة"، وذلك انسجاماً مع موقفها الاستراتيجي من النظام السوري الذي تعتبره المُسبب الاول لازمة النزوح وتطابقاً مع طريقة مقاربتها "الدستورية- القانونية" للملفات الحيوية التي تُطرح على طاولة الحكومة.
وفي حين تُفضّل مصادر "حزب الله" عدم التعليق على موضوع الاستقالة كَونه يعني "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحرّ"، الا انها تمنّت عبر "المركزية" "المحافظة على الهدوء والحوار والتواصل والا يُعكّر صفو الحكومة من خلال استقالة وزراء "القوات"، خصوصاً في الفترة الراهنة، لكن اذا اصرّوا على الاستقالة فإن الحكومة ستبقى قائمة وسيتم فوراً تعيين وزراء مكانهم".
وتقول مصادر الحزب "نحن نفضّل المعارضة وتسجيل المواقف من الداخل اي خلف جدران المؤسسات لا من خلال المنابر الخارجية التي لا تصبّ الا في خانة "الشعبوية". نحن نلتقي مع "القوات" في الكثير من الملفات التي تُطرح في مجلس الوزراء منها مثلاً خطة الكهرباء واستئجار البواخر، وهذا ان دل الى شيء فالى ان الحكومة لا تعكس الاصطفافات السياسية ذاتها بين الاحزاب والتيارات".
وتسأل مصادر "حزب الله" "تمثيلنا في الحكومة يقتصر على وزارتين "غير سياديتين" بالمفهوم اللبناني للوزارات الخدماتية الدسمة وهما "الصناعة" و"الشباب والرياضة"، وقاعدتنا الشعبية "ناقمة" علينا بعض الشيء لاننا لا نُطالب بوزارات خدماتية اسوةً بالقوى السياسية الاخرى وهذا ما ينعكس "ندرةً" في المشاريع الانمائية في المناطق ذات الغالبية الشعبية لخطّنا السياسي، فهل نستقيل من الحكومة بسبب حجب الاعتمادات عن وزارتي الصناعة والشباب والرياضة؟ وهل نرفع الصوت تجاه شركائنا في الحكومة بأن الامور لا يُمكن ان تستمر على هذا المنوال وانه يجب إنصافنا بالاعتمادات لتنفيذ مشاريع وزرائنا"؟ وتُجيب "طبعاً لا. نحن نؤمن بأهمية المعارضة داخل المؤسسات من اجل تحقيق اهدافنا بدل الخروج من الحكومة ورفع منسوب الخطاب التحريضي الذي لا يصبّ الا في خانة الشعبوية. ونعتبر ان لدينا صوتين داخل الحكومة وعلى هذا الاساس نتصرّف".
وتختم مصادر "حزب الله" بالتشديد على "اهمية المحافظة على الاستقرار الحكومي من خلال التمسّك بحكومة "استعادة الثقة" بدل زعزعتها بالتهديد بالاستقالة، لكن اذا اصرّت "القوات" على الخروج من الحكومة فهذا موقفها ونحن نحترمه، وسيُصار فوراً الى تعيين بدلاء عن وزرائها الثلاثة لان الحكومة ضرورة يجب استمرارها".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك