افتتح المؤتمر الـ31 لرؤساء اجهزة المخدرات في الدول العربية، في مقر مجلس وزراء الداخلية العرب في تونس، في حضور ممثلين عن المنظمات الإقليمية والدولية في مجال المخدرات.
والقى الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب محمد علي كومان كلمة رحب فيها بالحضور، في مقر مجلس وزراء الداخلية العرب الذي تحتضنه تونس العزيزة بكريم الرعاية وموفور العناية، فلها منا رئيسا وحكومة وشعبا خالص الشكر والعرفان".
وقال: "يشرفني أن أرفع إلى أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب كل التقدير والامتنان على الرعاية الكريمة التي يولونها لأمانتهم العامة، وعلى حرصهم المعهود على توفير كل شروط النجاح للعمل الأمني العربي المشترك. ويسرني أن أرحب بشركائنا في المنظمات العربية والاقليمية والدولية الذين يشاركوننا اليوم فعاليات هذا المؤتمر، متمنيا مزيدا من التعاون في سبيل مكافحة آفة المخدرات التي باتت مشكلة عابرة للحدود تقتضي التنسيق المستمر بشأنها".
وتابع: "عرفت المنطقة العربية منذ بداية عام 2011، تحولات كبيرة صاحبها في بعض الدول انفلات أمني واضطراب في ضبط الحدود وبروز عدد من النزاعات المسلحة وبؤر التوتر. وفي ظل هذه الظروف تفاقمت التحديات المرتبطة بالجريمة المنظمة خصوصا الاتجار بالمخدرات والمؤثرات العقلية والإرهاب وتهريب المهاجرين، ناهيك عن حركة لجوء لم يسبق لها مثيل دفعت بآلاف من المواطنين الى النزوح طلبا للأمان والحياة الكريمة، لم تتورع عصابات الاجرام المنظم عن استغلال أوضاعهم المريرة لتجنيدهم في أعمالها الدنيئة".
وأعلن انه "في ما يخص المخدرات بالذات، فإن هذه العوامل الجديدة تضاف الى عوامل موضوعية تفاقم مخاطر المخدرات منها خاصة الموقع الجغرافي للوطن العربي الذي يجعله منطقة عبور للمخدرات من بلدان الانتاج الى بلدان الاستهلاك. وفي هذا الإطار، فإن مشروع الدرع العربي في مواجهة انتشار المخدرات في المنطقة العربية سيكون له أثر بالغ في تقليص هذا الانتشار وتحجيم المخاطر الناجمة عنه".
واشار الى انه "من العوامل التي تفاقم التحديات المتعلقة بالمخدرات التطور المتواصل في المواد المخدرة الذي يضع عقبات في سبيل مكافحتها بصورة فعالة بسبب بروز عقاقير جديدة يصعب اكتشافها وتصنيفها وتجريمها". وقال: "وفي هذا السياق، تندرج مناقشة مؤتمركم اليوم لمشروع آلية عربية للانذار المبكر لرصد المستجدات في مجال المخدرات وموضوع مكافحة المواد ذات الطابع النفساني التقليدية والمستحدثة، وإخضاع بعض الأدوية مثل عقار الترامادول للرقابة الدولية. وفي وضع كهذا، تتأكد الحاجة أكثر من أي وقت مضى الى تعزيز التعاون العربي والدولي وتبادل التجارب الناجحة والممارسات الفضلى وهو ما سيهتم به مؤتمركم اليوم من خلال الاطلاع على تجارب الدول الأعضاء وخططها الوطنية في مجال مكافحة المخدرات، وتبادل الخبرات بين مختلف المنظمات الإقليمية والدولية المعنية".
ثم تحدث رئيس المؤتمر فخر الدين الكسوري، مستهلا كلمته بنقل تحيات وزير الداخلية في تونس لطفي براهم وتمنياته النجاح والتوفيق لفعاليات المؤتمر".
وقال: "إنه لشرف كبير لي أن أكون بينكم اليوم كممثل لبلدي تونس وترؤس فعاليات المؤتمر، وبعد الترحيب بكم في بلدكم الثاني تونس بمناسبة انعقاد فعاليات هذا المؤتمر والذي سعت السلطات التونسية إلى توفير كافة ممهدات الراحة وحسن الإستقبال والإقامة للوفود المشاركة، لا يفوتني أن أتوجه بجزيل الشكر إلى الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب التي سخرت كافة الإمكانيات لإنجاح هذا المؤتمر.
اضاف: "تعلمون أن مشكلة المخدرات كانت ولا تزال من أخطر الظواهر التي تواجه البشرية مما جعلها من أمهات المشاكل التي تواجهها دولنا وتسعى لمكافحتها بكل الطرق والوسائل في إطار احترام الاتفاقيات الدولية والقوانين الوطنية والحريات الفردية لما تشكله من تهديد لسلامة مجتمعاتنا إقتصاديا إجتماعيا، أمنيا وصحيا".
وتابع: "وأمام تفاقم ظاهرة جريمة المخدرات وهي جريمة منظمة بامتياز، بات من غير الممكن على أي دولة مجابهتها بمفردها وبمعزل عن محيطها الإقليمي والدولي، وأصبح من الضروري النظر في السبل والوسائل الكفيلة لتعزيز وتحسين القدرات الوطنية والتعاون الإقليمي والدولي لمكافحة هذه الجريمة بالاعتماد على التشريعات الوطنية والإتفاقيات والمعاهدات الدولية والإقليمية والثنائية المبرمة في الغرض. وفي هذا الإطار تندرج فعاليات مؤتمرنا الموقر الذي سنتناول فيه جملة من البنود و المحاور الهامة لمواصلة مجهودات دولنا العربية لمزيد التنسيق والتعاون بينها لمكافحة جرائم المخدرات بأنواعها في إطار إستراتيجيات وطنية وعربية واضحة المعالم والخطط".
وختم مرحبا بالحضور مجددا "في بلدكم الثاني تونس، متمنيا النجاح والتوفيق لفعاليات هذا المؤتمر، كما أتمنى أن يثمر نتائج وتوصيات هامة يكون لها وقع فعال لمزيد الرقي بأدائنا في مجابهة آفة المخدرات".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك