في مقابل تمسك القوى الممثلة في الحكومة بالتسوية الرئاسية ومفاعيلها السياسية في مجلس الوزراء، كما في المشهد المحلي، تبرز محاولات كثيرة لرص صفوف معارضي النهج السائد، منذ نحو عام. وفي أحدث فصول هذا المسلسل، عقدت الهيئة التحضيرية لـ "حركة المبادرة الوطنية" اجتماعها التحضيري الثالث في بيروت أمس، تحضيرا لإعلان البيان التأسيسي لهذه الحركة في تشرين الثاني المقبل. وإذا كانت الغالبية الساحقة من المشاركين في لقاء الأمس متفقة على أهداف الحركة الاستراتيجية، لا سيما في ما يخص ضرورة مواجهة النفوذ الايراني الآخذ في التمدد في لبنان عن طريق حزب الله والدائرين في فلكه، فإن النقاشات التي شهدتها الجلسة أظهرت اختلافا واضحا في ما بينهم على مقاربة الملفات الآنية، لا سيما خطاب الرئيس الايراني حسن روحاني، بما من شأنه أن يرسم علامات استفهام كبيرة حول قدرة هذه الحركة الوليدة على تحقيق خرق سياسي، على أبواب الانتخابات النيابية.
غير أن عضو الهيئة التحضيرية لـ "حركة المبادرة الوطنية" حنا صالح أوضح لـ "المركزية" أن "البلد في حاجة إلى معارضة. والتحدي اليوم يكمن في الرد على انتهاك السيادة الفاضح، بدليل أن أحدا لم يرد على كلام الرئيس الايراني حسن روحاني، وهذا أمر أقل ما يمكن أن يقال فيه إنه معيب جدا. من جهة أخرى، الزحف الايراني للسيطرة على البلد عن طريق حزب الله أمر خلافي كبير جدا تجب مواجهته. كل هذا إلى جانب أهمية مكافحة الفساد وتحضير الملفات المرتبطة بذلك لتحويلها إلى القضاء المختص".
وحول الصمت اللبناني إزاء كلام روحاني، وإن كان الرئيس سعد الحريري اخترقه بتغريدة، حاول فيها وضع النقاط على الحروف، اعتبر صالح أن " الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ذهبا في خطوات ثابتة نحو اتفاق مع حزب الله، ما يجعل أي رهان عليهما من الماضي، علما أنهما دمرا 14 آذار. "
وعن مدى الاستجابة للمبادرة الجديدة، ذات الطابع السياسي، علما أن الرأي العام لم يحرك ساكنا إزاء سلة ضرائبية أجهزت على قدرتهم الشرائية، أشار إلى أن "الناس يحتاجون مبادرة تطلقها النخب السياسية. ذلك أن الوصاية السورية دمرت الأحزاب السياسية والنقابات. وما بقي من أحزاب تحول طوائف. لذلك، يجب خلق لغة جديدة تذهب في اتجاه الرأي العام وهمومه اليومية، عسى أن يكون هذا المشروع رافعة في هذا الاتجاه"، لافتا إلى أن "حتى وإن أيدت أكثرية توجها معينا، ما من محاولات لفرض رأي محدد على أحد. غير أن هذا لا ينفي بعض المساعي إلى شق رأي المجموعة. عندما يلتقي أناس من مختلف المناطق، فهذا أمر مفيد وقد يزعج البعض. لكن على أي حال، إلى جانب هذه الحركة، مبادرات قد تكون أقوى. وهناك مبادرة جديدة سيعلن عنها خلال شهر تحمل إسم "التجمع اللبناني" الذي يستعد للنزول الى الأرض، وقد يضم بين صفوفه الحركات التي خاضت الانتخابات البلدية العام الفائت بأفكار معارضة".
وعن سبب غياب الأحزاب الدائرة في الفلك المعارض عن اللقاءات ذات الطابع المعارض أيضا، شدد صالح على أن "الأحزاب في لبنان شيطنت نفسها من دون أن يتهمها أحد.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك