بين الخناق الاميركي على "حزب الله" الذي يشتد "بحبل العقوبات" وآخر فصولها القانون الذي صادق عليه الكونغرس الاميركي امس الاول بالاجماع لتجفيف منابع تمويله من جهة، وزيارة قائد الجيش العماد جوزيف عون الى واشنطن التي توجت باحتفال تكريمي له في كلية الدفاع الوطني في واشنطن، اهم الجامعات العسكرية في العالم، وهي الكلية التي اجرى فيها خلال العام 2009 دورة لمدة سنة كاملة على مكافحة الإرهاب الدولي، من جهة ثانية، مشهدان "اميركيان" متناقضان تجاه لبنان إلا انهما يؤكدان النظرة الاميركية في تدعيم ركائز الشراكة مع لبنان الرسمي ومساعدته على النهوض بمؤسساته الشرعية، وبسط سلطته على كامل اراضيه، وتمكين قواه المسلّحة من الاضطلاع بمهامها في سبيل تحقيق السيادة.
ويشدد مصدر دبلوماسي غربي لـ"المركزية" على "ان لبنان مشمول من ضمن خطة استراتيجية تعدها الادارة الاميركية للمنطقة"، مشيراً الى "ان الزيارات التي قامت بها السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد الى عدد من القيادات اللبنانية من بينهم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الجمعة الماضي، حرصت خلالها على وضع المكوّنات السياسية اللبنانية في صورة ابرز النقاط التي تقوم عليها الاستراتيجية الجديدة للرئيس الاميركي دونالد ترامب تجاه ايران التي بات تمدد نفوذها في الشرق الاوسط على مدى سنوات مزعجا للبيت الابيض. وبالتالي، فإن الرئيس الاميركي بالتناغم مع مشاريع قوانين يصوّت عليها الكونغرس الاميركي، يُركّز بحسب المصدر الدبلوماسي الغربي في المدى المتوسط على محاربة هذا التمدد والحد من انفلاشه، الا ان هذه الاستراتيجية التي خلت من ذكر الوسائل التي تعتمدها ادارة ترامب في هذا الاطار، ظهرت اولى تجلياتها عبر تضييق الخناق على "حزب الله" المصنّف ارهابيا والموصوف اميركيا بأداة ايران في المنطقة الى جانب "الحشد الشعبي" العراقي".
ويلفت المصدر الى "ان الادارة الاميركية تعي تماما انه كما في العراق، كذلك في لبنان، هذان التنظيمان جزء لا يتجزأ من المنظومة السياسية المؤسساتية في البلدين، ولا يمكن بالتالي العمل على ازالة احدهما بسهولة من الحياة السياسية. فاستراتيجية ترامب الجديدة تقوم، يُضيف المصدر "على العمل من اجل ازالة الحاجة لسلاح "حزب الله" عبر تسوية سياسية للازمة السورية من جهة، وتعزيز قدرات الدولة اللبنانية وتمكينها من بسط سيطرتها على كامل اراضيها وتقوية القوات المسلّحة ورفدها بمزيد من التقديمات العسكرية، خصوصاً للجيش الذي تتعمق شراكة الولايات المتحدة معه من خلال تعاون على صعد مختلفة من جهة اخرى".
من هنا، تأتي الزيارة التي يقوم بها رئيس لجنة الخدمات العسكرية في الكونغرس الاميركي مارك ثورنبري الى لبنان، لتؤكد التصميم الاميركي على ابقاء العين ساهرة عليه، وتهدف جولته المتنوعة الوجهات الى تقدير قوة الموقف الاميركي في المنطقة والحاجات المطلوبة من الاميركيين لدعم الشركاء والحلفاء بما يحتاجونه من المواد والموارد على حد سواء. ويستخلص ثورنبري والوفد المرافق خطة عمل مقترحة للتعامل مع المرحلة الحالية وتلك المنظورة في المدى القريب.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك