تشير كلّ الأرقام إلى تراجع حاد في أعداد الشبان في لبنان، حيث أن معظمهم يسافر إلى الخارج إما بداعي أو العمل، حيث أن فرص العمل في لبنان لم تعد تلبّي حاجات المواطنين خصوصا لجهة الرواتب التي لا تعتبر مرتفعة بالمقارنة مع مصاريف الحياة اليومية. اضف إلى ذلك أسعار العقارات المرتفعة، والتكاليف الباهظة التي يحتّمها حفل الزفاف في أيامنا هذه، والذي بات يدفع بكثير من الشبان إلى العمل في الخارج لسنوات كي يتمكن من شراء منزل أو الزواج.
فبات كما يقولون، مقابل كلّ شاب هناك 7 فتيات... إن صحّت الارقام أم لا، واقع وحيد نشاهده في حياتنا اليومية، ازدياد نسبة العازبات، وارتفاع عمر الزواج... حيث أنه بات من النادر أن تتزوج الفتاة قبل سنّ الـ27 عاما وحتى قبل الثلاثين. فالشبان أصبحوا نادرين، و"على وشك الانقراض"، كما أنها، أي الشابة، لم تعد تقبل بمستوى معيشة لا يتناسب مع طموحاتها واحلامها، ما صعّب الأمر أكثر، فباتت معضلة اجتماعية حقيقية.
تقول رنا، 28 عاما، إنها لم تتعرف بعد إلى رجل أحلامها، حيث ان كلّ من يعجبها تكتشف بانه متزوّج أو لديه حبيبة، و"كلّ الحلوين متّاخدين"، بحسب تعبيرها، حتى انها باتت تفقد الأمل بالزواج.
تؤكد رنا في حديث لموقع mtv الالكتروني بأنها ليست مهووسة بفكرة الزواج غير أنها تشعر بوحدة ما، حينما تخرج مع أصدقاء لها متزوّجين، أو تشاهد عاشقين سعيدين. وهي باتت تشعر ان القطار يفوتها، حيث أن التعرف إلى شاب يحتاج إلى بضع سنوات، قبل اتخاذ قرار الزواج، وهي في هذا العمر، لا تخرج مع أحد.
على المقلب الآخر، يمكن القول، إن ليال (27 عاما) تعيش فقط على هاجس التعرف على شاب. وهي شرحت في حديث لموقعنا، كيف أنها كلما أعجبت بشاب خلال عشاء أو سهرة زفاف مثلا، تبادر هي بالتعرف إليه أو تستقصي أحواله العاطفية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وحينما تتأكد من خلوّ قلبه من أي فتاة أخرى، تقوم بالتواصل معه من خلال إرسال رسالة له. غير انها ورغم كل المحاولات لم تنجح حتى اليوم بإيجاد حبيب أو شريك.
من جانبها، تتعرّف سيلين (31 عاما) أسبوعيا على شاب جديد، واحد تصادفه في مطعم، وآخر في سهرة ما، وسهراتها كثيرة، حتى انها تعرفت مرة على شاب في السوبرماركت حينما كانت تبتاع بعض الأغراض لوالدتها. لا يمرّ أسبوع تقريبا من دون أن تتعرّف إلى أحد، غير انها لا تجد لهم طريقا إلى قلبها، أو بالأحرى إلى مستقبلها. فسيلين تفكر دائما بالمستقبل، وبما ستكون عليه حياتها وعائلتها، وهي تكرّر دائما القول إنها لن تتزوّج رجلا غير ميسور، فهي تريد أن تعيش حياة رفاهية لا أن تعيش يوما ما في هاجس المال أو العوز.
هكذا تتعدّد الأسباب، وتتكاثر الفتيات، وسط تراجع ملحوظ أيضا في رغبة الشبان في لبنان بالزواج، بسبب الضغوط الحياتية الكثيرة، وخوفهم من هذه الخطوة مع تزايد نسبة الطلاق بشكل بالغ. وامام ما تقدّم، هل نحن أمام واقع اجتماعي جديد، حيث تجتاح العازبات البلاد، بسبب "انقراض الرجال"؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك