بعد عام بالتمام والكمال على وقوقه ضد ما سماها "الصفقة الرئاسية" التي أطلقت العهد، يبدو رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل أكثر إصرارا على المضي في لعب دور المعارض الشرس للأخطاء الحكومية، محاولا إصلاحها قدر الامكان.
وفي محاولة لتحليل الموقف الكتائبي الذي يزداد تصلبا تبعا لتطورات المشهد السياسي ، تلفت مصادر سياسية مطلعة عبر "المركزية" إلى أن نائب المتن يتسلح بأهداف كثيرة سجلها في مرمى السلطة التي يقف شبه وحيد في مواجهتها. ذلك أن المعارضة الكتائبية فرملت الاندفاعة الحكومية إلى تلزيم مناقصة بواخر الكهرباء إلى شركة "كارادنيز" التركية، بوصفها عارضا وحيدا، طبقا لما نصت عليه خطة وزير الطاقة سيزار أبي خليل.
وفي السياق ، تشير المصادر إلى أن معركة الضرائب التي خاضتها الصيفي على مرحلتين في خلال شهري آذار وتشرين الأول من العام الجاري أعطت المعارضة التي يرفع لواءها النائب الجميل وحزبه بعدا آخر، تجلى في قرار المجلس الدستوري، الذي أوقف "المد الضرائبي"، في اتجاه جيوب الناس لتمويل سلسلة الرتب والرواتب، مشيرة إلى أن أبعد من المكاسب الشعبية التي قد يكون الكتائب سجلها عشية انتخابات نيابية طال انتظارها، يبقى أن قرار" الدستوري" كشف هشاشة السياسات الحكومية، بدليل جلسات مجلس الوزراء الماراتونية لايجاد البدائل، وإن كان الأمر انتهى إلى قفز نيابي فوق الاعتراض الكتائبي، أتاح للسلطة وضع المخرج الذي أقر برعاية رئاسية موضع التنفيذ، عن طريق إجراءات ضريبية أجهزت على قدرتهم الشرائية.
غير أن لا بوادر بأن نائب المتن سيتراجع أمام إصرار السلطة على ما يسميه "القفز غير المبرر فوق الدستور والأصول القانونية"، بدليل أنه يعد العدة للطعن بموازنة 2017 بوصفها غير دستورية كونها أقرت من دون قطع حساب. وعلمت "المركزية" أن الكتائب يمضي في جمع التواقيع النيابية للطعن، وإن كان ذلك سيكلفه اتهامات بالشعبوية.
غير أن أهم ما يتوقف عنده المراقبون يكمن في زيارة رئيس الكتائب إلى روسيا، ويلفتون عبر "المركزية" إلى أن أغرب ما في الأمر يكمن في أن حزب الكتائب يحاول جاهدا المساهمة في حل أزمة النازحين، بدليل أن الجميل اغتنم فرصة لقاءاته في موسكو لتقديم خطة واضحة لعودة هؤلاء النازحين، فيما يعتبر هذا الملف أقل واجبات الحكومة التي تشلها الخلافات والمماحكات السياسية، في وقت تمضي المشكلات والأزمات في التفاقم على نحو مخيف.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك