يوماً بعد يوم يشتّد الخناق على "حزب الله" "بحَبلين" اميركي من خلال تصديق مجلس النواب على قانون العقوبات من اجل "تجفيف" مصادر تمويله، وسعودي من خلال التصعيد في المواقف الذي بلغ ذروته امس على لسان وزير الدولة لشؤون الخليج ثامر السبهان التي تضمنت تهديدا ووعيداً بالقضاء عليه، وتأكيده "ان تغريداتي ليست موقفاً شخصياً، وسترون في الأيام المقبلة ما سيحصل. الآتي سيكون مذهلاً بكل تأكيد"، من دون ان يغفل توجيه الانتقاد الى ما اعتبره "صمت الحكومة والشعب على مشاركة حزب الميليشيا الإرهابي (حزب الله) في حربه على المملكة بتوجيهات من ارباب الإرهاب العالمي".
ومع كل "شدّة" لحبلي الخناق على الحزب، يرتفع منسوب الخوف على استقرار لبنان واحتمال تحويله الى ساحة للمواجهة، ذلك ان "حزب الله" اضافة الى جناحه العسكري منخرط سياسياً في اللعبة الداخلية من خلال وجوده في السلطتين التنفيذية والتشريعية، ويتصدر التساؤل عن مصير التسوية التي تظلل المشهد الداخلي واستقرار "ربط النزاع" الذي نجح حتى الان في إقامة ستار من "التفاهمات الداخلية والاقليمية" حول الحكومة التي تجمع الاضداد؟
القيادي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علّوش اعتبر عبر "المركزية" "ان الكلام السعودي تجاه "حزب الله" سيكون له اذى كبيراً على اللبنانيين، لكن بالتأكيد اقل من اذى وجود "حزب الله" في شكل دائم على ارض لبنان".
وقال "كل المواقف السعودية تشير الى ان المملكة قادرة على المواجهة ويبقى السؤال في اي ساحة ستُترجمها، في لبنان او في ميادين عربية اخرى؟ هناك ميليشيات مسلّحة تعمل لحساب ايران في المنطقة منها "حزب الله" في لبنان، لذلك فانه سيدفع ثمن ذلك، مع العلم ان وجود "حزب الله" بحد ذاته اغلى ثمن ندفعه".
وفي حين لم يستبعد "ان تتحول المواجهة الى عسكرية"، ذكّر "بان الاعتداء على المملكة بدأ من جانب ايران و"حزب الله" وليس العكس".
اضاف "يُدرك رئيس الحكومة سعد الحريري الذي يزور الرياض ان التسوية الرئاسية التي تُظلل بمفاعيلها لبنان منذ إنهاء الفراغ الرئاسي هدفها تأمين الاستقرار، لكن في الاصطفاف السياسي هو حتماً ليس الى جانب "حزب الله"، جازماً بأن "حتى الان لا الرئيس الحريري او "حزب الله" يريدان "نسف" التسوية وعودة عقارب الساعة في البلد الى ما قبل إنجاز الاستحقاق الرئاسي، لكن في لحظة من اللحظات ستؤدي الحقائق الى وقوع الخلاف والفراق، وذلك بعد انتهاء مفاعيل التسويات".
واشار علّوش رداً على سؤال الى "ان من مصلحتنا كلبنانيين، وشيعة بالتحديد، ان ينتهي "حزب الله" "في لبنان، والرئيس الحريري سيكون اسعد الناس يوم يتحوّل الى حزب سياسي"، معلناً اننا "ذاهبون الى ايام صعبة جداً، لان ازمة "حزب الله" تتصاعد اقليمياً بسبب ارتباطه بالمشروع الايراني في المنطقة".
من جهة ثانية، اكد علّوش "ان مسألة ترشيح رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة في طرابلس بدل صيدا لم تُطرح بتاتاً داخل التيار، والمعلومات المتداولة في هذا الشأن مُفبركة"، لافتاً الى "ان ملامح المعركة الانتخابية في عاصمة الشمال لم تتوضّح بعد على رغم الحديث عن تشكيل 3 لوائح اساسية من دون حسم المرشّحين حتى الان، الاولى مدعومة من "المستقبل" والنائب محمد الصفدي (لم يحسم خياره حتى الان)، الثانية يدعمها الرئيس نجيب ميقاتي والثالثة اللواء اشرف ريفي".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك