افتتح وزير الاقتصاد والتجارة منصور بطيش ومحافظ بيروت القاضي زياد شبيب، بمشاركة الصين كضيفة شرف، النسخة الثانية عشرة من مهرجان النبيذ اللبناني Vinifest، في ميدان سباق الخيل - بيروت، والذي يستمر حتى يوم السبت.
وألقت رئيسة شركة Eventions المنظمة ندى فرح كلمة قالت فيها: "إن المهرجان يهدف إلى الاحتفاء بفن الحياة وبجمال زراعة الكرمة في لبنان، وبالمستوى العالي للنبيذ اللبناني، فالمهرجان يفتخر في نسخته الـ12 بالعدد المتزايد من مصنعي النبيذ المشاركين".
ورأت أن "هذا المهرجان الشهير أصبح محطة أساسية"، مقدمة لمحة عن "برنامجه المميز هذه السنة"، وقالت: "إن وجود الصين ضيفة شرف هذه السنة سيساعد المنتجين اللبنانيين على دخول السوق الصينية".
من جهته، أشار رئيس الاتحاد اللبناني للكرمة والنبيذ ظافر شاوي إلى "أن عدد منتجي النبيذ في لبنان، الذي لم يكن يتجاوز الثمانية في عام 1990، ارتفع اليوم إلى أكثر من خمسين"، وقال: "إنهم يسعون جميعا إلى الرقي في الجودة في جو من المنافسة البناءة".
ولفت إلى أن "النبيذ اللبناني أصبح ذا شهرة عالمية، إذ يصدر إلى أكثر من 30 دولة في العالم، ويحوز إعجاب الذواقة في أرقى العواصم، وينال الجوائز في المسابقات الدولية".
وجدد دعوته المسؤولين "إلى تنظيم استيراد النبيذ في السوق اللبنانية، كما هي الحال في دول العالم كافة، تلافيا لإغراق السوق المحلية بالنبيذ المستورد".
كما دعا "أصحاب المطاعم والمحال والملاهي إلى ترويج النبيذ اللبناني بدلا من الأجنبي"، شاكرا لEventions لاختيارها الصين ضيفة شرف في هذه الدورة"، لافتا إلى أن "السوق الصينية هائلة ومثالية في نموها وتطورها"، وقال: "نحن في حاجة إلى دخول السوق الصينية التي قد تكون خلاصا، ليس فقط لقطاع النبيذ، ولكن أيضا لقطاعات لبنانية عدة".
وقدم شاوي درعا إلى فرح "عربون شكر ومحبة وتقدير للعمل الكبير الذي قامت به في خدمة القطاع".
وأشارت رئيسة الجمعية الصينية العربية إليانا ابراهيم إلى أن "كل الإنتاج اللبناني على مدى سنة كاملة، يشكل استهلاك أسبوع واحد في الصين"، واعدة بـ"مساعدة قطاع النبيذ اللبناني والمنتجين اللبنانيين في دخول السوق الصينية وبمستقبل زاهر لقطاع النبيذ اللبناني".
أما المدير العام لوزارة لزراعة لويس لحود، فقال: "إن النبيذ اللبناني ضيف العاصمة بيروت اليوم بعدما حل خلال الصيف ضيفا على كل المناطق اللبنانية".
وشكر لـ"المحافظ شبيب استضافة العاصمة هذا المهرجان"، مشيدا بـ"احتضان الوزير بطيش قطاع النبيذ منذ توليه منصبه، وتحديدا من خلال توقيعه مرسوم معهد الكرمة أو النبيذ الذي صدر المرسوم المتعلق به أخيرا تنفيذا لقرار الحكومة السابقة"، واعدا بـ"خطوات تنفيذية" للمرسوم.
وأكد أن "كل الأحجام والمناطق ستكون ممثلة في هذا المعهد"، داعيا "كل مصنعي النبيذ في لبنان إلى أن يتعاونوا ويكونوا قلبا واحدا، بعيدا من الخلافات الضيقة"، مشيرا إلى أن "وزارت الزراعة والصناعة والاقتصاد التي ستتمثل في المعهد، ستتعاون مع القطاع الخاص لتحقيق أهدافه"، وقال: "إن الخطوة الثانية، بعد مرسوم المعهد، ستكون صدور مرسوم مشترك بتوقيع وزيري الزراعة والاقتصاد لتنظيم قطاع النبيذ اللبناني وحمايته، بعد أن وافق عليه مجلس شورى الدولة".
وأشار لحود إلى أن "يوم سياحة النبيذ اللبناني سيعلن في 28 تشرين الأول في دير الخنشارة"، لافتا إلى أن "وزارات الزراعة والسياحة والخارجية أعدت في المناسبة فيلما وثائقيا عن سياحة النبيذ اللبناني".
وأعلن أن "يوم النبيذ اللبناني سيقام هذه السنة في الدانمارك في 4 تشرين الثاني المقبل".
وإذ أشاد لحود بـ"جهود الشركة المنظمة لمهرجان Vinifest"، شدد على "أهمية تكامل القطاع الخاص مع القطاع العام لتعزيز قطاع النبيذ".
وأشار إلى أن "كل الإجراءات المتعلقة بالتصدير إلى الصين ستنجز خلال الاسابيع المقبلة"، واعدا ب"استمرار التعاون مع منتجي النبيذ لفتح الأسواق أمام النبيذ اللبناني".
وأشاد شبيب بـ"احتضان وزارة الاقتصاد تحديدا هذا المهرجان وهذا القطاع الإنتاجي"، وقال: "هذا الأمر يشكل دليلا على أن اتجاه الاقتصاد اللبناني سيكون نحو اقتصاد الإنتاج، وهذا يجعلنا نؤمن بغد أفضل".
أضاف: "لو كان اقتصادنا قائما على الإنتاج منذ الأساس، لم نكن لنصل إلى الصعوبات التي نعيشها".
ثم تحدث عن معهد الكرمة والنبيذ، فقال: "كان لي شرف العمل على صياغة مرسوم إنشائه، عندما كنت قاضيا في مجلس شورى الدولة. وفرحتي اليوم كبيرة باقتران هذا النص بتوقيع فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وباسمي وباسمكم، أتوجه إليه بالشكر، لا سيما أنه لا يوفر فرصة للتعبير عن رعايته لمختلف القطاعات، لا سيما قطاع الكرمة والنبيذ".
وتمنى شبيب "أن يكون هذا المعهد منتجا وفعالا، وأن يكون ضمانة للنوعية لأنها أساس الاستمرار وتحفز على رفع مستوى الإنتاج".
ولفت إلى أن "بيروت تفتخر باحتضان هذا المهرجان، فهي عاصمة لبنان، ومدخل العالم إليه، والمنطلق الذي ينطلق منه لبنان إلى العالم".
وألقى الوزير بطيش كلمة، قال فيها: "في الأزمنة الصعبة كالتي نعيش، تظهر معادن الناس، منهم من يكثر من الكلام ويهول ويخوف الناس، ومنهم من يشمر عن ساعديه، يبادر، يناضل، يعمل وينجز ويبشر بالغد الأفضل. والقيمون على هذا الاحتفال والمشاركون فيه، هم من فئة المبادرين والمؤمنين بالبلد، الذين يطوعون الظروف وينتصرون عليها ويقدمون حيث يحجم الآخرون أو يخافون. فتحية لكم، تحية لإيمانكم بالبلد وصناعته وإنتاجه، تحية لروح الفرح والاحتفال التي تشيعونها، فالفرح يليق ببيروت وبلبنان واللبنانيين. والنبيذ الذي به نحتفي اليوم عنوان من عناوين الفرح عليه. وإذا كان سحره يسري في النفوس، فإنه أيضا يسري في عروق الاقتصاد الوطني كعلامة نجاح مضيئة، تسهم في إعادة التوازن إلى الميزان التجاري".
أضاف: "في لبنان نصنع حوالى تسعة ملايين قنينة نبيذ، نصدر نصفها تقريبا إلى كل أنحاء العالم، ويستهلك السوق المحلي النصف المتبقي. وقد بات النبيذ اللبناني علامة من علامات تميز الصناعة اللبنانية في أفخم المطاعم والفنادق العالمية من أوروبا وصولا إلى الصين، وهو ما دفع الكثيرين إلى الاستثمار في هذا القطاع حتى بلغ عدد مصانع النبيذ في لبنان حوالى 70 مصنعا تتنافس في الجودة والمذاق الطيب. وبالتالي، يسهم قطاع النبيذ ليس فقط، في تنشيط حركة الصناعة والتصدير، إنما في تعزيز قطاع الزراعة عبر استثمار نحو 2200 هكتار في زراعة الأنواع المتنوعة من العنب، كما ينمي التجارة الداخلية والخارجية. وقد بلغ حجم أعمال قطاع النبيذ في السنوات العشر الأخيرة ما يفوق الأربعين مليون يورو".
وأكد "ان وزارة الاقتصاد والتجارة، بإمكانياتها المتاحة، تحرص على دعم هذا القطاع، وهي تروج للنبيذ اللبناني في كل المعارض التي تشارك فيها، فهذا نموذج من نماذج الإنتاج، التي نفتخر بها وتشجعها".
وختم متمنيا "أن يتكرر معرضكم هذا لسنوات كثيرة مقبلة، وأتمنى للجميع قضاء ليلة لبنانية بيروتية جميلة، تستمتع فيها كل الحواس بالنبيذ اللبناني".
وتضمن حفل الافتتاح عروضا للألعاب القتالية قدمها الاتحاد اللبناني للووشو - كونغ فو وشاركت فيها بطلة لبنان والعرب والمتوسط في الكونغ فو باتريسيا نصير. كذلك، تخللته فقرات موسيقية لعازفة الفيولون شانتال يمين والفنان التونسي دالي غانة مع الأوركسترا التابعة له، إضافة إلى موسيقى صينية. وأجري سحب "تومبولا" يعود ريعه لصالح جمعية "بيرث اند بيوند- (اسامي)" لمساعدة الأم والطفل.
ويتوقع أن يستقطب المهرجان على مدى أيامه الأربعة نحو 30 ألف زائر لبناني وأجنبي، وهو أكبر حدث للنبيذ في الشرق الأوسط. ويتيح المهرجان للزوار فرصة تذوق مختلف أنواع النبيذ اللبناني. وكذلك، خصص جناح لعدد من أنواع النبيذ الأجنبي. واختير موضوع تأثير الشمس على جودة النبيذ محورا للمهرجان هذه السنة، وستقدم نائبة رئيس جمعية سقاة الخمر في أوروبا بريجيب لولو حصصا تعليمية عن هذا الموضوع من خلال مدرسة النبيذ Vinecole. كما تقام عروض حية لطهي أشهر أطباق المطبخ الصيني، وللشيف الفرنسي آلان لولو. وكذلك، يستضيف المهرجان الذي يفتح أبوابه يوميا من السادسة والنصف مساء إلى منتصف الليل، كبير سقاة النبيذ Chef Sommelier في l'Hôtel de Paris في موناكو وصاحب لقب أفضل ساقي خمر Maître Sommelier في فرنسا باتريس فرانك. ويستطيع الزوار الاستمتاع بعروض حية لفرق موسيقية. ومن الأنشطة المميزة في المهرجان هذه السنة إعداد مثلجات بنكهة النبيذ.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك