رعى وزير الثقافة الدكتور محمد داود داود حفل تكريم الطلاب المتفوقين في الشهادات الرسمية في بلدة جبال البطم، بدعوة من "حركة امل" وبحضور حشد من الفعاليات التربوية والتعليمية والسياسة والأهالي.
قدم للاحتفال المسؤول التنظيمي لـ"حركة امل" في البلدة وسيم مهنا، والقت كلمة الطلاب حوراء خليل. والقى كلمة الهيئة التعليمية مدير المدرسة الرسمية في البلدة علي خليل.
والقى الوزير داود كلمة جاء فيها:
"بين البحر والجبل، نأتي إلى جبال البطم حيث يحلو الحرف والحب علما من جنى عقول أبنائها، وأدبا من غنى حقول أمدائها الوارفة تينا وتبغا وبطما وزيتونا... نأتي إلى جبال البطم كي نسبح الخالق تحت نجوم سمائه وغيومها. ونجومكم في الأرض هنا تضاهي نجوم السماء ضياء. والذاكرة مترعة على حكايات بهية في مقامكم الذي كان أعز مكان على قلب داوود. هنا حيث لنا في القلوب منازل وفي المنازل قلوب اتسعت ذات يوم أرضا لنبض داوود معلما يقيم فيها على رحب كرمكم وفي سعة دياركم العامرة بالإيمان والتحنان.
أيها العامليون المتجذرون بأصالة الانتماء، المتحدرون من سلالة الوفاء: يا أهل الطيبة والمودة الصادقة، أيها الكرام: هنا على هذه الأرض، يغدو للنجاح طعم آخر. فهو الجناح الذي به تحلقون في فضاء الدنيا مغامرين وطامحين. نراكم طيورا تهدل في سماء الوطن أنشودة من يقين الرجاء، ونسمع صدى أصواتكم تتلهج بالأمل ولا تتلجلج عن طلب العلم والنجاح.
في هذه البلاد التي تضيق فيها الفرص لا ترتعد فرائصكم من خوف أو جزع. فأنتم من صلابة الجبال مقدودون ومن عذوبة الماء تطلعون ومن خضرة المكان وظلال الأشجار تمتد جذوركم في الأرض، وتتعالى فروعكم وتتسامى أجيالا وهمما وقمما من جبال الطموح والعزيمة".
اضاف: "أيها الطلاب المكرمون...مهما تباطأت خطوات الوطن عن اللحاق بأحلامكم؛ فتمسكوا بها. أنتم الورد المخبوء في ضفائر الحقول، وأنتم الكنز المرصود في مغاور هذه الجبال وأنتم اللؤلؤ المكنون في خاطر ذلك البحر الأزرق القريب. الحق الحق أقول لكم: أنتم الغد الآتي الذي سيعيد الوطن من الخريف إلى الربيع. أنتم زاد الفصول ومعاد الأزمنة ومواعيد الفرح. نأتي إليكم؛ فلا ننخذل. نقيم في ربوعكم نستسقي الماء لوجه الوطن العطشان إلى افترار بهائكم وضيائكم. فقد حبسوه عنكم وحبسوكم دونه ورفعوا الأسوار دونكم وأغلقوا الأبواب على حقيقتكم وحقكم فيه. لكنكم بالإقدام والنجاح ستفتحون أبواب الوطن والزمن مهما عتا مزلاج الطائفية أو استبد مغلاق الفساد. فأنتم جمال لبنان.
أيها الواعدون... أنتم أبناء الجنوب الذين تعانقون الشمس شعاعا ويراعا، وتفاتحون قلب الله صدقا ووداعة: سلام عليكم مواسم خير تحرس هذه الجبال، وتبسط مدها الحالم على خد بحر صور أناشيد للوفاء وزغاريد للهناء وأغاريد للأحلام الوردية. نأتي إليكم لنقول إننا بنجاحكم نبقى صامدين ونرقى نحو غد كريم. نأتي لنفرح بفوجكم الجديد يحفر أسماءه فوق صخور جبال البطم طليعة جنوبية ووطنية موئلها الجبال نسورا تليق بها الأعالي. مباركة بداية تحليقكم خفافا بالحركة نظافا بالفكر.
ختاما سلام على جبال البطم وما فيها ومن فيها وأول أسمائها الشهداء. سلام على شهدائها المقاومين وشهدائها المسعفين الرساليين وشهدائها في قانا 1996 وفي تموز 2006 وفي كل مكان وزمان مقاومين.
دامت النجاحات في جبال البطم عامرة وهي دوحة العلم المباركة بأبنائها الأطباء والمهندسين والمحامين والمعلمين وكل الطاقات الحية من مقيمين ومغتربين، وهنيئا لطلابنا الناجحين، وطاب أجر العاملين من أجل ديمومة هذا النجاح والتألق...
من أول الزرع إلى كل قطاف، عاش جهادكم في التربية يبني الإنسان كي يبقى لبنان".
من جهة ثانية، رعى الوزير داود حفل تخرج طلاب الشهادات الرسمية في بلدة الناقورة، وقدم للاحتفال مدير الثانوية جمال حمزة. والقى رئيس البلدية عباس عواضة كلمة رحب فيها بالحضور وبراعي الاحتفال.
ثم ألقى الوزير داود كلمة جاء فيها: "بين لبنان وفلسطين، نأتي إلى الناقورة سلم صور الواصل إلى السماء وسلامها المحروس بالقبعات الزرقاء. نأتي إلى الناقورة ونستجلي اسمها فنجده في المعنى حفارة. وهي كذلك، تلقن أبناءها العلم في الصغر مثلما تنقش بطولاتها على الصخور مقاومة لا تلين ولا تهون.
والناقورة رأس لبنان الذي تسطع فيه شمس السماء، ويرتفع في أعلى تلاله (اللبونة) العلم اللبناني يرفرف بنسيم العز والعنفوان. وأنتم هنا معتصمون بالسماء والعلم، ومستعصمون بالإيمان والعلم تكتبون حكاياتكم مثل موج البحر فوق برج الصخر روادا وميامين من هذا المدى الفيروزي، حيث يحلو الحرف والحب من جنى عقول الأبناء، علما وأدبا وثمار معرفة أزهرت وأينعت فتماهت مع زهر البرتقال أريجا طيبا من هذه الأرض الطهور... نأتي إلى الناقورة الحبيبة؛ فنعانق فيها طيف قرانا السبع وفلسطين السليبة. نأتي إليكم كي نشاطركم فرحة نجاحكم بفوج جديد ميمون من الطلاب الواعدين. ودرب العلم هنا على الحدود كان شائكا ومتعذرا. لكنكم وأنتم جيران البحر، تعلمتم السباحة عكس التيار؛ فتعاونتم على البر والتقوى؛ فإذا بمدرستكم تكبر غرفة فغرفة بسواعدكم وعونتكم القروية الأصيلة. ويأتي زمان تصبح بلادنا أرضا لقوات حفظ السلام وشهود العالم على عدوان إسرائيل المستمر والدائم. فتكون قاعدة هؤلاء في الناقورة منطلقا للإسهام في تنمية المجتمع الجنوبي. وتكون مدرسة الناقورة أولوية دولية في استكمال البناء وتجهيز المختبرات، بالتكامل والتعاون مع مجلس الجنوب. وتضيق بكم الصروح على رحابتها؛ فطموحكم لا يحد، وإرادة العلم فيكم لا تكتفي. فتخرجون وتتخرجون من مدرسة الناقورة إلى الثانويات القريبة والبعيدة فالجامعات، لتكتبوا أسماءكم في صحائف الناجحين أهلا للعلم وروادا للنجاح في كل حين".
اضاف: "أيها العامليون المتجذرون بأصالة الانتماء، المتحدرون من سلالة الوفاء: هنا على هذه الأرض، يغدو للنجاح طعم آخر. أيها الطلاب المكرمون...مهما تباطأت خطوات الوطن عن اللحاق بأحلامكم؛ فتمسكوا بها. أنتم الورد المخبوء في ضفائر الحقول، وأنتم الكنز المرصود في مغاور هذه الجبال. الحق الحق أقول لكم: أنتم الغد الآتي الذي سيعيد الوطن من الخريف إلى الربيع. أنتم زاد الفصول ومعاد الأزمنة ومواعيد الفرح. نأتي إليكم؛ فنتزود بالأمل وخير العمل أساسا لنهوض الوطن، نثق أنكم بالإقدام والنجاح ستفتحون أبواب الوطن والزمن مهما عتا مزلاج الطائفية أو استبد مغلاق الفساد. فأنتم جمال لبنان وبحر حقيقته الذي لا نعرف فيه إلا الوطنية، ولا نغرف منه إلا التفاني والإخلاص.
أيها الواعدون...أنتم أبناء الجنوب الذين تعانقون الشمس شعاعا ويراعا. نأتي إليكم لنقول إننا بنجاحكم نبقى صامدين ونرقى نحو غد كريم. نأتي لنفرح بفوجكم الجديد يكتب اسم الناقورة أسوارة عروس جنوبية مشغولة من ذهب عقولكم وقلوبكم. نأتي اليكم لنؤكد على ثوابت النهج الذي أسسه الإمام وأرساه ويرسيه كل يوم دولة الرئيس الأخ نبيه بري من خلال سعينا كل من موقعه السياسي الى تقريب وجهات النظر بين كافة الأفرقاء من اجل النهوض بالوطن في خضم التخبط السياسي والاقتصادي الذي يمر به. وقد آن الاوان للجميع أن يعي حجم المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقنا جميعا وان ننصرف الى تطبيق الحلول الاقتصادية المطروحة بدافع وطني والابتعاد عن المماحكات والمناكفات السياسية التي تترك مصير الوطن معلقا على شفير الانهيار. لا غنى عن الترفع عن الانانيات والمصالح الآنية الضيقة إن كنا فعلا نعمل لخلاص هذا الوطن ونؤمن بوحدته وكيانه ووجوده، فلنع ما نقترفه الان من ذنب في المماطلة والتسييس الزائد قبل أن نبحث عن وطننا فلا نجد منه إلا الركام".
ختاما سلام على الناقورة وما فيها ومن فيها وأول أسمائها وأجمل أسمائها الشهداء. سلام على شهدائها المقاومين وجرحاها وأسراها الذين ذاقوا طعم الكرامة في معتقلات الاحتلال. سلام على أهلها الصامدين يكتبون ببقائهم حكايات النجاح والانتصار.
دامت النجاحات في الناقورة عامرة، وهنيئا لطلابنا الناجحين، وطاب أجر العاملين من أجل ديمومة هذا النجاح والتألق. من أول الزرع إلى كل قطاف، عاش جهادكم في التربية يبني الإنسان كي يبقى لبنان".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك