عُقد اجتماع بين رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس جمعية المصارف الدكتور سليم صفير في أبو ظبي، على هامش مؤتمر الاستثمار الإماراتي - اللبناني، في حضور مستشار الرئيس الحريري نديم المنلا.
وبحث الجانبان خلال اللقاء، في الشؤون المصرفية والاقتصادية وتطوّراتها على الساحة اللبنانية، حيث كرر صفير طمأنة الرئيس الحريري إلى أن لا أزمة دولار في المصارف اللبنانية كما يُشاع، بل هناك تنظيم لعمليات التحويل من الليرة إلى الدولار في إطار ضبط السوق.
كذلك تطرق البحث إلى كيفية الإفادة من فاعليات المؤتمر لدعم لبنان على الصعيدين المالي والاقتصادي.
وتم الاتفاق على متابعة هذه المواضيع عند عودة الجانبين إلى لبنان.
صفير: وكان صفير ألقى اليوم خلال مؤتمر الاستثمار اللبناني - الإماراتي في أبو ظبي، الكلمة الآتية: "أتوجه بالشكر لمنظمي هذا المؤتمر على دعوتي لأكون بينكم اليوم. وأشكر دولة الإمارات العربية المتحدة على استضافتها هذا المؤتمر، هذا البلد الذي عوّدنا قيادة وشعبا على أن يكون دائما الى جانب لبنان وفي كل الظروف.
تسمعون منا دائماً أن لبنان وطن مميز، ومن أهم ميزاته أن لديه أصدقاء كدولة الإمارات، واليوم خير دليل على ذلك. للبنان دعائم وجودية ساعدته على الثبات في وجه العديد من الأزمات والمطبات، ومن أهم دعائمه، إيمان اللبنانيين والأخوة العرب بالقدرات اللبنانية على النهوض والإبداع.
اليوم سأتحدث أمامكم ببساطة وصراحة وبعيداً عن لغة الأرقام وبديهيّات العمل المصرِفي. نحن المصارف، ببساطة نمثل مصالح الناس. اذا كان الناس بخير نحن بخير والوطن بخير. نحن في لبنان لنا خصوصية تميّزنا عن أي قطاع مصرفي حول العالم. نحن جزء أساس من استقرار البلد واستمراريته، علينا مسؤولية وطنية كبرى ترافقنا يومياً، فتحوّل أيام عملنا من عمل مصرفي تجاري بحت الى هاجس وطني يتفاعل مع الأحداث اليومية.
لا أعتقد أن هناك مدير مصرف يتابع أخبار العالم من الأمم المتحدة الى الصراف الآلي في الشارع كما نفعل في لبنان. نعيس بقلق بقلق دائم ومتابعة دقيقة من أجل خدمة عملائنا ومستثمرينا.
تسمعون عن صعوبات اقتصادية ومالية تواجه لبنان. إنها مطبات اقتصادية سنتجاوزها كما في السابق لأن ركائز الاقتصاد لا تزال متينة. نحن كقطاع مصرفي، متفائلون في توجّه الحكومة الجديد المبني على سياسة
مالية تتناسب مع حجم إيرادات الدولة. هناك فرصة ثمينة للبنان وللمستثمرين العرب للاستفادة من قوة الدفع التي سيطلقها "سيدر" والتي نعتقد بأنها ستساهم في خلق مناخ استثماري جاذب.
أدعو الشركات والمصارف العربية إلى النظر بجدية إلى السوق اللبنانية كوجهة استثمارية جدية، وهم سيجدون في المصارف اللبنانية حليفاً وشريكاً استراتيجياً ومجدياً. التحدي الحقيقي بالنسبة لنا هو إنعاش الاقتصاد واستعادة النمو. وهذا أمر يتطلب ضخ رؤوس أموال وتأمين قروض مدعومة. إن السيولة متوفرة في مصارف لبنان، ولكن القروض مكلفة بسبب ارتفاع الفوائد نتيجة التصنيف الائتماني المنخفض.
إن تأمين قروض زراعية وصناعية وسياحية مدعومة بفوائد تحفيزية سيساهم في تعزيز النمو وزيادة الإنتاجية وتخفيض العجز. كما ان القطاع المصرفي مستعد وجاهز للمساهمة في تأمين المستلزمات المالية لقطاعي النفط والغاز حين يدخل لبنان في مرحلة التنقيب والتصدير.
هناك ثقة كبيرة من قبل المودِعين والمستثمرين، بالمصارف اللبنانية. وهذه الثقة اكتسبت عبر السنين لأنّ المصارف اللبنانية التزمت دائماً بتعهداتها وحمت حقوق المودِعين والمستثمرين منذ تأسيس لبنان ومهما كانت الظروف.
إنها مرحلة دقيقة نمر فيها، ولكننا مؤمنون بِقدراتنا على تجاوزها، ووقوف أصدقائنا إلى جانبنا سيعزز من ثقتنا ويسرّع في تخطي هذه المرحلة والعبور إلى شاطئ الأمان".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك