استقبل البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في الصرح البطريركي في بكركي، النائبة السابقة في البرلمان الفرنسي ورئيسة معهد العلوم الإجتماعية والسياسية في ليون issep ماريون ماريشال لوبان على رأس وفد اكاديمي.
وتخلل اللقاء جولة افق شاملة حول الوضع في منطقة الشرق الأوسط وتأثير "تداعيات الحروب والنزاعات الدائرة في عدد من دول المنطقة على الحضور المسيحي فيها وفي لبنان".
ولفتت لوبان الى ان "لقاء غبطته كان مهما جدا، لا سيما لناحية الإستماع الى وجهة نظره حول مستقبل العلاقات الفرنسية اللبنانية، والتي تتميز بنقاط مشتركة كثيرة. واعربت بدوري لغبطته عن ارادتي بتقوية الروابط الثقافية بين المعاهد اللبنانية والفرنسية لأنه من خلال التاريخ والثقافة يمكننا دعم وتقوية العلاقات بين البلدان. من هنا ضرورة تطوير هذه العلاقة بين بلدينا والإستفادة ايضا من النظام التربوي اللبناني المعروف حول العالم عندها تكون علاقة تبادل الثقافات بين البلدين ممتازة".
واستقبل الراعي الممثل الخاص للامين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، ثم رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود ورئيس مجلس الشورى فادي الياس في زيارة التماس بركة تم فيها التشديد على "اهمية دور القضاء العادل والنزيه البعيد عن المحاصصة وعن التجاذبات السياسية في تأمين الخير العام لكافة المواطنين من دون استثناء".
وظهرا وقع البطريرك الراعي، وسفير فرنسا في لبنان برونو فوشيه، اتفاقية شراكة من أجل إعطاء منحتين إضافيتين لكهنة موارنة لنيل شهادة الماجستير او الدكتوراه في اللاهوت من جامعات فرنسا. ويأتي هذا التوقيع في إطار الالتزامات التي قطعها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في خلال لقائه مع البطريرك الراعي في أيار 2018 في باريس، للتعبير عن تمسك فرنسا بعلاقتها مع الكنيسة المارونية في لبنان ورغبتها في تقويتها.
وقبيل التوقيع القى فوشيه كلمة شدد فيها على "عمق العلاقات بين فرنسا والكنيسة المارونية والمستمرة اليوم بفضل تقوية الروابط الثقافية"، مشيرا الى ان "علاقة الصداقة هذه متجذرة منذ ايام الملك saint Louis وقد ميزها في شرعته في العام 1250 عندما اعلن ان "الجماعة المارونية هي جزء من الأمة الفرنسية".
وقال فوشيه: "جميع الذين حكموا فرنسا من لويس الرابع عشر الى نابوليون الثالث حرصوا على استمرار هذا الإرث. وهذا التقارب استمر بفضل انتشار اللغة الفرنسية في المنطقة من خلال الإرساليات التربوية المسيحية التي تبقى حتى اليوم ركيزة اساسية من ركائز الفرنكوفونية. ونحن لسنا بحاجة لإعادة التذكير بأن قيام لبنان الكبير في العام 1920 حصل بفضل التزام الجماعة المارونية وسعيهم لايجاد وطن لبناني".
واضاف: "في العام 1706 بدأ الطلاب الموارنة الدراسة في جامعة باريس بفضل منح قدمت اليهم من الملك. فتميز العديد من بينهم كعلماء موارنة تمكنوا من نشر ارثهم الثمين، كذلك نشر الثقافة السريانية في اعرق المعاهد الفرنسية، ويبقى هذا التعلق بالعلم والمعرفة هو القاسم المشترك بيننا".
وتابع: "صاحب الغبطة في خلال زيارتكم الأخيرة الى فرنسا، اكد لكم رئيس الجمهورية على تمسك فرنسا بعلاقتها المميزة مع الكنيسة المارونية في لبنان، واعرب لكم عن ارادته بدعمها وتقويتها. فاخترنا اليوم ترجمة هذا الأمر من خلال هذا التقليد الأكاديمي والجامعي الذي نحتفل به. ويشرفني ان اعلن ان برنامجنا للمنح الجامعية لصالح الكنيسة المارونية الذي تأسس في العام 1891 سوف يستمر ويزدهر مع بدء السنة الجامعية. فبالإضافة الى المنح اللاهوتية التي تقدمها وزارة الخارجية ستقدم السفارة الفرنسية سنويا منحتين جديدتين لنيل الماجستير او الدكتوراه. في العام 2019 استفاد خمسة طلاب اكليركيين موارنة من منح جامعية للدراسة في فرنسا".
وختم فوشيه: "هذا الإجراء هو تجسيد للعناية الخاصة التي توليها الجمهورية الفرنسية بلبنان للحفاظ على علاقتها العميقة والقوية به. واود ان اعرب لغبطتكم عن اخلص امنياتي وتقديري للدور الذي تقومون به حيال الجماعة التي ترأسونها وحيال الصداقة الفرنسية اللبنانية".
بدوره اعرب الراعي عن تقديره "لهذه المبادرة المميزة"، موجها تحية شكر لرئيس الجمهورية ايمانويل ماكرون. لافتا الى "عمق العلاقة التي تربط فرنسا بالكنيسة المارونية والى الصداقة اللبنانية الفرنسية التي تستمر من جيل الى جيل وهي تصبح اكثر عمقا وتجذرا مع مرور الوقت".
وقال: "نحن نشعر بوجود فرنسا الى جانبنا في كافة المناسبات. وفي هذه المبادرة المتمثلة بمنح كهنتنا منحا تعليمية في فرنسا لا يمكننا الا ان نشعر بعلاقة الصداقة بيننا. والرئيس ماكرون بنفسه اراد اضافة منحتين جديدتين الى المنح الموجودة اصلا. ونحن نسهر دائما على ان ينقل طلابنا الصورة الجميلة وان يتميزوا في دروسهم. ومرة جديدة نشكركم على قربكم منا وعلى صداقتكم واود نقل شكرنا وامتناننا وصلاتنا للرئيس ماكرون لكي يتمكن من تحقيق نواياه الكبيرة والتقدم ببرنامجه لصالح فرنسا وتجاوز كل الصعوبات التي تعيق طريقه".
وختم الراعي:" اتمنى لفرنسا النجاح الدائم ونحن كلبنانيين سنبقى اوفياء دائما لتاريخ صنعناه معا".
وظهرا استقبل الراعي وفدا من رعية سان بول من ولاية مينيسوتا الأميركية يرافقهم كاهن الرعية الأب ايمانويل نخلة الذي لفت الى ان "معظم اعضاء الوفد هم من اللبنانيين الذين يزورون الوطن الأم للمرة الأولى، وارادوا بدء رحلة حجهم الى لبنان بالتماس بركة صاحب الغبطة".
ومن زوار الصرح البطريركي السفير خليل كرم وعضو "الاكاديمية الفرنسية" السفير دانيال روندو الذي عرض مع الراعي العلاقات اللبنانية - الفرنسية، لا سيما على الصعيد الثقافي".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك