في تلك البلدة التي تقع عند المدخل الجنوبي لمدينة بعلبك، محاولة لضرب نموذج العيش الواحد بين كافة الطوائف والمذاهب الذي لطالما تمتعت به على الرغم من الاحداث المتتالية التي مرّت على البقاع، وذلك عبر الاخلال بالاتفاق الذي على اساسه اجريت الانتخابات البلدية في ايار العام 2016.
وكان الاتفاق الذي رعاه وصاغه ووقّعه "حزب الله" من خلال مسؤول العمل البلدي في البقاع حسين النمر وقتذاك، نص على تقاسم ولاية رئاسة المجلس البلدي بين العميد المتقاعد نزيه نجيم (القريب من حزب الله)، والعميد المتقاعد عبده مخايل نجيم (الذي يمثل العائلات في البلدة).
وحين اتى موعد استقالة الاول من اجل انتخاب الثاني، في آذار الماضي، بدأت المشاكل تطل برأسها..
حيث طلب نزيه نجيم تأجيل هذه الخطوة 3 ثلاث مرات منها ذريعة افتتاح مقر المجلس البلدي الجديد، والمركز الصحي، وبعد البلبة التي سادت اوساط البلدة، قدم الاخير استقالته، وحدد بالتالي 26 حزيران الفائت موعدا، لاجتماع يعقد في مركز المحافظة في بعلبك لانتخاب رئيس جديد للمجلس البلدي خلفاً للرئيس السابق المستقيل العميد نزيه نجيم.
وبناء لدعوة من محافظ بعلبك - الهرمل بشير خضر، وقد ترأس جلسة الإنتخاب نائب الرئيس مروان كنجو بحضور رئيسة دائرة البلديات في المحافظة هبة زعيتر ومدير مكتب المحافظة جوزيف واكيم...
وهنا كانت المفاجأة، اذ وخلافا للاتفاق، قدم إيلي يوسف الغصين (من فريق الرئيس المستقيل) ترشيحه، وقد اعتقد عبده نجيم ان الامر لا يعدو كونه مسرحية شكلية، كي لا يفوز بالتزكية، لكن عند فرز الاصوات تبين ان الامر جدي ومدروس ومقرّر سلفا، فنال نجيم 6 أصوات، اما الغصين فحصد 9 أصوات ليصبح هو رئيسا للبلدية لفترة الـ 3 سنوات المتبقية من ولاية المجلس البلدي الحالي.
وفي هذا الاطار، اوضح مصدر انه قبل تحديد موعد الانتخاب، تمت مراجعة المعنيين في "حزب الله" حيث اكدوا ان هذا النوع من التلاعب مرفوض، فوعدوا ان نزيه نجيم سيقدّم استقالته انطلاقا من ان "الحزب" لا يخلّ بأي اتفاق... لكن تبين العكس.
وبعد انتخاب الغصين تم مراجعة حسين النمر الذي اكد ان ما حصل نتيجة غلطة دون علمه، لانه ترك منصبه المتعلق بالعمل البلدي ليتفرغ لمنصب آخر ضمن "الحزب"واعدا ان يتم الرجوع عن هذا الخطأ، ولغاية الآن لم يتم تصحيح ما كان اتفق عليه النمر مع الطرف الآخر.
واشار المصدر الى انه خلال ولاية نجيم حصلت العديد من التجاوزات ومخالفات البناء، كان يعترض عليها الفريق الاخر في البلدية دون اي جدوى، خصوصا وان الفريق القريب من "حزب الله" لديه عدد اكبر من الاصوات.
واعتبر المصدر ان التجاوزات الحاصلة والاخلال بالاتفاقات، توحي بان هناك محاولة واضحة لجعل دورس كغيرها من البلدات المجاورة (الطيبة والأنصار وشمالا بعلبك وشرقا عين بورضاي وغربا مجدلون وحوش بردى) التي تعتبر كامتداد لبعلبك، حيث لا حيثية للمسيحيين فيها.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك