أما وقد هدأت "موجة" التلويح الرسمي بإجراءات بحقّ بعض أصحاب الكلمة، اخترنا أن نكتب هذه السطور.
يخطئ الإعلام في بعض الأحيان، عمداً أو عن سوء تقدير، وفي هذه الحالة يمكن المحاسبة عبر القوانين. وينتقد بعض الإعلاميّين مرّات من هم في موقع المسؤوليّة، وربما يرفعون "الدوز"، وهم في ذلك يقولون الحقّ أحياناً ويتحاملون أحياناً أخرى.
ولكن، عن أيّ سياسيّين نكتب وننتقد؟
نكتب عن سياسيّين نتحمّل، كصحافيّين، كذبهم اليومي، ونهزّ برؤوسنا حين نحاورهم، لنوحي لهم بالاقتناع.
وعن سياسيّين نتولّى تغطية نشاطاتهم التي يهدفون من خلال معظمها الى خداع الناس، أي الناخبين. وعن سياسيّين نحرّر بياناتهم، ومعظمها فارغ المضمون.
نحن من يتحمّل ثقل دم بعضكم، وكذب بعضكم، و، إن شئنا الصراحة، "هبل" بعضكم، وقد أتى بكم رؤساء أحزابكم وزعماؤكم لكي يقولوا لكم افعلوا كذا فتفعلون.
وعليكم، جميعاً، أن تتحمّلوا انتقادات بعضنا، بدل التلويح بالسجن والغرامات وكلّ ما قيل في جلسة مجلس الوزراء الأسبوع الماضي.
قد تكونون، بالنسبة الى جماهيركم الغفيرة والغفورة، أيقونات وقدّيسين، ما يجعلهم يصفّقون لكم ويهتفون "بالدم والروح". أما بالنسبة إلينا فأنتم فاشلون، بدليل ما نعيشه من أزماتٍ ومن تدهورٍ اقتصاديّ ومن قلقٍ يدفع قسماً كبيراً من اللبنانيّين الى البحث عن سبل الهجرة.
نصيحة أخيرة: ما من سياسيٍّ خاض مواجهةً مع حريّة الإعلام وانتصر. والوسيلة الوحيدة لإسكات الإعلام هو الإنجاز. وهذا ما لا تقومون به.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك