أطلق "حزب الكتائب اللبنانية" حملة التبرع بالأعضاء والأنسجة، في بيت الكتائب المركزي، في الصيفي، في لقاء تخلله كلمات لرئيس الحزب النائب سامي الجميل، نائب رئيس الهيئة الوطنية لوهب الأعضاء والأنسجة البشرية البروفسور أنطوان اسطفان، المنسقة العامة في الهيئة فريدة يونان والقاضي الشيخ غاندي مكارم والأب جورج رعد، في حضور النائب الياس حنكش، أمين عام الحزب نزار نجاريان، رئيسة بلدية بكفيا نيكول الجميل، الهيئة النسائية في الحزب التقدمي الأشتراكي وحشد من المنتسبات الى مصلحة شؤون المرأة في حزب الكتائب.
واعتبر النائب سامي الجميل ان التنمية المستدامة وتطور المجتمع امر اساسي في مسيرتنا ونضالنا السياسي والإجتماعي، وقال: "وكل سنة في لبنان هناك الآلاف الذين يتوفون كان من الممكن انقاذهم لو كان هناك توعية كافية على التبرع بالأعضاء بالإضافة الى عشرات الآلاف من الأحياء الذين هم بحاجة الى اعضاء، وان انقاذ حياة الإنسان هو اساس نضالنا وعملنا في حزب الكتائب، فنحن نريد العيش بكرامة ونريد بلدا حرا مستقلا من اجل ان يتمكن الإنسان من العيش فيه بكرامة، فالنسبة الينا كل شيء يرتكز على الإنسان وكم بالحري حياة الإنسان التي يجب ان تكون أولوية لدى اي دولة او حزب او جمعية".
ورأى ان وهب الإعضاء هو بمثابة محاربة لتجارة الأعضاء التي تؤذي مجتمعنا بشكل كبير.
وأعلن الجميل ان نواب حزب "الكتائب" يضعون أنفسهم في تصرف الهيئة من اجل المساهمة في اقتراحات قوانين وتشريعات يمكن ان تسهل عملها، وأنه من المهم تعميم حملات التوعية للمواطنين للتبرع بالأعضاء من اجل انقاذ الكثيرين واعطائهم الأمل بحياة جديدة.
ورأت رئيسة مصلحة شؤون المرأة في الحزب جوزفين قديسي ان الحزب الذي لم يبخل بستة الاف شهيد لن يبخل بوهب اعضاء وانسجة لأخيه الإنسان.
والقى رئيس المجلس الصحي الإجتماعي في حزب الكتائب اللبنانية الدكتور ايلي صقر كلمة قال فيها: "نحن في المجلس الصحي الإجتماعي في حزب الكتائب نطمح لأن تكون ثقافة التبرع بالأعضاء ثقافة عابرة للمناطق والطوائف. ولقد نظم شبابنا حملات عديدة من اجل نشر التوعية وبث روح التضامن والتآخي بين اللبنانيين من اجل زيادة عدد المتبرعين. وان تضافر الجميع من مسؤولين حكوميين وجمعيات اهلية وقطاعات طبية وتربوية وقانونية لإنجاح هذا الهدف امر ضروري".
وطالب وزارة الصحة بان ترصد برامج الزرع لحالة كل من المتبرع والمتلقي، لضمان حصولهما على الرعاية الملائمة، وقال: "نحن بحاجة لدعم الدولة من حيث مواصلة التشريعات وتحديثها وحماية الأسس الأخلاقية في هذا الموضوع الحساس. وطالب النواب العمل على اقتراح تعديل القانون، بحيث يسأل كل مواطن ولدى استلامه رخصة القيادة عن رغبته بالتبرع باعضائه".
وتحدث البروفسور اسطفان معتبرا ان "عملية زرع الأعضاء في لبنان متاحة من ناحية التقنيات والتغطية المالية ولكن المشكل الأساسية في قلة الواهبين وهذا يعني ان لا زرع وهذه مشكلة حادة وهي ليست في لبنان فقط بل هي عالمية ايضا"، معلنا "ان قانون وهب الأعضاء في لبنان موجود منذ سنة 1983 وهو سمح بوهب الأعضاء للأحياء والمتوفين واعطى للعائلة القرار النهائي للوهب، وان الوهب قرار حر، مجاني، سري وغير مشروط".
كما تطرق للمرسوم التطبيقي، فأشار الى انه من الضروري تعديل هذا القانون ليلحظ التطورات الحاصلة، ولقد قدمنا التعديل منذ سنة 2010 ولا يزال في ادراج الوزارات المعنية، لافتا الى ان "الهيئة الوطنية تأسست عام 1999 وحددت مهامها بإنشاء البنية التحتية لوهب الأعضاء بمساعدة مادية وتقنية من الحكومة الأسبانية ووقعنا بعدها اتفاقيتين مع فرنسا لأكمال العمل على الأمور الناقصة".
وأشار اسطفان الى انه تم تدريب العاملين في القطاع الصحي، فدربنا اكثر من 750 ممرضة و250 طبيبا على تطبيق هذا البرنامج، وقمنا بحملات توعية للجمهور وشاركنا بنشاطات اجتماعية. ووضعنا لائحة انتظار وطنية تضمنت في اخر 2018 نحو 710 مريضا لزرع الكلى، 112 لرزع القلب 123 لزرع الكبد و7 للرئة، وقمنا بوضع سجل عمليات الزرع وتمكنا من الحد من تجارة الأعضاء في لبنان.
اما يونان فلفتت الى ان البرنامج الذي وضعته الهيئة مقتبس عن البرنامجين الإسباني والفرنسي، وقالت: "للهيئة منسقين محليين ومنسقين في المناطق مسؤولين عن متابعة كل حالات الوفاة في المستشفيات للقيام بعملية الوهب، لدينا لائحة الإنتظار ولدينا السجل الوطني لكل شخص وقع على بطاقة وهب. وان الأعضاء التي يهبها الشخص الحي محدودة جدا وهي الكلية، نصف الكبد والرئة ومن واجبنا ومسؤوليتنا المحافظة على الواهب ليكمل حياته بشكل طبيعي".
واوضحت ان الوهب يخضع لمعايير تطابق الدم والحجم والعمر والمناعة العالية.
والقى الأب جورج رعد كلمة الكنيسة الكاثوليكية مشيرا الى ان "الكنيسة هي مع وهب الأعضاء بشروط تراعي كرامة الأنسان، فالكنيسة تعتبر انها مؤتمنة على الحياة الإنسانية وهي ترفض التلاعب بالأجنة والأجهاض، والقتل والإنتحار والقتل الرحيم. الله ليس ديانا هو اله محبة وحياة ووهب الأعضاء هو من أسمى العطاء والمحبة التي يمكن للانسان ان يقوم بها في حياته وبعد رقاده. والكنيسة تشجع بكل قواها على وهب الأعضاء"، مشددا على "دور الكنائس في نشر هذا الوعي لدى المؤمنين حول هذا الموضوع وتشجيع المؤمنين على ثقافة الحياة من خلال وهب اعضائهم".
وكانت كلمة القاضي الشيخ غاندي مكارم حول موقف طائفة الموحدين الدروز من موضوع وهب الأعضاء، جاء فيهه: "ان الموقف الشرعي المعتمد في موضوع وهب الأعضاء لدى مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز هي ترك حرية المرء وفقا لإرادته ومشيئته واختياره وفق الشروط الأساسية للواهب بالغ صحيح العقل، موافقة صريحة بدون ضغط واكراه. واذا صح طبيا جواز الإستفادة من بعض اعضاء الميت بعد التأكد من موته، فإنه قد يجوز للموحد ان يوصي بشيء من اعضائه لمن يحتاج اليها، وذلك بناء على اطلاق مذهب التوحيد الحرية الكاملة للموصي في وصيته وفقا لشروطها القانونية. ومن الأفضل اعلان رغبته امام اقربائه واصدقائه، ومن غير الجائز لعائلات الواهبين معارضة تنفيذ رغبته لكن يقتضي مراعاة ثلاثة امور مهمة: وجود القوانين الصحيحة والمشرعة للوهب وتطبيقها، استقامة وكفاءة الجهات الطبية، منع بيع الأعضاء والمتاجرة بها".
وختاما النشيد الكتائبي وحفل كوكتيل .
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك