نظمت "مستشفى مظلوم الجديدة" في طرابلس، برعاية وزير الصحة العامة الدكتور جميل جبق ممثلا برئيس مصلحة المستشفيات والمستوصفات والمهن الطبية الدكتور جهاد مكوك، المؤتمر السنوي الرابع تحت عنوان: "إدارة مؤسسات الرعاية الصحية والممارسات الطبية"، بالتعاون مع كليتي العلوم الصحية وإدارة الأعمال في جامعة بيروت العربية -فرع طرابلس ومجموعة Gates.
حضر حفل الإفتتاح في حرم جامعة بيروت العربية في طرابلس وزيرة الدولة لشؤون التمكين الإقتصادي للنساء والشباب فيوليت خير الله الصفدي، النائب الدكتور علي درويش، النائب الدكتورة ديما جمالي، الدكتور مصطفى الحلوة ممثلا الوزير والنائب السابق محمد الصفدي، الوزير والنائب السابق الدكتور أحمد فتفت، رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق، رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين، نقيب المهندسين بسام زيادة، نقيب الأطباء الدكتور سليم أبي صالح، نقيبة اطباء الأسنان الدكتورة رولا ديب، المحامية سيرين الرافعي ممثلة نقيب المحامين محمد المراد ونقيبة الممرضات ميرنا ابي عبد الله ضومط.
كما حضر الإحتفال نائب رئيس جامعة بيروت العربية لشؤون فرع طرابلس الدكتور خالد بغدادي، رئيس مجلس إدارة مستشفى مظلوم الجديدة الدكتور هيثم خياط، المدير الطبي ورئيس المؤتمر الدكتور مصعب حسون، المديرة التنفيذية أليسار ياسين حداد، مدراء الكليات والأساتذة وأطباء ومنسق فرع الجامعة أحمد سنكري وحشد من المدعوين والمهتمين.
ويعالج المؤتمر مواضيع علمية مهمة ومختلفة ويشتمل على 9 جلسات علمية مفتوحة على مدى يومين مع 25 محاضرا متميزا على المستوى الوطني والعالمي. ويتضمن آخر المستجدات العلمية في مجالات شتى بداية من أنسنة النظام الصحي، مرورا بأحدث تقنيات التشخيص المخبرية(PCR)، والتشخيص الشعاعي، ومواضيع الإدارة الصحية ودور الطاقم التمريضي وريادته فيها، ومواضيع الصحة النفسية والعقلية، وكذلك أحدث ما توصلت إليه الدراسات بشأن الجلطة الدماغية وعلاجاتها، والجراحات الدقيقة بالمنظار، وإنتهاء بزراعة الأنسجة والأعضاء. كما سيرافق الجلسات العلمية ورشتا عمل.
إفتتاحا النشيد الوطني ونشيد جامعة بيروت العربية، فكلمة تقديم من مسؤولة العلاقات العامة في الجامعة نالا مكوك التي قالت: "تسعى مؤسسات التعليم العالي حول العالم إلى تحقيق أهدافها من خلال تقديم الخدمات التعليمية والبحثية، بالاضافة الى النشاطات والمشاريع التنموية لمجتمعها، ولا يغيب عن بال أحد، الدور الهام الذي باتت تلعبه الجامعات في تحريك التنمية، اذ تمثل المركز الاساسي للبحوث العلمية والتطبيقية، التي بدونها يصعب احداث اي تقدم معرفي او اجتماعي حقيقي".
أضافت: "من هنا فان جامعة بيروت العربية آلت على نفسها مسؤولية تجاه الخدمة العامة في المجتمع، التزاما منها بتوسيع نطاق الشراكة الفعلية مع أطياف المجتمع كافة.
وتحدث الدكتور حسون الذي أشار الى ان "هذا الحدث يأتي حرصا من إدارة مستشفى المظلوم الجديدة على عقد المؤتمرات الطبية التي من شأنها صقل خبرات الكوادر الطبية، والارتقاء بأدائهم للوصول الى المستوى العلمي والعملي الرائد. فينعقد مؤتمرنا هذا العام بالتعاون والشراكة مع مؤسستين رائدتين، الأولى جامعة بيروت العربية من خلال كليتي العلوم الصحية وإدارة الأعمال- طرابلس، والثانية مجموعة Gates الإستشارية في شؤون الإدارة الصحية إيمانا منا بأن التميز والتطور في المرافق الصحية لا يمكن تحقيقه دون التعاون والتكامل بين أركانها الثلاثة أو ما يسمى مجازا الترويكا الصحية، الجسم الطبي، الجسم التمريضي، والمنظومة الإدارية.
وأوضح ان "هذا المؤتمر يقدم معلومات وعصارة خبرات تثمن بالذهب لأن قيمة المعلومة من قيمة أثرها وما تحدثه من تغيير"، شاكرا المتحدثين والرعاة.
وألقت حداد كلمة قالت فيها: "كان نظام الرعاية الصحية ولوقت طويل مبنيا على أساس رعاية المريض. وعلى الرغم من التقدم الكبير في التشخيص والعلاج الطبي، إلا أن التقدم بدور المستشفى في منظومة سلسلة الرعاية الصحية المتواصلة لم يتغير كثيرا. لا يزال المريض يزور المستشفى في حالة صحية حرجة وبحاجة لتدخل سريري ودخول المستشفى. ومع النمو الهائل للأمراض المزمنة التي تمثل الجزء الأكبر من إجمالي نفقات الرعاية الصحية، أصبح من الضروري النظر للرعاية الصحية من منظار مختلف، وهو من وجهة نظر المريض نفسه. من خلال مساعدته على فهم الدوافع التي تؤثر على حالته المزمنة بشكل أفضل حتى يتمكن من لعب دور أكثر فاعلية في إدارته".
وتناولت "دور مستشفى مظلوم في تقديم الخدمات في المجتمع حيث تم تحديث التشخيص بالرنين المغناطيسي بقوة 3 تسلا وكانت الأولى من نوعها في الشمال، كما أنشأت مختبر PCR يقدم فحوصات جزيئية واسعة النطاق وبمدة زمنية قياسية يمكن تشخيص الكثير من الأمراض الجرثومية مما يساعد في التشخيص السريع، وبالتالي التدخل المبكر في العلاج، فلكي تنجح أي مؤسسة استشفائية في تطوير دورها لا بد من تكافل جهود فريقها الثلاثي الأقطاب من أطباء وممرضين وإداريين وتوحيد أهدافهم ورؤيتهم".
وألقت مديرة كلية العلوم الصحية في جامعة بيروت العربية-طرابلس نسرين بيسار تدمري كلمة رحبت فيها بالحضور "في رحاب جامعة بيروت العربية، هذه المؤسسة الأكاديمية العريقة التي تحتفل هذا العام بالذكرى الستين لتأسيسها والتي قدمت إلى طرابلس منذ تسع سنوات محملة بإنجازات وخبرات وضعتها في تصرف أهل الشمال من خلال تقديم الخدمة الأكاديمية في خمس من كلياتها، ومشاريع طلابها، والمراكز الاستشارية المخصصة لخدمة المجتمع، والتعليم المستمر".
أضافت: "لقد سعت الكليات منذ تأسيسها في الفرع إلى التميز في الأداء فحصلت على الاعتمادات الدولية لبرامجها المختلفة. وكان اخرها الاعتماد الذي حصلت عليه كلية العلوم الصحية ببرامجها الثلاث: التمريض، التغذية وتنظيم الغذاء، وتكنولوجيا المختبرات الطبية من جهة الاعتماد الألمانية AHPGS، أسوة بالكلية الأم في بيروت. وافتتحت الكلية مؤخرا موقعا تدريبيا للإنعاش القلبي الرئوي، وهو معتمد من قبل الرابطة الأميركية للقلب (American Heart Association).
وتحدث الدكتور بغدادي فقال: "تحتفل جامعة بيروت العربية هذا العام بمرور 60 سنة على إنشائها، وقد تخرج منها أكثر من 100 ألف متخرج من لبنان والوطن العربي، يحملون شهادات معتمدة دوليا من هيئات إعتماد دولية معروفة عالميا. وقد إلتزمت جامعة بيروت العربية منذ إنشائها بالشراكة الفاعلة مع المؤسسات الرسمية والمجتمعية والخدمية على الصعيد المحلي والدولي".
وتناول الإتفاقيات التي عقدتها الجامعة مع الجامعات الأوروبية والأميركية لتبادل الأساتذة والطلاب وفي إطار الشراكة في معالجة أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ال17 هدفا، كما تناول تعاون فرع الجامعة في الشمال خلال ال9 سنوات الماضية التي مرت على تأسيسه مع المؤسسات المحلية ومنها إقامة المؤتمرات العلمية الجادة وإجراء نقاش علمي يفتح الآفاق الجديدة أمام المشاركين.
وقال: "إنني أنتهز هذه الفرصة بشكر معالي وزير الصحة اللبناني دكتور جميل جبق على رعايته للمؤتمر والشكر الكبير للأستاذ الدكتور عمرو جلال العدوي رئيس جامعة بيروت العربية والدكتور هيثم خياط رئيس مجلس إدارة مستشفى مظلوم الجديد وفريق العمل في الإعداد وتنظيم هذا المؤتمر".
وتحدث الدكتور ابي صالح فقال: "يأتي مؤتمركم هذا نتيجة التعاون بين مؤسستين نعتز بعلاقاتنا بهما كنقابة وهما جامعة بيروت العربية ومستشفة مظلوم الجديدة، وصحيح ان مستشفاكم اصبح اسمها مستشفى مظلوم الجديدة ولكنها تبقى مستشفى مظلوم الحبيب لأنه في ذاكرة المدينة والنقابة، وما زال هذا الصرح الطبي يعبق بروح زميل اعطى الطب والأطباء سمعة ونكهة ومعنى عجز الكثيرون ممن تعاطوا مهنة الطب من إعطائها الأبعاد التي اوصلها إليها، واقصد الزميل والصديق أحد كبار هذه النقابة المرحوم الدكتور نزيه مظلوم".
وتابع: "ان مؤتمراتكم السنوية هي تعبير عم مثابرتكم على طريق تطوير المستشفى ليس فقط من ناحية الإدارة فقط والإقامة الفندقية للمرضى، إنما ايضا في رفع مستوى الخدمات الطبية عبر مواكبة كل جديد، وإستطعتم ان تعيدوا للمستشفى المكان التي كانت تتربع عليها سابقا كواحدة من اعرق المستشفيات في الشمال".
وقال: "المصاعب التي يواجهها الأطباء كثيرة ولكن اصعبها هو نكران المجتمع لدورهم الإنساني، فيتعامل معنا المجتمع كأطباء بعنف كأننا مصاصو دماء، ومكدسي ثروات ومتسببين بفقرهم، متناسيا هذا المجتمع امرين الأول ان أسباب الأزمة الإقتصادية تنعكس على قدرة المواطن اللبناني على الطبابة والإستشفاء، ليس هم الأطباء وبدلات اتعابهم المجمدة منذ سنوات بغض النظر عن غلاء المعيشة، ليس هؤلاء الأطباء هم سبب هذه الحاجة،إنما عملنا في المستشفيات والمستوصفات والمراكز الصحية شبه المجانية هو عائد مهم في تخفيف المعاناة من سياسة إقتصادية لم نضعها نحن، والأمر الثاني هو ان الطب من اكثر المهن التي تتطلب سهرا وتعبا وتجميعا للمعرفة من هنا وهناك وان الأطباء خصوصا في المجتمعات غيرالمستقرة كلبنان يتعرضون لمخاطر جمة خلال أدائهم لرسالتهم الإنسانية فكم من طبيب في لبنان تعرض للخطف خلال تنقله لرعاية مرضاه أثناء الحرب الأهلية، وكم من طبيب تعرض لإطلاق نار وإصابات وما زال يعاني من آثارها وكم من طبيب من نقابتنا توجه جنوبا خلال حرب تموز وغيرها من الحروب الإسرائيلية إلتزاما منه في قضايا شعبه".
وتابع: "تطول اللائحة ولكني اذكرها فقط ليتذكر من يجب ان يتذكر وليعلم من يجب ان يعلم في هذا المجتمع اللبناني المتقدم، ان الأطباء هم حماة الإنسانية في هذا المجتمع مهما حاولوا تشويه الصورة. اهنئكم زملائي في مستشفى مظلوم واصدقاءنا في جامعة بيروت العربية على نجاح مؤتمركم متمنيا لكم دوام التطور واضعا مقدرات النقابة في خدمتكم".
وتحدث ممثل جبق الدكتور مكوك فقال: "شرفني معالي وزير الصحة العامة الدكتور جميل جبق بتكليفي بتمثيله في هذا المؤتمر، وكلفني ايضا بأن انقل تحياته وتمنياته لكم بالتوفيق وتحقيق الأهداف المرجوة منه، فقد اثبت القطاع الصحي في لبنان مرونة ومقدرة ملحوظتين مكنته من المحافظة على التحسن في مستوى النتائج والمؤتمرات الصحية رغم التحديات التي يواجهها، وقد ثابرت وزارة الصحة على تطوير تقديماته وبرامجها من أجل ضمان صحة الفرد في لبنان وتوفير سبل الوقاية والعلاج بأقل تكلفة مع الحفاظ على مستوى عال من الجودة لتحقيق التنمية المستدامة في جانبيها الإجتماعي والإقتصادي".
أضاف: "تستمر الوزارة في تقديم عدد كبير من الخدمات الصحية، بالاضافة إلى الخدمات الإستشفائية على الرغم من التحديات الناتجة عن الأزمات المتلاحقة المتعددة الأوجه التي أدت إلى زيادة العبء على القطاع الصحي، وعلى الرغم أيضا من تدني نسبة موازنة الوزارة من إجمالي الإنفاق العام، ففي هذا الإطار أنشأت الوزارة شبكة من حوالي 236 مركزا للرعاية الصحية الأولية معظمها بإدارة مؤسسات القطاع الأهلي ترتكز على علاقة تعاقدية بين الفريقين وتلتزم من خلالها هذه المؤسسات تقديم حزمة من خدمات الرعاية الصحية الأساسية الأولية، بحيث تقوم الوزارة بتقديم الدعم التقني والأدوية الأساسية واللقاحات ويتم إختيار المركز وفقا لمعايير حددتها الوزارة لضمان الجودة، وقد ساهمت هذه المقاربة في تخفيض كلفة الرعاية الصحية الأولية يقابلها تحسن للمؤشرات الصحية".
وتابع: "كما قامت الوزارة بتطوير خدماتها الإستشفائية عن طريق برنامج إعتماد المستشفيات على أساس جودة الخدمات وإدراج آليات جديدة لتقييم وشراء الخدمات الإستشفائية وتطبيق قانون إستقلالية المستشفيات الحكومية من أجل تحسين هذه الخدمة حيث أن الوزارة تشكل الملجأ الأخير او الجهة الضامنة لمن لا ضامن له، في هذا المجال. ولا بد هنا من ذكر بعض من هذه المؤشرات التي تظهر مرتبة لبنان من حيث الأداء في قطاع الصحة مقارنة بسائر الدول".
وقال: "يحتل لبنان المرتبة 31 من بين 166 بلدا وفقا لمقارنة النتائج الصحية لوحدة المعلومات الإقتصادية التابعة لمجموعة الإيكونوميست مباشرة بعد الدانمارك ومباشرة قبل الولايات المتحدة الأميركية، وقد صنف لبنان كالبلد العربي الأفضل صحة وفقا لمؤشر بلومبرغ للصحة العالمية للعام 2017 فقد حل بين الجمهورية التشيكية والولايات المتحدة الأميركية ويحتل لبنان المرتبة 31 من بين 195 بلدا ومنطقة بحسب مؤشر الحصول على الرعاية الصحية وجودتها مقابل الإنفاق الصحي على كل فرد بالتساوي مع البرتغال وأستونيا".
أضاف: "تستمر الوزارة في جهودها لإصلاح القطاع الصحي من أجل تحقيق رسالتها التي تقوم على أساس الشراكة مع جميع أصحاب المصلحة وفقا لمبادىء الحكم الرشيد ومن خلال تطبيق القوانين والتشريعات ذات الصلة بهدف ضمان صحة أفضل للسكان وتوفير خدمات نوعية صحية عادلة وفعالة في كلا القطاعين العام والخاص لتلبية إحتياجات المواطنين مع التركيز بوجه خاص على الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع".
وختم: "لا بد لي من ان أشكر بإسم معالي وزير الصحة العامة القيمين على هذا المؤتمر وأخص بالشكر جامعة بيروت العربية هذا الصرح العلمي العريق الذي ساهم ويساهم في تطور مستوى القطاع الصحي في لبنان. وأشكر أيضا مستشفى مظلوم الجديدة وال Gates Group لمساهمتهم بإقامة هذا المؤتمر مع تمنياتنا لكم جميعا بالتوفيق".
وأعقب ذلك تكريم أحد أبرز قدامى الأطباء في مستشفى مظلوم الدكتور أمين فائق الجمالي الإختصاصي بطب الأطفال، وكذلك تكريم أحد أعتق الممرضين محمد الخطيب "أبو خالد" اللذين تسلما درعين تكريمتين.
وألقى الدكتور الجمالي كلمة إستهلها قائلا: "التكريم يا سادتي مناسبة جادة ولقد عزمت على ان لا أبقيها كذلك،اردتها بسمة على وجوهكم فهي منة قد لا أستحقها، فعندما يكون المكرم شابا في مقتبل العمر وإذا صدق حقا انه يستحق التكريم يلفه الحبور، ويلبسه الغرور وتغلبه الحمية ويترك المسرح مسرعا ليتزوج من جديد. اما تكريم من كان في عمري ففيه إيماءة خفية لكنها شبه مؤكدة مفادها: يا عزيزي، هذا ملاك الموت يغمز لك فاتحا ذراعيه، ولكن صدقوا او لا تصدقوا فإني اتمثله ملاكا شفافا لائقا بشوشا يبتسم لي. إن معدل متوسط الحياة قد زاد كثيرا وهم يتحدثون عن ماية وخمسين وانا إذا اتخيل حالي في الماية والخمسين لا ارى غير اني تحولت من طبيب للأطفال إلى فزاعة للأطفال، واشكركم جميعا من كل قلبي".
وقد تم توزيع دروع تكريمية على المتحدثين والداعمين.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك