أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Nature Microbiology، إحدى الخصائص المفيدة غير المتوقعة للمخاط، الذي يحتوي على السكريات التي تقاوم الجراثيم الضارة المحتملة.
وأمضت عالمة الفيزياء الحيوية كاثرينا ريبيك، في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أكثر من عقد من الزمان في استكشاف الكيمياء الحيوية التي تحدث داخل المخاط.
وقالت ريبيك إن المخاط اللزج يساعد على طراوة المريء وخطوط المعدة، ويساعد الحيوانات المنوية على التحرك في عنق الرحم ويحمي الأنسجة الأنفية. ودرس فريق البحث مركبات تسمى mucins موجودة في المخاط، هي عبارة عن بوليمرات طويلة أو سلاسل جزيئية محاطة بكثافة بالسكريات.
وأوضح الباحثون أن البكتيريا تسبح داخل كرة من المخاط بحرية، وتُوصف بأنها "العوالق". وهذا يساعد أجهزة المناعة لدينا، بحيث تكون الجراثيم (التي تتجمع عادة في كتل صعبة الاختراق) هدفا أسهل للخلايا المناعية.
وأضافت ريبيك: "لدينا تريليونات من الميكروبات تنمو خارج وداخل الجسم". وعلى سبيل المثال، تساعد الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في مخاط الجهاز الهضمي، في معالجة الطعام.
وكشفت أن الدراسة الجديدة هذه هي الأولى في مجال تحديد السكريات المطعمة بـ mucins، "المسؤولة عن قمع السلوكيات الميكروبية المعادية".
واستخدم الباحثون عدة تجارب لاختبار قوة المخاط، حيث وضعوا الميكروبات في غشاء مخاطي، وزرعوا الجراثيم إلى جانب الخلايا الظهارية البشرية والسكريات المخاطية.
واختبر فريق البحث كيفية تفاعل السكريات مع بكتيريا تسمى Pseudomonas aeruginosa. وعادة، لا يسبب الميكروب المرض، إلا عندما يصيب الأفراد بالتليف الكيسي أو عند تعريض الجهاز المناعي للخطر.
وقامت المركبات المخاطية بقمع المسارات الوراثية المختلفة في البكتيريا، بما في ذلك العوامل المتعلقة بقتل الميكروبات الأخرى وإفراز السم والتواصل الخلوي وتشكيل الكتلة.
وخلصت الدراسة إلى أن السكريات يمكنها ترويض أنواع أخرى من الكائنات الحية الدقيقة، بما في ذلك بكتيريا Streptococcus mutans. وقالت ريبيك إن العالم متحمس للإمكانات العلاجية لهذه الجزيئات، لأن البكتيريا تصبح مقاومة للعقاقير التي تهدف لقتلها، بمعدل كبير.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك