أقيم حفل إستقبال في قصر الصنوبر - بيروت، لمناسبة إطلاق حملة التواصل الدولية الجديدة لوكالة "كامبوس فرانس" (Campus France) التي تعنى بالترويج للتعليم العالي الفرنسي، في حضور سفير فرنسا في لبنان برونو فوشيه، رئيس جامعة القديس يوسف الاب الدكتور سليم دكاش، مدير الوكالة الجامعية الفرنسية في الشرق الاوسط الدكتور ايرفيه سابوران، ومدير التواصل والدراسات في كامبوس فرانس فلوران بونافانتور، إلى جانب الشركاء الجامعيين الفرنسيين واللبنانيين وعدد من ممثلي الجامعات في لبنان وخريجي الجامعات الفرنكوفونية.
بداية، ألقى السفير فوشيه كلمة رحب فيها بالحضور ومشددا على أهمية المناسبة لإطلاق حملة "مرحبا بكم في فرنسا" ومعرض توجهات الطلاب في فرنسا، وهما حدثان لمدة ثلاثة أيام، يبرزان أهمية وديناميكية التعاون الجامعي بين فرنسا ولبنان.
وأشار الى "وجود ما يقرب من 550 شراكة نشطة بين الجامعات الفرنسية واللبنانية، وانعقاد أكثر من 105 اجتماعات أكاديمية ما يعود بالفائدة والتميز للجامعات اللبنانية".
وقال: "هذا العام، جددت السفارة الفرنسية تقليد منح الدكتوراه لمدة ثلاث سنوات للباحثين اللبنانيين الشباب لتعزيز مشاريع التعاون العلمي رفيع المستوى بين فرنسا ولبنان. وبالتالي، سيقوم طلاب الدكتوراه بإجراء أبحاثهم على قدم المساواة بين فرنسا ولبنان مما يسمح لبلدينا بالاستفادة الكاملة من ثمار عملهم".
وتابع: "إذا عملت فرنسا ولبنان معا لتقديم أفضل تدريب لطلابهما، فسيكون ذلك أيضا طموحا لتدريب مواطني المستقبل المستثمرين في تنمية بلدهم. وفي الواقع، نحن نعلم أن الكثير من الطلاب اللبنانيين الذين يغادرون للدراسة في الخارج لا يعودون. مع علمنا أن هذا الشاب هو ثروة لبنان الأولى وقضية اقتصادية واجتماعية كبيرة. أكثر من أي وقت مضى، في الوقت الذي يمر فيه لبنان بوضع اقتصادي صعب، من الأهمية بمكان أن تستثمر المهارات المتطورة هنا أو في فرنسا في خدمة لبنان وتنميته الاقتصادية.
فبروح التكامل هذه يتم التعبير عن تعاوننا الأكاديمي. لتعزيز تعاوننا مع الجامعات اللبنانية وتطوير انتقال الطلاب اللبنانيين في إطار هذه الشراكات الجامعية حتى لا تنقطع الروابط مع بلدهم الأم.
ونحن أول بلد مضيف للطلاب اللبنانيين الذين بلغ عددهم 5565 وهم يدرسون حاليا في فرنسا. في عام 2007، كان هناك 85 جامعة في فرنسا وحوالي 225 مدرسة. واليوم، هناك حوالي 20 مركزا جامعيا ناشئا في المنطقة. بالنسبة للطلاب اللبنانيين الذين يأتون إلى فرنسا، فإن هذا يعني شيئا بسيطا: يمكنهم الآن الاستفادة من عرض تدريب موسع، إذا لزم الأمر في واحدة من 500 دورة تقدم الآن في فرنسا بلغة أجنبية. وستكون الدبلومات التي يفوزون بها أكثر قيمة في فرنسا والخارج".
وختم فوشيه: "يتم تسجيل حملة "مرحبا بك في فرنسا" والتي تهدف إلى تحسين استقبال الطلاب الأجانب في فرنسا. وحول هذه النقطة، أود التأكيد على أن الدولة الفرنسية ستكون دائما مسؤولة عن ثلثي تكلفة التدريب. ولا سيما الحصول على تأشيرة تسمح بالبحث عن وظيفة أولى لخريجي التعليم العالي الفرنسي. وهدفنا هو تزويد الطلاب اللبنانيين بأفضل الظروف لنجاحهم في فرنسا.
وبهذه الروح، سيفتتح معرض Destination France Fair غدا، ويضم أكثر من 36 جامعة فرنسية في ESA. الغرض من هذا المعرض بالطبع هو تعريف الطلاب اللبنانيين بثراء عرض التدريب الفرنسي. ولكن هذا المعرض يجب أن يساعد أيضا في تقوية الحوار الجامعي الذي، كما ذكرت، هو النتيجة الطبيعية لأي سياسة جاذبية. لهذا السبب تم تنظيم العديد من الاجتماعات للسماح للمؤسسات الفرنسية بمقابلة نظرائهم اللبنانيين".
ثم كان شرحا لمدير الاتصالات في وكالة "كانبوس فرنسا" الجامعية، حيث كشف عن المحاور الرئيسية لحملة "مرحبا بك في فرنسا"، وقال: "الاستراتيجية الوطنية للبرنامج الذي اطلق في تشرين الثاني من العام 2018، في اطار توثيق العلاقات الفرنكوفونية، مع رؤية تتوقع استقبال 500 الف طالب في جامعات فرنسا لسنة 2027، وهو امر جيد للغاية ان يختار الطلاب جامعات فرنسا من اجل نيل شهاداتهم العليا واختصاصاتهم ما يعزز فرص النجاح بمستقبل آمن ومضمون مع اعلى مستوى من الجودة العلمية والاكاديمية من خلال التصنيف الجامعي العالمي، خصوصا أن ضمانة المستقبل للاجيال الصاعدة تواجه تحديات كبيرة".
وأشار الى اهداف البرنامج التي ترتكز على "بناء شخصية الطلاب والمتعلمين وكيفية تعاملهم مع احدث ما توصلت اليه التقنيات العلمية الحدثة على صعيد المناهج الاكاديمية واسواق العمل، في ظل العولمة وما حملت وتحمل معها من تحديات".
ثم ألقى رئيس رئيس جمعية متخرجي المعهد العالي للأعمال (HEC) الاستاذ نيكولا أبو خاطر فقال: "شرف كبير لي أن أشارك اليوم من خلال تجربتي بصفتي من خريجي كلية معهد الأعمال الفرنسي في عرض الأسباب التي تجعل من اختيار فرنسا لتلقي التعليم الجامعي قيمة مضافة وخاصة جدا.
فبالإضافة إلى التميز في مستوى التعليم الجامعي في فرنسا والمعترف به في جميع أنحاء العالم من خلال التصنيف العالمي، بما يتجاوز الثروة الأكاديمية والثقافية والحلم الذي تؤمنه فرنسا للطلاب، وبالتالي سيكون من المهم أيضا إبراز الامتيازات التي يتمتع بها الخريجون اللبنانيون بعد تخرجهم من مدرسة فرنسية، وبصفة خاصة هذه الصداقة الفرنسية اللبنانية، هذه العلاقة المتميزة المبنية على الاحترام والتي يحافظ عليها بلدينا".
أضاف: "عام 2016 ، عندما أردنا بصفتنا لبنانيين سابقين في HEC سن قانون بشأن الشراكات بين القطاعين العام والخاص في البرلمان اللبناني، لإعادة بناء البنية التحتية في بلدنا، تلقينا على الفور الدعم غير المشروط من غرفة التجارة في باريس ورئيسها الذي وضع تحت تصرفنا كل الخبرة من الغرفة لنجاح مشروعنا. وبعد مرور عام، تم تحويل هذا القانون إلى واقع.
وفي عام 2017، عندما أردنا تقريب HEC-Entrepreneur من ESA، دعمت فرنسا هذا المشروع الرئيسي، وتمكنا من إطلاقه من بيروت، بدعم من CCIABML وللمرة الأولى درجة مزدوجة لتمكين الطلاب اللبنانيين من خلق وظائف الغد، بما في ذلك اقتصادنا الذي هو بأمس الحاجة إليه.
في عام 2019، عندما أردنا إعادة هيكلة النظام الإيكولوجي للشركات الناشئة في لبنان، قدمت لنا HEC كل الدعم اللازم لإطلاق هذه المسابقة في لبنان (أول دولة تقوم بذلك خارج فرنسا) حيث تلقينا أكثر من 110 تطبيقات حول الجودة. هذه الجائزة بالتعاون مع سفارة فرنسا، CCIABML، SMART ESA، ESA. وسيتم منح الشركة الناشئة التي ستحصل على جائزة الجمهور HEC كأكبر حاضنة في العالم، STATION F، ومقرها باريس؛ وهذا بفضل دعم سفارة فرنسا في لبنان وHEC".
وتابع: "كل هذه المبادرات، والعديد من المبادرات الأخرى التي تساهم في رفاهية بلدنا وتنميته، لن نكون قادرين أبدا على تعميقها، بدون هذه الصداقة الفرنسية اللبنانية العميقة على مدى عقود.
لا توجد دولة أخرى تشترك في هذه الدرجة من الصداقة والتاريخ، وأعتقد أن هذه العلاقة بين لبنان وفرنسا تفتح آفاقا مهمة جدا لأي طالب لبناني يخرج من المعاهد الفرنسية.
تضم جمعية خريجي HEC اليوم أكثر من 60 ألف خريج منتشرين في جميع أنحاء العالم، وهي ثاني أقوى شبكة من الخريجين، وفيها 650 لبنانيا".
واستذكر أخيرا، الرئيس الراحل جاك شيراك ومدير المعهد العالي للأعمال و"دورهما الكبير في توثيق العلاقات العلمية والجامعية والانسانية بين فرنسا ولبنان.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك