اما وقد خرجت "القوات اللبنانية" من حكومة العهد الاولى بعد مخاض طويل مع الحلفاء قبل الاخصام عند مفترق كل استحقاق، طفت على السطح السياسي المُلتهب بشرارة الاحتجاجات التساؤلات الاتية: ما مصير التسوية السياسية التي اطلقت صفّارة العهد وكانت معراب احد اعمدتها الى جانب "التيار الوطني الحر" و"تيار المستقبل" و"حزب الله"، بعدما تبيّن ان ميرنا الشالوحي هي الجامع بين هذه القوى التي انضم الها لاحقا الحزب "التقدمي الاشتراكي؟ ام ان التسوية مستمرة بالسيبة الثلاثية: التيار-المستقبل والثنائي الشيعي مع حليف احتياطي مرحلي هو الحزب "التقدمي الاشتراكي" الذي يدعم رئيس الحكومة سعد الحريري ومستمر في الحكومة بناء على طلب الرئيس نبيه بري"؟
مصادر سياسية مراقبة اعتبرت عبر "المركزية" "ان تحالف التيار- والثنائي الشيعي هو ركيزة التسوية التي بقي فيها الرئيس الحريري ما يعني ان مفاعيلها ما زالت مستمرة. وجنبلاط الذي سبق ودعا الحريري الى الاستقالة على وقع الانتفاضة الشعبية من خلال معادلة "نخرج معاً او نبقى معا"، تراجع عن موقفه تحت سقف الابقاء على مشاركته بها والتصدّي لعقلية التسلّط والاستفراد التي كانت قائمة من جانب التيار الحر".
وفي حين تعترف المصادر بأن التيار "نجح" بإخراج القوات من الحكومة بعدما اعلن رئيسها سمير جعجع اكثر من مرة انه سيستمر فيها، لان البقاء في الداخل وممارسة معارضة من "قلب" المؤسسات افضل من المعارضة من الخارج"، يبقى السؤال "لماذا سبق جعجع الوزير جبران باسيل الى "قلب الطاولة" وانقلب على المعادلة التي وضعها؟ واستطراداً ما هي العوامل التي حملته على تغيير موقفه والانضمام الى صفوف المعارضة من خارج الحكومة"؟
المصادر نفسها تُجيب "لقد اقتنع جعجع ان التغيير من الداخل غير ممكن، كما ان الشركاء في التسوية ورغم خلافاتهم "اجتمعوا" منذ البداية على تهميش "القوات" ومنعها من جني ثمار الانتصار الانتخابي الذي حققته بمضاعفة عدد نوابها، ورفض الاستماع الى افكارها واقتراحاتها في الملفات المطروحة على طاولة مجلس الوزراء بهدف احراجها امام شعبها وناسها تمهيداً لاخراجها".
غير ان جعجع قرأ جيّداً بين سطور الانتفاضة التي حطّت في مناطق مسيحية وسنّية وشيعية "لافتة" كانت غائبة لسنوات عن التظاهرات، واستنتج ان الاحتجاجات المسيحية كانت بوجه العهد والتيار، والسنّية على الرئيس الحريري و"تيار المستقبل" والشيعية على الثنائي الشعيي، لذلك فضّل وفق المصادر المراقبة تنفيذ تهديد باسيل بقلب الطاولة على الحلفاء، فبادر الى الخروج من الحكومة وتقديم استقالة وزرائه الاربعة بعدما دعا الحريري وجنبلاط للخروج معاً، الا انهم ولاعتبارات مختلفة استمروا في الحكومة".
وختمت المصادر بالتأكيد "ان خروج القوات من الحكومة هو خروج من التسوية وبالتالي سقوط تفاهم معراب واهتزاز المصالحة المسيحية، كما ان هذا الخروج جاء رداً على "تهديد" امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بان العهد والحكومة خط احمر لا يمكن لاحد اسقاطهما، فبادر جعجع الى اتخاذ الخطوة بالاستقالة للرد عليه والقول له انه ليس هو من يُملي المواقف في لبنان، لاسيما على القوى السيادية".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك