تُثبت ساحة جلّ الديب يوماً بعد يوم أنها من أقوى الساحات المطلبية في لبنان وبأنها أكملت أيقونة بقية ساحات المناطق المنتفضة، ولم تخف لا من تهديدات أحزاب السلطة ولا من محاولات "حزب الله" القضاء على الحراك عبر استعمال العنف في ساحة رياض الصلح.
لا يمكن فصل حراك جلّ الديب عن بقية المناطق، إذ إن كل لبنان في حالة ثورة وغضب على الواقع المتردّي، وهذا الغضب يتجلّى في سوء إدارة السلطة وهدر المال العام وإستشراء الفساد.
وأكبر تعبير عن معاناة أهالي المتن الشمالي هو تأخير تنفيذ جسر جلّ الديب الذي يُعتبر من أهم إنجازات السلطة والتي أضاعت سنوات من أجل التخطيط والتنفيذ، في حين أن مصر الخارجة من ثورات متتالية استطاعت شقّ قناة السويس الجديدة العام 2015 بأقلّ من سنة.
ويختصر مشهد غرق السيارات على أوتوستراد الضبية عند أول هطول للأمطار صورة الدولة الفاسدة المتهالكة والتي تنزعج من قطع المواطنين للطرق للمطالبة بتأمين أبسط الحقوق، بينما إهمال المسؤولين قطّع أوصال الوطن وحوّله إلى وطن ينتمي إلى دول العالم العاشر وليس الثالث.
وأمام كل هذا الواقع المعيشي والحياتي المتردّي، يؤكّد ثوّار جلّ الديب أنهم باقون في الساحات حتى تحقيق المطالب، فلا خوف من القمع ولا حتى من الامطار التي تهطل بغزارة، فقضاء المتن كان العين التي قاومت مخرز الإحتلال السوري وصمد ولم يخف من شيء، لا من بطش سلطة الإحتلال وأزلامها، ولا من كل أساليب استعمال أدوات القمع.
داخل خيم نُصبت وداخل السيارات، يبيت الشباب ليلتهم بعد انتهاء التظاهرات الحاشدة، ويعتبرون أن الحذر واجب، "فالسلطة تريد أن تنقضّ علينا، ولا نعرف أي ساعة قد تفعل ذلك، لذلك علينا أن نبقى حذرين ويقظين".
يقف المحتجون على الأوتوستراد وإلى جانبهم الجيش اللبناني، ويبدون كل الإحترام والتقدير له، "فهو يسهر على حمايتنا، ونحن نتظاهر من أجل تحقيق مطالبه ومطالبنا على حدّ سواء، نحن يحقّ لنا التظاهر والتعبير عن مطالبنا بينما هم لا يستطيعون القيام بذلك".
ويُعتبر المتن أكبر قضاء مسيحي في لبنان، ويشكّل أكبر تجمّع للمسيحيين خصوصاً أنه يستقطب عدداً كبيراً من مسيحيّي الشمال والجنوب والبقاع ومناطق أخرى وذلك لقربه من العاصمة بيروت، وهذا القضاء أعطى "التيار الوطني الحرّ" 7 نواب من أصل 8 في انتخابات 2005، و6 نواب في انتخابات 2009، و3 نواب في انتخابات 2018 إضافةً إلى نائب "الطاشناق"، وكان يُعتبر أحد أهم معاقل العونيين قبل أن ينتفض الشارع عليهم.
وفي السياق، يقول بعض المتظاهرين أنهم يحاولون تشويه صورة التظاهرة بالقول إن أناساً غرباء عن القضاء يتظاهرون فيه، لكننا نقول لهم إن كل لبناني يحقّ له التظاهر إلى جانبنا، فمن يسكن هنا هو من سكّان المنطقة ويحمل الهوية اللبنانية، نحن نهدم الحواجز وهم يريدون رفعها أكثر، لكن فاتهم أن كل الساحات توحّدت، ونحن سنشارك حتماً في تظاهرات طرابلس والزوق والنبطية وبيروت وصيدا، وهم سيشاركوننا ساحتنا، فهذه السلطة تحاول الفرز والتصنيف بين مسيحي من المتن ومسيحي من الأطراف، وبين مسلم ومسيحي، فكيف ستحكم البلاد بهذه العقلية؟
ويرفض القيّمون على التظاهرات مقولة إن "القوات اللبنانية" و"الكتائب" أو أي أحزاب وحركات أخرى هي من حرّكتهم، فمن حرّك الشعب هو تصرّفات السلطة، وقد بدأت الإحتجاجات في جل الديب قبل قرار "القوات" الإستقالة من الحكومة، وبالتالي فإن محاولة إلباس الحراك لباساً حزبياً لن ينجح مع أحد، ومن يقول إن هناك متظاهرين من حزبَي "القوات" و"الكتائب" نقول له إن على جميع اللبنانيين التجرّد من الإنتماءات الحزبية والنزول الى الشارع، فنحن لا نستطيع تجريد أحد حتى لو كان حزبياً من انتمائه ومن وجعه حتى.
ووسط التأكيد على البقاء في الشارع، شكّلت جل الديب نقطة مفصليّة، فلو سقطت يوم الأربعاء الماضي بعد محاولة فتح الأوتوستراد، من ثم فتح أوتوستراد الزوق لكان تمّ القضاء على الثورة، فهذه الثورة لم تكتمل صورتها إلاّ بعد مشاركة كل الساحات.
ويُعتبر القضاء على التظاهرات في المناطق المسيحيّة قضاء على الحراك، فقوة هذا الحراك أن المناطق المسيحية والشيعية والسنية والدرزية إنتفضت مع بعضها البعض حيث شكّلت مشهداً متكاملاً لا يستطيع أحد "التنمير" عليه أو القول إنها ثورة ناقصة.
ويسخر المشاركون في الثورة من مقولة إن ما يحصل حرب مسيحية - مسيحية أو تصفية حسابات بين "القوات" و"التيار الوطني الحرّ"، فـ"التيار" يحاول إظهار نفسه بأنه مستهدف بينما الحقيقة أن هناك وجعاً حقيقياً لدى الناس، و"التيار" الذي يستلم السلطة لا يزال يكابر ويعتبر أن من يتظاهرون لا "يقدّمون أو يؤخّرون" بينما الحقيقة أنهم الموج الحقيقي الجارف الذي سيجرف كل فاسد أو كل ساكت عن الفساد.
لا يمكن فصل حراك جلّ الديب عن بقية المناطق، إذ إن كل لبنان في حالة ثورة وغضب على الواقع المتردّي، وهذا الغضب يتجلّى في سوء إدارة السلطة وهدر المال العام وإستشراء الفساد.
وأكبر تعبير عن معاناة أهالي المتن الشمالي هو تأخير تنفيذ جسر جلّ الديب الذي يُعتبر من أهم إنجازات السلطة والتي أضاعت سنوات من أجل التخطيط والتنفيذ، في حين أن مصر الخارجة من ثورات متتالية استطاعت شقّ قناة السويس الجديدة العام 2015 بأقلّ من سنة.
ويختصر مشهد غرق السيارات على أوتوستراد الضبية عند أول هطول للأمطار صورة الدولة الفاسدة المتهالكة والتي تنزعج من قطع المواطنين للطرق للمطالبة بتأمين أبسط الحقوق، بينما إهمال المسؤولين قطّع أوصال الوطن وحوّله إلى وطن ينتمي إلى دول العالم العاشر وليس الثالث.
وأمام كل هذا الواقع المعيشي والحياتي المتردّي، يؤكّد ثوّار جلّ الديب أنهم باقون في الساحات حتى تحقيق المطالب، فلا خوف من القمع ولا حتى من الامطار التي تهطل بغزارة، فقضاء المتن كان العين التي قاومت مخرز الإحتلال السوري وصمد ولم يخف من شيء، لا من بطش سلطة الإحتلال وأزلامها، ولا من كل أساليب استعمال أدوات القمع.
داخل خيم نُصبت وداخل السيارات، يبيت الشباب ليلتهم بعد انتهاء التظاهرات الحاشدة، ويعتبرون أن الحذر واجب، "فالسلطة تريد أن تنقضّ علينا، ولا نعرف أي ساعة قد تفعل ذلك، لذلك علينا أن نبقى حذرين ويقظين".
يقف المحتجون على الأوتوستراد وإلى جانبهم الجيش اللبناني، ويبدون كل الإحترام والتقدير له، "فهو يسهر على حمايتنا، ونحن نتظاهر من أجل تحقيق مطالبه ومطالبنا على حدّ سواء، نحن يحقّ لنا التظاهر والتعبير عن مطالبنا بينما هم لا يستطيعون القيام بذلك".
ويُعتبر المتن أكبر قضاء مسيحي في لبنان، ويشكّل أكبر تجمّع للمسيحيين خصوصاً أنه يستقطب عدداً كبيراً من مسيحيّي الشمال والجنوب والبقاع ومناطق أخرى وذلك لقربه من العاصمة بيروت، وهذا القضاء أعطى "التيار الوطني الحرّ" 7 نواب من أصل 8 في انتخابات 2005، و6 نواب في انتخابات 2009، و3 نواب في انتخابات 2018 إضافةً إلى نائب "الطاشناق"، وكان يُعتبر أحد أهم معاقل العونيين قبل أن ينتفض الشارع عليهم.
وفي السياق، يقول بعض المتظاهرين أنهم يحاولون تشويه صورة التظاهرة بالقول إن أناساً غرباء عن القضاء يتظاهرون فيه، لكننا نقول لهم إن كل لبناني يحقّ له التظاهر إلى جانبنا، فمن يسكن هنا هو من سكّان المنطقة ويحمل الهوية اللبنانية، نحن نهدم الحواجز وهم يريدون رفعها أكثر، لكن فاتهم أن كل الساحات توحّدت، ونحن سنشارك حتماً في تظاهرات طرابلس والزوق والنبطية وبيروت وصيدا، وهم سيشاركوننا ساحتنا، فهذه السلطة تحاول الفرز والتصنيف بين مسيحي من المتن ومسيحي من الأطراف، وبين مسلم ومسيحي، فكيف ستحكم البلاد بهذه العقلية؟
ويرفض القيّمون على التظاهرات مقولة إن "القوات اللبنانية" و"الكتائب" أو أي أحزاب وحركات أخرى هي من حرّكتهم، فمن حرّك الشعب هو تصرّفات السلطة، وقد بدأت الإحتجاجات في جل الديب قبل قرار "القوات" الإستقالة من الحكومة، وبالتالي فإن محاولة إلباس الحراك لباساً حزبياً لن ينجح مع أحد، ومن يقول إن هناك متظاهرين من حزبَي "القوات" و"الكتائب" نقول له إن على جميع اللبنانيين التجرّد من الإنتماءات الحزبية والنزول الى الشارع، فنحن لا نستطيع تجريد أحد حتى لو كان حزبياً من انتمائه ومن وجعه حتى.
ووسط التأكيد على البقاء في الشارع، شكّلت جل الديب نقطة مفصليّة، فلو سقطت يوم الأربعاء الماضي بعد محاولة فتح الأوتوستراد، من ثم فتح أوتوستراد الزوق لكان تمّ القضاء على الثورة، فهذه الثورة لم تكتمل صورتها إلاّ بعد مشاركة كل الساحات.
ويُعتبر القضاء على التظاهرات في المناطق المسيحيّة قضاء على الحراك، فقوة هذا الحراك أن المناطق المسيحية والشيعية والسنية والدرزية إنتفضت مع بعضها البعض حيث شكّلت مشهداً متكاملاً لا يستطيع أحد "التنمير" عليه أو القول إنها ثورة ناقصة.
ويسخر المشاركون في الثورة من مقولة إن ما يحصل حرب مسيحية - مسيحية أو تصفية حسابات بين "القوات" و"التيار الوطني الحرّ"، فـ"التيار" يحاول إظهار نفسه بأنه مستهدف بينما الحقيقة أن هناك وجعاً حقيقياً لدى الناس، و"التيار" الذي يستلم السلطة لا يزال يكابر ويعتبر أن من يتظاهرون لا "يقدّمون أو يؤخّرون" بينما الحقيقة أنهم الموج الحقيقي الجارف الذي سيجرف كل فاسد أو كل ساكت عن الفساد.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك