مشهدان شهدهما الشارع اللبناني ليل أمس. الأول عفوي، حيث عاد بعض المتظاهرين الى الساحات وبعض الشوارع، لمواصلة الحراك الشعبي المستمرّ منذ ١٧ تشرين الأول الجاري. والثاني مدبّر ومدفوع من جهات بدت بصماتها واضحة.
أمطر تطبيق "واتساب" ومواقع التواصل الاجتماعي كمّاً هائلاً من الشائعات في غضون ساعاتٍ قليلة، كان من شأنها توتير الأجواء وتحريض الناس للنزول الى الشارع من جديد.
الإشاعة الأسوأ، والتي أثارت غضب الناس، كانت عن رضوخ المحطات التلفزيونيّة لقرار التعتيم الإعلامي. انهالت الاتصالات والرسائل على الـ mtv التي قطعت برامجها وعاودت النقل المباشر، واستمرّت وحيدةً الى ما بعد منتصف الليل. ولن تتوقّف عن التغطية ولا قرار بالتعتيم ولا ضغوط.
وتكاثرت الشائعات "المنظّمة" عن عصيان مدني وتهديد لقائد الجيش وإعلان حالة طوارئ وقطع شبكة الإنترنت...
هناك، بوضوح، من قرّر إشعال الشارع في الأمس لإيصال رسائل سياسيّة.
صراع أحزاب وزعماء وأجهزة، والناس تدفع الثمن. وبعض المتهوّرين والمستغلين "يركبون" موجة "الثورة" التي نخاف على عفويّتها، وعلى تحوّلها الى ورقة تستخدم من فريقٍ ضدّ آخر، و"الثائرون" يدفعون الثمن قبل غيرهم.
حمى الله لبنان من الفتنة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك