افتتح اليوم سوق المونة والمنتجات الزراعية والحرفية الثامن ( معرض أرضي 2019)، برعاية وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الاعمال منصور بطيش ممثلا بالمدير العام للوزارة عليا عباس، في مجمع سيد الشهداء الرويس في الضاحية الجنوبية، حضره النائب امين شري، النائب السابق محمد برجاوي، رئيس بلدية الغبيري معن الخليل، رئيس بلدية برج البراجنة عاطف منصور، نائب رئيس اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية زهير جلول، مسؤول قطاع الزراعة والتعاونيات في حركة "أمل" سمير ايوب وممثلون عن الهيئات النسائية في حركة "أمل" والحزب "القومي السوري الاجتماعي" وتيار "المردة" وحزب "العمل الديمقراطي" وجبهة "العمل الاسلامي" وعوائل الشهداء.
بداية النشيد الوطني، ثم ألقى مدير "معرض أرضي" عباس قطايا كلمة شكر فيها راعي الاحتفال واتحادات البلديات على دعمهم لهذا السوق.
من جهته، رأى نائب اتحاد بلديات الضاحية انه "في ظل الازمة الاقتصادية والركود الاقتصادي تصبح المعارض بديلا لا بأس به من اجل تحريك هذا الركود الذي يساهم في انعاش الاقتصاد. ومعرض "أرضي" يحرص على تقديم الممكن في سبيل تحسين الواقع الاقتصادي من خلال اتاحة الفرصة للمزارعين والفلاحين. وفي هذا المجال يقف اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية والبلديات كداعم اساسي للمعرض الذي ساهم في مساعدة الناس لتأمين فرض التسويق افضل واسرع".
وألقت عباس كلمة بطيش، قالت فيها: "لقد شرفني معالي وزير الاقتصاد والتجارة الاستاذ منصور بطيش بتمثيله في افتتاح معرض "المونة البلدية" الذي يقام بشكل سنوي، هذا المعرض الذي يشكل واحة متنوعة للمنتوجات الزراعية والمونة البلدية والادوات الحرفية، يأخذ هذا العام منحى اضافيا لأنه يعكس ارادة اللبنانيين على النهوض والسير قدما بالرغم من الظروف الصعبة التي تعصف بلبنان من الناحيتين السياسية والاقتصادية".
اضافت: "بداية، سأكون صريحة كالعادة، لا يخفى على أحد بأننا في وضع صعب لا يسمح لنا برسم صورة واضحة للمستقبل، فالحكومة مستقيلة والاوضاع الاقتصادية والمالية التي تمر بها البلاد هي الاصعب منذ الاستقلال. ولكن رهاننا الدائم هو على الشعب اللبناني وقدرته على الصمود والنهوض، فلطالما اعتاد اللبنانيون ان ينتصروا على جميع الصعاب، وما لقاؤنا اليوم الا افضل دليل على ذلك".
وتابعت: "ان معرض سوق المونة الذي نحتفل اليوم بافتتاحه لا يعتبر مشروعا تسويقيا للانتاج وحسب، بل يهدف الى احياء تراثنا وتقاليدنا أيضا، عبر تشجيع النساء المزارعات والحرفيات على الاستمرار في نشاطهن، كما أنه يؤمن للمنتج والمزارع بيع منتجه مباشرة للمستهلك دون المرور بوسيط ثالث، ما يزيد من منسوب الربح للمزارع ويخفض سعر المنتج لصالح المستهلك. كما انه يتيح الفرصة لربات المنازل لشراء المونة البلدية والطبيعية من خيرات الأرض اللبنانية".
واكدت انه "لا بد من تنظيم قطاع إنتاج الزراعات والمونة ودعمه وتأمين أسواق له، لأن ذلك يساهم في التنمية وتمكين الشباب والمرأة من العمل، إضافة الى تماسك الأسرة من خلال تحسين أوضاعها الاقتصادية وتعزيز التواصل. انّ القطاع الزراعي بحاجة الى حماية، وخاصة حماية من الاستيراد والصناعات والحرف المنافسة، وهو أيضا بحاجة الى تأمين أسواق محلية وخارجية، وهنا تكمن أهمية دور المعارض والجمعيات والنقابات والمحلات".
وقالت: "لا بد لنا من ايلاء اهمية اكبر للقطاع الزراعي نظرا لدوره الفعال في تحريك العجلة الاقتصادية، تعتبر الزراعة المصدر الرئيسي للدخل وفرص العمل في المناطق الريفية اللبنانية وهو قطاع يعتاش منه اكثر من 200 ألف عائلة، وبالتالي فإن تطوير الزراعة من شأنه تنمية المناطق الريفية والمساهمة في الحد من التمدد العمراني. لكن، وللأسف، إن القطاع الزراعي لا يشكل سوى حوالى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي، ويعود السبب الرئيسي لذلك الى غياب سياسة زراعية متكاملة في لبنان، فالسياسة المتبعة في بعض الأحيان هي سياسة ظرفية ومرتجلة، فيما الحاجة هي لسياسة واضحة تأتي في سياق خطة إنمائية محددة الأهداف والأدوات والمبادئ الأساسية".
واكدت "ان الاصلاحات الاقتصادية يجب ان تبدأ بدعم وتطوير القطاع الزراعي ووضع استراتيجية واضحة لدعم الصناعات الزراعية، كونها تحول الفائض من المنتجات الزراعية والحيوانية الى سلع جديدة يسهل حفظها لمدة طويلة، وتلبي حاجات استهلاك الاسواق المحلية والخارجية، مع الاشارة الى القيمة المضافة الناتجة عن استخدام الخبرة الفنية واليد العاملة، والمنتوجات المعروضة اليوم إلا افضل مثال على جودة المنتجات البلدية اللبنانية".
وقالت: "كما لا بد من التطرق في هذا المعرض إلى أهمية النهوض بالمرأة الريفية، من خلال وضع البرامج التي من شأنها النهوض بمستوى المرأة المعيشي وبالاقتصاد على حد سواء"، مؤكدة "ان النهوض بمستوى المرأة الريفية، يساعد على دفع عجلة التنمية بالمجتمع الريفي وينمي القدرات الفكرية والثقافية للمرأة، الامر الذي ينعكس ايجابا على التربية السليمة للأجيال القادمة، كذلك يمكنها من أداء دورها بشكل فعال في خطط التنمية الشاملة، وهو شرط أساسي لتحقيقها، سواء في ما تضطلع به من مسؤوليات كربة أسرة أو في مجالات الإنتاج الزراعي والعمل المجتمعي".
ولفتت الى ان هذا المعرض "يهدف أيضا إلى تعزيز دور المرأة في التنمية الريفية المستدامة، من خلال التنسيق بين جميع القطاعات العامة والخاصة لحماية دور المرأة في مجالات إدارة الموارد الطبيعية". وقالت: "لذلك ينبغي أن يكون تعزيز إنتاجية النساء وتمكينهن اقتصاديا من أولويات البرامج والسياسات الرامية إلى النهوض بالتنمية الزراعية من جهة وبالعجلة الإقتصادية من جهة أخرى. وما يبرر هذه الأولوية هو أهمية إنتاج المرأة الزراعي، كمحرك للنمو الاقتصادي، وكمصدر للرزق في المناطق الريفية، وعامل للحد من الفقر والذي يعتبر أحد أهم أولويات التنمية المستدامة والتي نعمل على تطبيقها".
ودعت الجميع إلى "التمسك بالعادات التقليدية من حيث اعداد المونة البيتية نظرا لاهميتها الصحية بالدرجة الأولى وتدني كلفتها في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة".
وقالت: "في النهاية، ما من شك أن هذا النوع من المعارض يهدف الى تعزيز القطاع الاقتصادي وخصوصا في الأرياف، وبالتالي تقريب المسافة بين المنتج والمستهلك، وتثبيت المزارع في أرضه. لذلك أنا ادعو جميع المزارعين الصامدين في ارضهم، رغم كل التحديات السياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية، إلى زيادة تلك المعارض لما لها من فائدة للمنتج والمستهلك على حد سواء، وخصوصا إن كانت بأسعار تشجيعية، على أمل أن نشهد كل أسبوع معرضا في أي ضيعة من شمال لبنان إلى جنوبه، كي نساعد أيضا المزارعين والتجار على تنشيط العجلة الاقتصادية في المدن والأرياف".
وأكدت "ان ابواب وزارة الاقتصاد والتجارة مفتوحة، ولها الفخر بأن تقف الى جانب اخواتنا المزارعات والحرفيات اللواتي رمين العدو الاسرائيلي بالزيت المغلي و"شمرن" على سواعدهن ليغطسوها في تراب وطننا الابي، لانتاج لقمة العيش الحلال لعوائلهن، وذلك من اجل مساعدتهن على تحسين انتاجهن وكذلك على انتاج سلع باسماء محمية لهن".
وأخيرا، هنأت عباس "جميع القيمين على هذا المعرض الذي أتمنى له كل النجاح وللبنان كل الخير والازدهار".
ويستمر المعرض لغاية 10 الحالي من الساعة العاشرة صباحا وحتى العاشرة مساء.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك