ترأس راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون قداسا احتفاليا في كاتدرائية مار يعقوب في جبيل، لمناسبة عيد جميع القديسين وتذكار الموتى، عاونه فيه خادم الرعية الخوري رومانوس ساسين والخوري بشارة السخن، وخدمته جوقة الرعية، في حضور حشد من المؤمنين.
بعد الانجيل المقدس، ألقى عون عظة شدد فيها على أهمية "تذكار موتانا انسانيا وايمانيا، لأن ثمارهم ما زالت موجودة، وهم موجودون في الجهة الثانية عند الرب"، وقال: "إيماننا بقيامة يسوع المسيح يعطينا تأكيدا ورجاء بأن موتانا مدعوين لأن يكونوا معه في الحياة الثانية".
أضاف: "المسيحي مدعو لأن يكون شاهدا ليسوع المسيح على قيمه، والسؤال المطروح اليوم كم نحن حقيقة نعمل لأن نكون التلاميذ والشهود وكلمة الرب هي الأولى والأساس في حياتنا، ولكن لسوء الحظ في المراحل الاخيرة، وبخاصة خلال الأحداث التي عاشها وطننا في الأيام الأخيرة، كم رأينا من المواطنين ينقادون الى ما يقال لهم من دون الاصغاء الى صوت الرب الذي يدعونا الى عيش المحبة الحقيقية، والنظر الى الآخر نظرة الأخوة وألا نترك الأمور السياسية هي التي تفرق بيننا".
وتابع: "المسيحي لا يتشاءم، فهو ابن الرجاء ويثق بالاخرين، وهو انسان بناء يعطي الفرص لبلوغ الأفضل، لأن الموقف الذي يهدم يهدمنا جميعا، باعتبار أن الموقف السلبي لم يكن يوما موقفا بناء، فنحن عندما ننادي ديمقراطيا بدور للمعارضة، نريده دورا بناء وليس هداما، وليس رفضا من أجل الرفض، ولذلك أعطانا الرب منطق المناقشة وتعميق الحوار لكي نكون إيجابيين، ولكي نعرف أن كل موقف يوجه تفكيرنا سواء على المستوى الشخصي والعائلي والإجتماعي والوطني يجب أن يكون مدعوما من محبة الرب، فإذا كانت هذه المحبة موجودة فينا مهما فعلنا نكون نعيش المحبة ونساهم في بناء الوطن والمجتمع والانسان".
وأردف: "الانسان في لبنان اليوم بحاجة الى تنوير وارشاد لأنه في بعض الأحيان يتبنى نظريات، ويتصلب بها دون القدرة على مناقشتها للتمييز بين ما هو صحيح وما هو خطأ".
وختم: "علينا الصلاة من أجل وطننا لكي ينهض من المحنة التي تعصف به، ومن أجل كل المسؤولين الذين يملكون مسؤولية القرار بدءا من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة المستقيلة وكل الوزراء والنواب والكتل النيابية والسياسية، لكي يستلهموا ارادة الرب للوصول بالوطن الى شاطئ الأمان، فينتصر عندها الخير على الشر، ويساهم عندها الجميع في موقف بناء".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك