إعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنّ "الحراك بدأ تحت عنوان المطالب الاقتصادية بسبب الضرائب التي فرضت على المجتمع اللبناني، ثم تحولت المطالب الى سياسية، ولم أتلق أي جواب عندما دعوت الحراك الى الحوار".
وأكّد الرئيس عون في حوار من قصر بعبدا: " لم أصل الى الموقع الرئاسي إلا لبناء الدولة، وفي عمري مستقبلي أصبح ورائي، ولا أريد تحصيل أمور مادية وتاريخي كان نضاليا وكلّفني 15 عاما من عمري خارج مجتمعي من أجل الحرية والسيادة والاستقلال"، ورأى أن "اليوم حان موعد بناء الدولة والاقتصاد، لكن لم يكن هناك تجاوب معي من مجمل الشعب اللبناني، وأنا مكبّل بتناقضات الحكم والمجتمع والشعب أصبح مرتكزاً لفرض الاصلاحات".
وأشار رئيس الجمهورية الى أنّ "شعار "كلّن يعني كلّن" خطأ استعمله الجمهور، وهذا يعني انه "ما في أوادم" وهناك أشخاص كفوئين يستطيعون النهوض في المجتمع، ويجب محاربة الفساد ومعالجة الوضع الاقتصادي والعمل لمجتمع مدنيّ، وهذه النقاط توصل الى بناء الدولة إلا انها مفقودة حالياً"، مضيفاً: "يجب تأليف حكومة تحارب الفساد وتملك الجرأة في ذلك وتعتمد خطة اقتصادية وتحضّر لمجتمع مدني بشكل أوسع".
وعن موعد الاستشارات، قال: "تحديد موعد الاستشارات النيابية يرتكز على بعض الأجوبة التي ننتظرها من المعنيين، وإذا لم تصلنا الإجابات سننتظر أياما قليلة أخرى"، وتابع في سياق منفصل: "عند انتخابي رئيساً قمنا بتثبيت الأمن والاستقرار لأن من دونهما لا يمكن بناء أي شيء في البلد، بعدها بدأنا ببناء التشكيلات العامة والمؤسسات التي كانت مخلّعة، واليوم نريد تحسين الموجود".
وأوضح الرئيس عون: "استدعيت مجلس الأعلى للقضاء في السابق وقلت له: "منكن سياسيين لتحلوا المشاكل مع السياسيين انتو قضاة بتشكلوا بحسب الكفاءة وبترفعوا التشكيلة للوزير"، والتدخّل السّياسيّ هو السبب الأول لفساد القضاء".
وردّاً على سؤال حول إذا كان ثمة من حاول "الانقلاب على العهد"، أجاب: "كلا فالمواطنون تعذّبوا و"أنا عم فتّش علين".
وأضاف الرئيس عون: "أقول أمام العالم انني لست مديوناً لأحد إلا للبنانيين الذين دعموني، واللبنانيون انتخبوني لكن ليس بدعم دوليّ ووحدت اللبنانيين ضمن حكومة واحدة، لكن الخلل بقي ومظهر الحراك يدلّ على ان هناك وحدة وطنية، وإستقلاليتي سبّبت لي المشاكل وشجّعت على أن يكون لبنان موجوداً بشخصه"، وتابع: "لا أبرر نفسي من المسؤولية وطالما أنا رئيس للجمهورية أنا عاجز نسبة لصلاحياتي".
واعتبر الرئيس عون أنه "يجب إزالة "التوافق" في مجلس الوزراء والتوافق فقط على الأمور الميثاقية، والتشريع يجب أن يكون بالأكثرية ويجب أن تكون هناك معارضة في المجلس"، مؤكدا "أريد المكافحة للعودة الى النظام الأكثري بالتشريع والميثافية تكون فقط بما ينصّ عليه الدستور".
وردّاً على سؤال عن وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل، قال "باسيل هو من يقرر إذا كان يريد أن يكون موجوداً في الحكومة من عدمه، والظروف أجبرته أن يكون وزيراً للخارجية في الحكومة السابقة، ولا أحد يستطيع أن يمنعه في النظام الديمقراطي من أن يكون وزيراً لا سيما انه رئيس أكبر كتلة نيابية".
وجزم الرئيس عون بأنّ "حكومة التكنوقراط لا يمكنها تحديد سياسة البلد، وأنا مع حكومة نصف سياسية ونصف تكنوقراط، والحكومة الجديدة إذا لم تكن تكنوسياسية فلن يكون لها أي غطاء وأفضّل ألا يكون الوزراء من داخل البرلمان".
وردّا على سؤال آخر بشأن ما إذا سيكون الحريري رئيساً للحكومة، أجاب: "قبل ما تمرق الاستشارات ما فيي قول" وهذا أمر لا أستطيع تحديده، للحريري أسباب شخصية لرفضه العودة الى رئاسة مجلس الوزراء".
وردّ الرئيس عون على رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بشأن المطالبة بحكومة من وزراء مستقلين، بالقول: "من وين بدي فتّش علين من القمر؟"
وعن سبب تأخير موعد الاستشارات النيابية، قال: هناك حد أدنى من النقاط التي يجب بحثها.
وكشف الرئيس عون: "قابلت الحريري ورأيت أنّه متردّد بشأن العودة الى رئاسة الحكومة ولم يعط أي إجابة حتى الآن".
ولفت رئيس الجمهورية الى أنّ "حزب الله لم يطلق أي رصاصة على اسرائيل منذ عام 2006 وملتزم القرار 1701، وهو لا يتدخل على الأرض اللبنانية بأي أحد وهو مواطن كأي مواطن لبنانيّ، والحصار الماليّ على حزب الله كما على كل اللبنانيين"، مؤكدا "لن تكون هناك حرب أهلية في عهدي على الأقل، فأنا لن أقبل بذلك أبداً".
وشدّد الرئيس عون على أنّ "استقلال وسيادة وحرية اللبنانيين أولوية بالنسبة لي، ولا يمكن لأحد أن يفرض عليّ التخلص من حزب يشكّل على الأقل ثلث اللبنانيين، و"محتار ضدّ مين بدّي أعمل الاستراتيجية الدفاعية".
وأضاف "أطمئن الجميع وأقول لهم لا تركضوا الى البنوك و"ما تكبّروا المشكلة" فالأموال مضمونة وستصل الى الجميع وسنعالج الأزمة"، مشيرا الى أنّ "إستمرار تطويق المراكز الرسمية يقضي على البلد، ومستعدّون لإصلاح الأخطاء لكن لا تقضوا على لبنان".
وفي سياق آخر، قال الرئيس عون: "أنا أطلب عودة النازحين السوريين الى بلادهم، وجواب المجتمع الدولي هو بشكرنا لاستقبالهم وبالقول ان لا حل لهذا الملف الا بحصول حل سياسي، ولسنا في عداوة مع الشعب السوري، ولا تواصل مباشر مع الرئيس السوري بشار الأسد"، مؤكداً "لست خائفاً على العهد بل على لبنان".
وعن الوضع الاقتصادي والمالي، رأى أن "حاكم مصرف لبنان يعبّر عن نفسه "هوّي عم بيقلّي هيك أنا عم صدّق هيك"، وإجتمعت مع المصارف واتخذنا تدابير للأزمة، لكن نحن بحاجة الى مساعدة اللبنانيين". وتوجه اليهم بالقول: "ما تهجموا على المصارف إذا مش عايزين".
وشدّد الرئيس عون على أنّ "الدولار غير مفقود من لبنان، إنما تمّ سحبه من المصارف وحفظه في المنازل وهذا الأمر لا يساعد الاقتصاد اللبناني".
وأكد الرئيس عون: "سنواجه كل من لا يريد العمل، وقطع الطرقات خروج عن العهد الدولي، وكان يمكن استعمال القوة والعنف إلا اننا عالجنا الأمر بهدوء".
وتوجه الرئيس عون الى المتظاهرين بالقول "فهمنا مطالبكم وهواجسكم لكن لا تخربوا لبنان وتستمروا بتطويق السلطات الرسمية. واذا لم يعجبهم أحداً آدمياً في السلطة، يروحوا يهاجروا. وليراجعوا تاريخي وليبقوا معي إذا اعجبهم، وإذا لا سأرحل أنا"، وتابع: "أطلب منكم لا سيما أولئك الذين في الحراك ألا يتصرفوا دائماً بطريقة سليية لأن السلبية تولد السلبية وهذا يولّد صداماً داخلياً و"إذا بتكمّلوا هيك بتضربوا لبنان ومصالحكن، ما سيؤدي الى نكبة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك