عفويٌّ رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون. كان، حتى، أكثر عفويّةً حين كان بعدُ جنرالاً يطلّ من على منبر الرابية ليتحدّث بصوتٍ مرتفع وبغضبٍ شديد ويقول للناس تظاهروا وارفضوا واعتصموا وأقفلوا الطرقات...
لن نتناول، في هذه السطور، شكل ومضمون كلمة الرئيس عون في الحوار التلفزيوني، ولا هويّة وخلفيّة من اختارهما ليحاوراه. سأكتفي بالتوقف عند عبارة واحدة قالها رئيس الجمهوريّة، ردّاً على سؤال عن اقتراح تشكيل حكومة مستقلّة، حيث قال: "من وين بجيبن الوزرا المستقلين، من القمر؟".
لذلك، سنرشد فخامة الرئيس الى "القمر اللبناني"، وفيه شخصيّات بارزة برزت في منظمات دوليّة استعانت بخبرتها. وفي "القمر اللبناني" أكثر من نظيف وكفؤ قادر على ايجاد حلّ للكهرباء التي أهدرت فيها عشرات مليارات الدولارات، وما زلنا نعاني من التقنين.
وإن بحثت جيّداً، يا صاحب الفخامة، ستعثر على كثيرين قادرين على تولّي وزارة داخليّة وتنظيم انتخابات نيابيّة من دون تزوير وفضائح، كما كانت الانتخابات النيابيّة الوحيدة في عهدكم. وكثيرين قادرين على تولّي وزارة العدل لقيادة معركة القضاء على الفاسدين، و"كلّن يعني كلّن"، من السياسيّين والموظفين والضبّاط، وخصوصاً القضاة.
وفيه، أيضاً وأيضاً، شباباً يستحقّون أن يتولّى أحدهم وزارة الشباب والرياضة، وإداريّين أكاديميّين بارعين لتولّي وزارة التربية، وخبراء في الصناعة للنهوض بهذا القطاع، وروّاداً في قطاع الاتصالات والصحة والزراعة والبيئة وغيرها.
لدينا في "القمر اللبناني"، يا صاحب الفخامة، أشخاصاً يحبّون هذا البلد ولم يلوّثوا أيديهم بالفساد ولا هم على استعداد للخضوع لقرار سياسيّين همّهم مصالحهم.
في "القمر اللبناني" من يستحقّ أن تجلس في وسطهم، على رأس طاولة الحكومة، أكثر بكثير من بعض من كانوا يجلسون على يمينك ويسارك، ومنهم الفاشل والفاسد والفاسق...
ننتظرك، يا فخامة الرئيس، في "القمر اللبناني" لتختار وزراء متخصّصين وكفوئين لينهضوا معك بهذا الوطن ولترضي بهم جمهورك كما الجمهور المنتفض في الشارع، ولتبنوا، جميعاً، وطناً أفضل لإبن علاء أبو فخر الذي سقط والده قتيلاً أمامه.
شاهد الفيديو يا فخامة الرئيس...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك