يتابع مناصرو "الثنائي الشيعي" أي حركة "أمل" و"حزب الله" كما "التيار الوطني الحر" باستياء عارم من مشاهد قطع الطرقات والتصريحات التي يطلقها المتظاهرون المشاركون بما عُرف بـ"انتفاضة 17 تشرين" منذ نحو شهر على شاشات التلفزة المحلية.
ويشعر هؤلاء بالاستفزاز كل مرة يُقدم المشاركون بالحراك على شتم زعمائهم ورفع لافتات تتهمهم بالسرقة والفساد. إلا أن سياسة ضبط النفس التي تتبعها كل الأحزاب السابق ذكرها تُضطر هذه الجماهير على حصر ساحة المواجهة بوسائل التواصل الاجتماعي بعدما كان لمناصري "التيار الوطني الحر" القدرة على الرد على الحملات التي يتعرض لها رئيس "التيار" جبران باسيل ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال مظاهرة شارك فيها المئات مطلع الشهر الجاري دعما للأخير.
وتُعمم قيادات "الثنائي الشيعي" و"الوطني الحر" على المنسقين والمسؤولين الحزبيين في المناطق حضّ المناصرين على تفادي أي احتكاك بالشبان الذين يقدمون على قطع الطرقات، وإن كانت قد سُجلت عشرات الخروقات لهكذا تعميمات، ما جعل القيمين على الحراك يشككون بفحوى بعض التعليمات الحزبية، سواء في مطلع الانتفاضة في مناطق في الجنوب حيث تم التعرض للمتظاهرين من قبل مناصري "الثنائي الشيعي"، أو حين تم ما عُرف بـ"غزوة" وسط بيروت التي تخللها توجه عشرات الشبان بالعصي والأدوات الحادة لضرب المعتصمين وتحطيم وحرق خيمهم نهاية الشهر الماضي.
وسُجلت قبل أيام حادثة إطلاق نار على مجموعات الحراك في منطقة جل الديب نفذها أحد الأشخاص الذي تردد أنه من أنصار "الوطني الحر" الذي نفى أي علاقة له به. وأخيرا توجه رئيس "التيار" جبران باسيل إلى مؤيديه قائلا: "ممنوع ردة الفعل لأن المؤامرة بدأت تنكشف والناس الطيّبيون بالحراك وبالبيوت كفيلون بإسقاطها".
ويقول أحد مسؤولي المناطق في "التيار" لـ"الشرق الأوسط" إن "الجماهير العونية تشعر بالكثير من الاستفزاز والاحتقان باعتبار أنها مضطرة يوميا ومنذ نحو شهر على سماع السُباب والشتائم وحملات الكذب والافتراء بحق رئيس البلاد كما رئيس التيار، من دون أن تمتلك حق الرد إلا عبر وسائل التواصل الاجتماعي"، لافتا إلى أن "الكثيرين يعربون كل دقيقة عن استعدادهم للخروج في شارع مقابل للتأكيد للرأي العام سواء المحلي أو الخارجي أن من يتظاهرون لا يشكلون أكثرية الشعب اللبناني كما تروج بعض وسائل الإعلام، لكن التعليمات واضحة من القيادة وتقول بضبط النفس لأن آخر ما نريده إشعال فتنة في البلد تحاول جهات داخلية وخارجية جرنا إليها".
وانضم مناصرو حزب "القوات" الذي سحب وزراءه من الحكومة قبل إعلان رئيسها سعد الحريري الاستقالة إلى مجموعات الحراك، كذلك انضم إليهم أنصار الحزب "التقدمي الاشتراكي" وتيار "المستقبل"، ما أثار حفيظة جماهير الأحزاب الأخرى التي اعتبرت أن ما يحصل لم يعد انتفاضة شعب على السلطة ككل إنما على جزء منها وسقوط لشعار "كلن يعني كلن" الذي حمله المتظاهرون مع انطلاقة التحركات.
ورغم تسجيل سلسلة خروقات لقرار تفادي المواجهة والاحتكاك الذي يُقال إن قيادتي "الثنائي الشيعي" يتمسكان به، يؤكد الكاتب المتخصص في شؤون "حزب الله" قاسم قصير أن هناك تعليمات واضحة من "حزب الله" وحركة "أمل" بضبط النفس وعدم الانجرار لأي صراع وترك الأمور للجيش اللبناني والأجهزة الأمنية بموضوع فتح الطرقات وتسهيل مرور الناس، لافتا في تصريح لـ"الشرق الأوسط" إلى أنه "سيتم إعطاء فرصة من أجل ذلك، وهناك اتصالات مع قيادة الجيش للقيام بواجبها".
ويشير قصير إلى أنه "لا يوجد حاليا توجه للقيام بتحرك جماهيري مضاد"، في إشارة إلى خروج مناصري أحزاب السلطة في شارع مقابل، "إلا إذا تصاعدت الضغوط واحتاج الأمر لاتخاذ قرارات جديدة"، موضحا أن "التركيز يتم في المرحلة الراهنة على الاتصالات السياسية والضغط عبر وسائل الإعلام التقليدية كما عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث يتم وبشكل أساسي شن حملات إعلامية ضد قطع الطرقات".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك