ألقى عضو هيئة الرئاسة في حركة "أمل" الدكتور خليل حمدان كلمة باسم رئيس مجلس النواب نبيه بري في المؤتمر الدولي الـ 33 للوحدة الاسلامية المنعقد في طهران تحت عنوان "وحدة الامة الاسلامية والدفاع عن المسجد الاقصى"، جاء فيها: "يشرفني أن أقف امام مؤتمركم الوحدوي والتوحيدي لألقي كلمة باسم أخي رئيس حركة أمل رئيس مجلس النواب اللبناني الأخ الأستاذ نبيه بري الذي يحييكم وأنتم تلتقون للتأكيد على ضرورة توحيد الصفوف في ظروف عصيبة تحيط بأمتنا الإسلامية والعربية وهي مناسبة لتوجيه تحية إعزاز وإكبار لمرشد الثورة الإسلامية الإيرانية الإمام السيد علي الخامنئي ولقيادة الجمهورية الإسلامية وشعبها، مقدرين عاليا دورها المتمثل بإرساء أسس الوحدة والعمل على جبه العدوان الصهيوني لحفظ المقدسات والدفاع عن المسجد الأقصى وهذا أساس في بنيان الثورة الإسلامية الإيرانية منذ بداياتها مع الراحل الإمام روح الله الموسوي الخميني. إذ يتم التأكيد دائما على مواجهة الظلم والطغيان لتبقى فلسطين حاضرة على قاعدة تحرير المقدسات وحمايتها والدفاع عن المسجد الأقصى أساس في مواجهة الطغيان والعربدة فإذا كان مرور الزمن ألقى بثقله على عدد من الأنظمة التي تترنح للقبول بالوضع القائم لاحتلال الأقصى وكامل فلسطين وأجزاء من الأراضي العربية فهذا بمثابة إنكشاف لسياسة الإعتراف بما هو قائم مع إصرار هذه الأنظمة على مواجهة كل خيارات المقاومة بغياب أي خطوة عملية لتعزيز مجتمع الحرب فيما يحشدون إمكاناتهم البشرية والإقتصادية والسياسية لتعزيز الفتن الداخلية وخلق بؤر التوتر بتسعير الحروب الداخلية وتأجيج الصراع على حساب أولوية تحرير المقدسات".
اضاف: "إن مؤتمركم الدولي الثالث والثلاثين للوحدة الإسلامية يعتبر خطوة من خطوات السير في الإتجاه الصحيح للتأكيد على أولوية الصراع في زمن محاولة الأعداء تشويه صورة المسلمين في العالم الذي يروج للإسلام التكفيري وعليه فإن هذه المؤتمرات يجب أن تهتم بتقديم صورة ناصعة للإسلام لكافة دول العالم في عملية تتضمن الإسلام الحقيقي كما هو في مضمونه الحضاري والثقافي والإنساني لفصل هذا الإسلام عن الممارسات الإرهابية المدفوعة بقوة الإعلام المشبوه والمال الحرام المشفوع بالتدين السطحي، وهذا الفصل يتطلب إعادة وصل الأمة بما يقدمه الإسلام من حلول لمشكلات العصر. فإن الأعداء يسخرون مئات الفضائيات لإعطاء نظرة مشوهة للإسلام عن سابق إصرار وتصميم إضافة إلى إشاعة أجواء تؤدي إلى شطر العالم على عدم قبول الآخر بالتطاول على العيش الإسلامي المسيحي الواحد في حواضن صهيونية لتبرير عنصرية العدوان الغاصب في فلسطين تحت طائلة إلغاء حق الشعب الفلسطيني في أرضه. لقد أصبحت الثورات والحروب والفتن منتج يتم تصنيعه في مجالات الوعي قبل ساحات المواجهة والقتال عبر قصف العقول وهو منهج الأكادميات العسكرية في إدارة الجيل الرابع للحرب المتمثل بالحرب الناعمة الرامية إلى تبديل الأولويات وتغييب القضايا المركزية بخلق صراعات مذهبية وطائفية وعرقية واستحضار المادة التي تستمد منها عمليات التلاعب بالوعي وأدواتها وهي ما نحن فيه من صراعات تستنزف مقدرات الأمة في حروب عبثية وما العبور الآمن للإرهابيين التكفيريين إلى سوريا عبر دول راعية للإرهاب الدولي إلا دليل على أن التصويب على مكامن القوة في عملية الصراع العربي الإسرائيلي لإشغال هذه الدول ومنها سوريا بحرب يشنها التكفيريون المدججون بدعم مالي ولوجستي مرعيا بالعبور الآمن لهذا الإرهاب لعقاب سوريا وجيشها وقيادتها على موقفهم من الصراع العربي الإسرائيلي. ومن هذا المنطلق يأتي التصويب على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومحاولة إرهابها بالحصار بادعاءات كاذبة وأسباب هشة من بعض دول لا تلتزم بأبسط معايير القانون الدولي".
وتابع: "إن محاولات الولايات المتحدة الدؤوبة للنيل من إيران ليس إلا إرضاء لإسرائيل في محاولة لثني الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن موقفها التاريخي والراسخ من عملية الصراع مع العدو الصهيوني ولكن الرؤية الحكيمة لمرشد التورة الإسلامية الإيرانية والقيادة الإيرانية وشعبها وقواها العسكرية، يؤكد أن السياسة العدوانية لقوى الإستكبار العالمي ليست قدرا على الأمم. عندما نرفض ونقاوم الوجود الصهيوني في فلسطين العزيزة ونسعى كأمه واحدة إلى تحريرها فإننا في الحقيقة نغير خطط وآليات عمل الأعداء على جميع المستويات لهذه المعادلة الجائرة المفروضة على الإسلام والمسلمين ليبقى دور المقاومة هو الخط الآمن لكسب إحترام الغير لأمتنا وشعوبنا عند التمسك بخيارات هادفة تحمي المقدسات، ولا يمكن فصل الشأن السياسي اليوم عن أساليب المعالجة القصيرة أو الطويلة لأن الحروب الداخلية يجب أن تنتهي بمبادرات إسلامية تنطلق من المصالح العليا للعالم الإسلامي دولا ومذاهب وقوميات وشعوبا. لم تكن الدعوة للوحدة الاسلامية يوما دعوة لإلغاء المذاهب بل هي دعوة من جهة وقائية لمنع استغلال واستفزاز العصبيات المذهبية وتوظيفها سياسيا في الفتن المعدة للعالم الاسلامي وهي ضرورة تغلب مواجهات وتحديات المستقبل بعقل منفتح وهذا هو منهج الإمام القائد السيد موسى الصدر الذي أرسى المنهج الوحدوي بين المسلمين والمسيحيين على قاعدة إحترام الطوائف بنبذ الطائفية وبردم الهوة بين المذاهب بالإعتراف بالآخر للأخذ بيد الجميع إلى ترسيخ وحدة الموقف في مواجهة الخطر الصهيوني الذي يعززه الإنقسام الداخلي.
أجل هو الإمام الصدر الذي أسس مجتمع المقاومة وقواها الفاعلة في ساحات الجهاد وعلى قاعدة إسرائيل شر مطلق أخذ بيد الشعب وأطلق أفواج المقاومة اللبنانية أمل مع الشهيد القائد الدكتور مصطفى شمران الذي تشهد له مواقع الجهاد في لبنان ومع أبطال ومجاهدي حركة أمل وبدأت هذه المقاومة التي منها شهداء وجرحى على تلال الجنوب وفي خلدة والبقاع والضاحية الجنوبية، بدأت هذه المسيرة مع الإمام السيد موسى الصدر وتستمر مع الأخ الرئيس نبيه بري بالتأكيد على السير بخيار المقاومة ضمن قاعدة ماسية متمثلة بالجيش والشعب والمقاومة".
وقال حمدان: "اليوم إذ نشهد تحديات كثيرة وخطيرة بمحاولة لتغيير وجه لبنان عبر آليات تبديل الأولويات باستهداف المقاومة ودورها ضمن سياسة تقسيم الساحات لتمزيق وحدة الشعب مرورا بالتصويب على الجيش اللبناني الذي يمتلك عقيدة قتالية وطنية بامتياز. إن المشروع الذي يستهدف لبنان اليوم مع تأكيدنا على عدالة المطالب لا ينفصل عما يجري في العراق وعما جرى في المنطقة العربية بكاملها ولكن يبقى الرهان على الوعي والقراءة المتأنية للمرحلة، وإلا فإن القنابل الغبية ستكون أشد فتكا من القنابل الذكية وهذا ما يخطط له القابعون في الغرف السوداء. أجل تبقى لغة الحوار القائمة على وحدة الخيارات لمواجهة التحديات أساسا في جبه الفتنة والمؤامرة في عالمنا وفي دولنا. لقد أطلق الأخ الرئيس نبيه بري مشروع الثورة التشريعية لمواجهة الفساد والمفسدين كمهمة أساسية للمجلس النيابي الذي سيقوم بدوره كاملا تحقيقا للمطالب المحقة ومنعا لخطر إستغلال الساحات من الخارج ولكن يبقى ذلك مرهونا بتعاون الجميع ليتجاوز لبنان هذا الخطر المحدق والمتمثل بشل البلد إقتصاديا وإرهاقه ماليا والمستهدف خارجيا رغبة من الأعداء في توجيه صفعة للمقاومة وخياراتها ولكن وحدة كلمتنا وحقنا في الدفاع عن أرضنا وكرامتنا سيحول دون أن يحقق الأعداء أهدافهم. وأخيرا تبقى الوحدة الإسلامية أساسا، للدفاع عن المسجد الأقصى كقاعدة إرتكاز، كما هو شعار مؤتمركم الكريم. ونحن في لبنان وحركة أمل ما زلنا نعمل على هدى وتوجه الإمام المغيب السيد موسى الصدر الذي قال: إن القدس هي قبلتنا وملتقى قيمنا وتجسيد وحدتنا ومعراج رسالتنا إنها قدسنا وقضيتنا. والذي قال: إن مهمة خدمة القدس البعيدة والمحتلة واجبة علينا كمهمة خدمة الجنوب الذي على أرضه نعيش".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك