في اليوم الأربعين للانتفاضة الشعبية السلمية في لبنان اتخذت الامور منحى خطيراً عندما تحولت محلة جسر الرينغ في بيروت الى ساحة مواجهة بين المتظاهرين من جهة ومناصري حزب الله وحركة أمل من جهة أخرى، انتهت ميدانياً فجر أمس بخسائر مادية لكن الخسائر النفسية كانت هائلة على اللبنانيين الذين عاشوا لحظات ما قبل اندلاع حرب أهلية من طرف واحد، لا سيما أن الثوار كانوا يهتفون ثورة ثورة وكلنا للوطن فيما كان المهاجمون المدججون بالغضب والعصي والحجارة الكبيرة يهتفون بعبارات طائفية متوعدين بقتل اي متظاهر يرونه منفردا. فيما تجلت صورة «الدولة العاجزة» بعدم قيام القوى الامنية بحسم الامر والاكتفاء بالوقوف فاصلا بين الطريفين. وعاد المحتجون الى قطع الطرقات، من ضمن خطة لتغيير اشكال احتجاجاتهم المتواصلة، بهدف الضغط على السلطة التي لم تقدم على أي خطوة عملية تعطي ثقة للمواطنين.
فبعد 25 يوما على استقالة حكومة سعد الحريري، لم يتم تحديد موعد للاستشارات النيابية، في ظل غياب أي توافق على صيغة حكومية تعالج مأزق الانهيار الاقتصادي والمالي. وباشرت الأجهزة القضائية والأمنية تحقيقاتها بإشراف النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، الذي كلف مفرزة بيروت القضائية وفصيلة وسط بيروت، الاستماع إلى إفادات المصابين من عسكريين ومدنيين وضبط كاميرات المراقبة المثبتة في المباني المحيطة بمكان الإشكالات للاطلاع عليها وتحديد هويات المعتدين وتوقيفهم. حدث مفصلي ما حدث فجر الإثنين على جسر الرينغ قد يكون مفصليا في مسار الانتفاضة، بحسب بعض المنسقين والناشطين فيها. فبعد مهاجمتهم والاعتداء عليهم من قبل عشرات الموالين للثنائي الشيعي «حزب الله» و«أمل»، رغم تدخل قوات الأمن والجيش لمنع وقوع تصادم بين الطرفين، توجهت مجموعة من المهاجمين إلى وسط بيروت، حيث عملوا على هدم عشرات الخيم في ساحتي الشهداء ورياض الصلح.
يرفض المنسقون وصف ما جرى بأنه «شارع في مقابل شارع». فهم قرروا إقفال الطرقات والدعوة الى اضراب وعصيان مدني كنوع من الضغط رداً على مماطلة السلطة في الاستجابة مع مطالبهم. وهي ليست المرة الاولى التي يتعرضون فيها للضرب والاعتداء من قبل شبيحة الاحزاب لكن ما جرى فجر الاثنين كان مخططاً له، ويحمل اكثر من رسالة محلية وخارجية تتجاوز مطالب الحراك الشعبي. صحيح ان دفع الثنائي الشيعي بأنصاره لترويع المتظاهرين يستهدف اخراجهم من الشارع أو حصرهم في ساحات معينة، يتيح لهم ممارسة أشكال محددة من الاحتجاج تحول انتفاضتهم الى كرنفال شعبي لا يؤذي السلطة، الا ان هذا الثنائي قصد من خلال استخدام فائض قوته الدفع في اتجاه حسم «المعركة» لمصلحته سياسيا، ولو اقتضى ذلك «7 آيارات» جديدة (في اشارة الى اجتياح مسلحو حزب الله لمدينة بيروت وجبل لبنان في 7 مايو 2008). مبلغا من يعنيه الأمر عدداً من الرسائل:
- الضغط على الحريري لحسم موقفه من ترؤس حكومة تكنوسياسية، والقول له ان الدفع بشارعه إلى الحراك لن يأتيه بما يريد. وقد استبق نواب التيار الوطني الحر، هجوم مناصري الأحزاب على المتظاهرين، بإعلانهم أن الحريري هو وراء التظاهرات.
- رسالة الى القوى السياسية المنضوية قواعدها في الحراك، كالقوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي، بأن احزابكم تدفع بكم الى الساحات لكنها عاجزة عن حمايتكم.
- اما الرسالة الأهم ــــــ التي تزامنت مع تظاهر عدد محدود من اللبنانيين امام السفارة الأميركية في عوكر احتجاجا على التدخل الأجنبي في هذه الانتفاضة ـــــ فهي الى واشنطن ومجموعة الدول الأوروبية التي تبحث في مبادرات لحل الأزمة للقول ان حزب الله ورغم العقوبات الأميركية، ومهما حاولتم شيطنته، لا يزال ممسكا بشارعه وقادراً على احباط أي محاولة للتسلل إليه.
فبعد 25 يوما على استقالة حكومة سعد الحريري، لم يتم تحديد موعد للاستشارات النيابية، في ظل غياب أي توافق على صيغة حكومية تعالج مأزق الانهيار الاقتصادي والمالي. وباشرت الأجهزة القضائية والأمنية تحقيقاتها بإشراف النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، الذي كلف مفرزة بيروت القضائية وفصيلة وسط بيروت، الاستماع إلى إفادات المصابين من عسكريين ومدنيين وضبط كاميرات المراقبة المثبتة في المباني المحيطة بمكان الإشكالات للاطلاع عليها وتحديد هويات المعتدين وتوقيفهم. حدث مفصلي ما حدث فجر الإثنين على جسر الرينغ قد يكون مفصليا في مسار الانتفاضة، بحسب بعض المنسقين والناشطين فيها. فبعد مهاجمتهم والاعتداء عليهم من قبل عشرات الموالين للثنائي الشيعي «حزب الله» و«أمل»، رغم تدخل قوات الأمن والجيش لمنع وقوع تصادم بين الطرفين، توجهت مجموعة من المهاجمين إلى وسط بيروت، حيث عملوا على هدم عشرات الخيم في ساحتي الشهداء ورياض الصلح.
يرفض المنسقون وصف ما جرى بأنه «شارع في مقابل شارع». فهم قرروا إقفال الطرقات والدعوة الى اضراب وعصيان مدني كنوع من الضغط رداً على مماطلة السلطة في الاستجابة مع مطالبهم. وهي ليست المرة الاولى التي يتعرضون فيها للضرب والاعتداء من قبل شبيحة الاحزاب لكن ما جرى فجر الاثنين كان مخططاً له، ويحمل اكثر من رسالة محلية وخارجية تتجاوز مطالب الحراك الشعبي. صحيح ان دفع الثنائي الشيعي بأنصاره لترويع المتظاهرين يستهدف اخراجهم من الشارع أو حصرهم في ساحات معينة، يتيح لهم ممارسة أشكال محددة من الاحتجاج تحول انتفاضتهم الى كرنفال شعبي لا يؤذي السلطة، الا ان هذا الثنائي قصد من خلال استخدام فائض قوته الدفع في اتجاه حسم «المعركة» لمصلحته سياسيا، ولو اقتضى ذلك «7 آيارات» جديدة (في اشارة الى اجتياح مسلحو حزب الله لمدينة بيروت وجبل لبنان في 7 مايو 2008). مبلغا من يعنيه الأمر عدداً من الرسائل:
- الضغط على الحريري لحسم موقفه من ترؤس حكومة تكنوسياسية، والقول له ان الدفع بشارعه إلى الحراك لن يأتيه بما يريد. وقد استبق نواب التيار الوطني الحر، هجوم مناصري الأحزاب على المتظاهرين، بإعلانهم أن الحريري هو وراء التظاهرات.
- رسالة الى القوى السياسية المنضوية قواعدها في الحراك، كالقوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي، بأن احزابكم تدفع بكم الى الساحات لكنها عاجزة عن حمايتكم.
- اما الرسالة الأهم ــــــ التي تزامنت مع تظاهر عدد محدود من اللبنانيين امام السفارة الأميركية في عوكر احتجاجا على التدخل الأجنبي في هذه الانتفاضة ـــــ فهي الى واشنطن ومجموعة الدول الأوروبية التي تبحث في مبادرات لحل الأزمة للقول ان حزب الله ورغم العقوبات الأميركية، ومهما حاولتم شيطنته، لا يزال ممسكا بشارعه وقادراً على احباط أي محاولة للتسلل إليه.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك