بات لبنان اليوم فوق صفيح ساخن ينذر باشتداد الأزمة الاقتصادية والمالية مترافقة مع أزمة سياسية عميقة وانقسام حاد بين التيارات السياسية والشارع الشعبي، فسياسة اللعب على حافة الهاوية التي انتهجتها السلطة منذ بدء الاحتجاجات في 17 تشرين الأول الماضي ادخلت البلاد في الفوضى ونذر فتنة أثارتها الاعتداءات الترهيبية التي شنّها أنصار الثنائي الشيعي «أمل» و«حزب الله» على المتظاهرين عند جسر «الرينغ» وفي صور وصيدا، واستمرت حتى فجر أمس، لكنها فشلت لغاية الآن في القبض على الثورة، حيث استمرت الاحتجاجات السلمية لليوم الحادي والاربعين على التوالي، حيث عمد المحتجون في مختلف المناطق إلى اقفال مراكز ومؤسسات رفضاً للفساد، بينما قامت عناصر تابعة لحزب الله بالاعتداء على متظاهرين في بعلبك ومحاصرتهم واطلاق النار عليهم، اضافة إلى تمزّيق الأعلام اللبنانية، في المقابل امتلأت ساحة الاعتصام في صور بالمتظاهرين ما دفع الجيش اللبناني إلى ارسال تعزيزات لمنع حدوث احتكاكات لاسيما بعد تعرض مناصري حزب الله وامل للمعتصمين ليل الاثنين واحراق خيم الاعتصام.
محاولة تسخين الشارع لم تفلح في جلب رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري إلى بيت الطاعة لحزب الله والتيار الوطني الحر، حيث حسم الحريري موقفه لجهة عدم ترؤس اي حكومة مقبلة، من دون الاتفاق على اسم آخر لترؤس الحكومة، بما ينذر بمواجهة سياسية كبرى ستكون لها تداعياتها الامنية والاقتصادية على المواطنين. الحريري وضع في بيانه الرافض للتكليف الفريق الآخر أمام ثلاثة خيارات، تكليف احدى الشخصيات لتأليف الحكومة، لكنه يفشل في ذلك مع استمرار حكومة تصريف الأعمال، وبالتالي استمرار وتيرة الانهيار، تشكيل حكومة اللون الواحد التي تسرِّع في الانهيار الشامل، الاتفاق مع الحريري على اسم الرئيس المكلف وهذا الخيار بات صعبا بحسب اخر المعطيات.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك