على مدار 15 عاماً، قدّم "عالم مارفل" السينمائي، 33 فيلماً متتالياً، عزّزت مكانة التعاون الذهبي ما بين شركتي "مارفل دي سي" و"ديزني"، إلى أن كان الهبوط المخيّب منذ أيام مع فيلم "ذا مارفلز" الذي حقق أسوأ إيرادات في تاريخ هذا التعاون.
تعرّضت شركة "مارفل" أمس الإثنين لهجوم كبير من قبل الجمهور الذي اتهمها بالكذب بعد ادعائها أن "ذا مارفلز" هو "الفيلم رقم واحد في العالم" في منشور عبر حسابها على منصة "إكس". وكانت أغلب التعليقات على المنشور تصف العمل الجديد بأنه "ممل" و"أسوأ فيلم من أفلام شركة مارفل"، بينما صنّفه موقع Box Office Mojo في المرتبة 41، من أفلام 2023، ليتبين وفق "غوغل" أن الفيلم رقم واحد في شباك التذاكر الأمريكي هو "Five Nights at Freddy's".
واعتبرت مجلة "فارايتي" في تقرير أعدته اليوم، أن الشراكة بين "مارفل" و"ديزني" أصبحت مهددة، بعد التراجع المخيف في الإيرادات، والتي بلغت 47 مليون دولار، ما يعني أقل من أدنى إيرادات حققها فيلم "هالك الخارق" عام 2008، والتي بلغت 55 مليون دولار.
ولفتت المجلة إلى أنها ليست المرة الأولى التي تحقق فيها أفلام من إنتاج تعاون مارفل وديزني، إيرادات مخيّبة. فقد حققت أفلام مثل "الأرملة السوداء" و"الأبديون" إيرادات منخفضة أيضاً بسبب عرضها خلال فترة الجائحة وإغلاق دور السينما.
ويمثل الانطلاق الكارثي لفيلم "ذا مارفلز"، وفق تقرير "فارايتي"، مشكلة كبيرة. لأن أفلام مارفل/ديزني، واحدة من أهم سلاسل الأفلام التي يترقبها الجمهور، بل ويحجزون مع بدايات العروض، خصوصا أن آمال تحسّن إيرادات الفيلم، الذي تبلغ تكلفة إنتاجه 220 مليون دولار، أصبحت معدومة مع بدء موسم العطلات بافتتاح الجزء الجديد من سلسلة أفلام "ألعاب الجوع The Hunger Games" وفيلم الرسوم المتحركة "Wish".
واعتبرت المجلة أنه من المفيد عدم تمكن بطلات الفيلم من الترويج له، لأنهن كُنَّ سيشعرن بالإحراج الكبير لعدم تمكنهن من جذب الجمهور. بالمقابل، أرجع مصدر مطلع سبب فشل "ذا مارفلز" في تصدر الإيرادات إلى إضراب هوليوود وعجز الأبطال عن الترويج لأعمالهم التزاماً ببنود اتحاد النقابة.
بالمقابل، رأى كبير محللي شباك التذاكر الأميركي شون روبنز أن ديزني تواصل استراتيجيتها التي اعتمدتها في زمن فيروس كورونا، والمتمثلة في الكمية على حساب الجودة، وهو ما لم يعد ينفع أبداً، خصوصا بعد عقدين من الزمن كان فيهما تعاون ديزن ومارفل مرادفاً للتميز وتحطيم الأرقام القياسية في شباك التذاكر.
أما بخصوص نجاح الجزء الأول من فيلم "ذا مارفلز"، الصادر عام 2019 "كابتن مارفل"، فعزى روبنز السبب إلى كورونا أيضاً، وعدم توفر الخيارات السينمائية العديدة، لذلك حقق الفيلم من خلال عرضه على ديزني+ نسبة مشاهدات عالية جداً.
وردّاً على سؤال للمجلة حول ما إذا كان عصر أبطال "مارفل" الخارقين قد انتهى، نفى روبنز الأمر، لاسيما أنّ "حراس المجرة 3" حقق 845 مليون دولار، والكرتوين سبايدر مان حقق 690 مليون دولار، وThe Batman للعام 2022 حقق 770 مليون دولار، وسبايدر مان للعام 2021 سجل 1.9 مليار دولار، لكن على ما يبدو أن على ديزني ومارفل إعادة دراسة الخيارات الإنتاجية.
بينما عاد المصدر ليتماهى مع روبنز بدعوة ديزني إلى خفض إنتاجها حتى تتوصل إلى استراتيجيتها الملائمة للسوق، والمتمثلة ليس بإعادة هيكلة بل بإعادة بناء قواعد أساسية للإنتاج السينمائي حسب طلب الجمهور.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك