كتبت كريستال النوّار في موقع mtv:
تكفي المُشاهدات اليوميّة لمُلاحظة السلوكيّات العدوانيّة التي تطبع المجتمع اللبناني. إشكالاتٌ مُسلّحة وسرقاتٌ وجرائم وسقوط قتلى وجرحى جراء خلافاتٍ على تعبئة المياه أو أفضلية المرور أو بسبب انقطاع الكهرباء وأسباب أخرى لا تخطر ببال أحدٍ "كانت تمرّ مرور الكرام"، أمّا اليوم فيُحسَب لها ألف حساب.
تُشير الإختصاصيّة في علم الإجتماع بولا القصّيفي إلى أنّ "الأزمات المُتفاقمة وعجز الدّولة عن التعامل معها، كلّ ذلك أوصل الأوضاع إلى مستوى غير مسبوق من التدهور، وأدّى إلى تفكّك الرّوابط العائليّة والإجتماعيّة بين النّاس".
اللبنانيّ أُنهك وفقد القدرة على التحمّل بعدما حُرِم من أدنى حقوقه ومع ارتفاع نسبة البطالة، "وهو يُعبّر عن ذلك بالإنفعال والغضب والسّلوك العدواني لمحاولة إظهار الظّلم الذي يعيشه في مختلف تفاصيل حياته اليوميّة، وهذا يؤدّي به إلى الإجهاد الجسدي والنفسي"، وفق ما تقول القصّيفي في حديثٍ لموقع mtv.
وتلفت إلى أنّنا نشهد اليوم إشكالاتٍ مسلّحةً وجرائم ضمن العائلة الواحدة بسبب الأوضاع المعيشيّة الصّعبة... "ما حدا حاملتو أعصابو". أصبح الأخ يضرب أخاه وينصب له الكمائن وقد يقتله من أجل مبلغٍ ماليّ لتأمين القوت اليوميّ لعائلته. هذا عدا عمّا نشهده من عدوانيّة على الطّرقات بشأن أفضليّة مرور أو إشكال على موقف لركن السيارة... "حتّى الخسارة بلعبة ورق صارت بتكلّف الواحد حياتو".
بالإضافة إلى كلّ هذه السلوكيّات، بات اللبناني أمام خطر "السّقوط أرضاً" فجأةً ومن دون أيّ إنذار. إذ تُشير القصّيفي إلى حالات الإغماء والوفاة النّاتجة عن مشاكل في القلب والشرايين والأوعية الدمويّة وكلّ ذلك نتيجة الـstress. "مَن منّا لا يُعاني من مشكلةٍ صحيّة بسبب الضّغط النفسي والإحباط وكلّ ما نعيشه؟! سمعتُ بشخصٍ توفي أثناء قيادة السيارة بسكتة قلبيّة، وآخر أثناء أداء عمله الذي لا يتطلّب جهداً بدنيًّا. النّاس عم تموت هيّ وقاعدة!".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك