كتب داني حداد في موقع mtv:
يحضر الملف الرئاسي اللبناني في الكثير من اللقاءات الدبلوماسيّة في بيروت، في حين يغيب هذا الملف بشكلٍ شبه تام عن عواصم دول القرار العربي والغربي، وكأنّ لبنان متروك لمصيره الذي صنعه أبناؤه، وتحديداً سياسيّيه.
وتشير مصادر دبلوماسيّة فرنسيّة لموقع mtv الى أنّ الكثير من التسريبات التي بنى عليها كثيرون تحليلات ومواقف عن تبنّي مرشّحين للرئاسة من قبل قصر الإليزيه لا أساس له من الصحة.
وتلفت هذه المصادر الى أنّ فرنسا لم تسمِّ مرشّحاً، نافيةً ما تردّد عن موقف فرنسي رسمي داعم لرئيس تيّار المردة سليمان فرنجيّة. وبدت هذه المصادر واقعيّة في مقاربة الاستحقاق الرئاسي، مشيرةً الى أنّ مرحلة التسميات الجديّة لم تأتِ بعد، علماً أنّ مجموعةً من الأسماء التوافقيّة أو التي ممكن أن تكون توافقيّة تحضر على طاولة المعنيّين بالشأن اللبناني في الإدارة الفرنسيّة.
وتجدر الإشارة الى أنّ السفيرة الفرنسيّة في لبنان آن غريو هي الأكثر نشاطاً في هذه الأيّام بين السفراء على الخطّ الرئاسي، وهي تلتقي مرشّحين ومعنيّين، كما أنّها تملك صورةً تشاؤميّة عن الوضع اللبناني الآخذ بالتردّي، خصوصاً اقتصاديّاً وماليّاً.
أمّا على الخطّ السعودي فلا تختلف الأمور كثيراً. لم تدخل المملكة "بازار" الأسماء. هي تعرف من لا تريد ولكنّها لم تسمِّ من تفضّل للرئاسة اللبنانيّة. وتملك السعوديّة مقاربةً مختلفة للشأن اللبناني تتعدّى استحقاق الرئاسة، إذ هي تعتبر أنّ بناء لبنان من جديد غير ممكن بأدوات الماضي، وربما يكون الانهيار طريقاً أسرع للبناء من جديد على أسس أكثر متانةً.
وبعد التسريبات عن احتمال حصول تسوية تتيح تسهيل السعوديّة لانتخاب فرنجيّة، بناءً على طلب فرنسي، جاء الردّ قاطعاً عبر السفير السعودي من خلال تغريدته الأخيرة كما من خلال الموقف الذي عبّر عنه السفير وليد بخاري أمام البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، حيث اتّفقا على أنّ فرنجيّة ليس الرئيس المناسب لهذه المرحلة.
لكنّ "الضربة القاضية" السعوديّة جاءت عبر صحيفة "عكاظ" المكلّفة بإيصال الرسائل الى الداخل اللبناني، حيث اعتبرت، بالكلمة والصورة، أنّ فرنجيّة وأمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله شخص واحد، وسيؤدّي انتخاب الأول الى خراب لبنان.
وتتحدّث مصادر دبلوماسيّة عن أنّ المملكة لن تنتظر انتخاب رئيسٍ للبنان طويلاً، بل ستنتقل لاحقاً الى مرحلة الضغط لاختيار الرئيس الأنسب، علماً أنّ السعوديّة، التي ترفض فرنجيّة، لا تدعم، حتى الآن، قائد الجيش الذي يحظى بدعمٍ قطري، وهي تتّفق مع الموقف الفرنسي القائل إنّ أوان التسميات الجديّة لم يحن بعد، بل نحن في مرحلة "حرق الأسماء".
يوحي كلام المصادر الدبلوماسيّة، العربي والغربي، بأنّ ما من خرقٍ متوقّع قريباً في الملف الرئاسي اللبناني. القول إنّ ساعة التسمية لم تأتِ بعد يعني أنّ الجميع يتلهّى اليوم بالتحليلات والترشيحات، بينما سيدوم الفراغ طويلاً. و"طويلاً" قد تعني، كما كتبنا منذ يومين، ولاية المجلس كلّها!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك