وجّه المديرون العامون في مؤسسات مياه لبنان كلمة للّبنانيين بمناسبة اليوم العالمي للمياه ٢٠٢٣ ، جاء فيها:
"إن مؤسسات المياه في لبنان، وفي اليوم العالمي للمياه، كما في كل عام، تجدد العمل على إذكاء الوعي بأزمة المیاه والصرف الصحي في الوقت عينه الذي تجدد فيه التزامها ببذل ما يلزم من جهود لضمان استمرارية توفير المياه للجميع، لكنها في هذا العام تجد نفسها مضطرة أكثر من أي وقت مضى للإضاءة على مجموعة من التحديات التي تواجهنا جميعاً "مؤسسات ومواطنين"، والتي تستوجب تكاتفنا وإعادة النظر في أولوياتنا وممارساتنا لكي تبقى المياه تجري.. وتصل الى الجميع، لا سيما الفئات الأكثر ضعفاً وحاجة والأقل قدرة.
نحن بحاجة إلى تسریع التغییر، وإلى تجاوز "العمل كالمعتاد"، المیاه تؤثر على الجمیع، لذلك، نحتاج إلى مشاركة الجمیع.
المياه مورد محدود تحت ضغط متزايد، لذلك نحن بحاجة ماسة إلى أن نكون أكثر كفاءة وعدالة في كیفیة استخدامه، وأین نستخدمه؟ ولمن؟
فهل يتساوى المشترك الذي يسدد فواتيره بشكل دائم مع المخالف المعتدي على الشبكة؟ وهل من الإنصاف أن نواصل هدر المياه والاستخدام الجائر للموارد المائية دون أن نضع في الحسبان مراعاة مصلحة أبنائنا والأجيال المقبلة؟
إن تغير المناخ، والاحتباس الحراري، الجفاف وندرة الأمطار ليست التحديات الوحيدة التي تواجهنا، لكنها ليست أقل "خطراً" من تحديات الأزمة الاقتصادية والمالية التي تعصف بوطننا العزيز لبنان، ولا من تحديات أزمة الكهرباء والمحروقات والكلفة العالية جدا التي تتكبدها مؤسسات المياه لانتاج المياه وتوزيعها، فضلاً عن التضخم الإقتصادي، وغلاء المعيشة والتدني في سعر صرف الليرة اللبنانية.
كما أن وضع مؤسسات المياه بحد ذاته، والمعاناة التي يمر بها "العمال والموظفون" في مؤسسات المياه، إن لجهة تدني قيمة رواتبهم التي تلاشت "قدرتها الشرائية" والإرتفاع الكبير لكلفة الإنتقال يومياً من والى مكاتبهم ومحطاتهم ومراكز عملهم تشكل تحدياً كبيراً لا تستطيع المؤسسات لوحدها ان تتعامل معه.
لذلك، نحتاج إلى مشاركة الجمیع من خلال تضافر جهود الجميع في دعم خدمات المياه، كما أننا نحتاج الى الوعي بمخاطر الصرف الصحي وسوء أساليب المعالجة والتفريع والتصريف المعتمدة، إذ ان ما یزيد عن نصف میاه الصرف الصحي الخارجة من المنازل - من دورات المیاه والبالوعات والمصارف والمزاریب - تتدفق مرة أخرى إلى الطبیعة دون معالجة أولية لإزالة المحتوى الضار، وبالتالي تتسرب الى جوف الأرض مهددة خزاننا الجوفي الاستراتيجي من المياه العذبة.
وهنا ندعو الجميع الى وجوب الالتزام بتسديد رسوم واشتراكات المياه والمتأخرات غير المدفوعة حتى الآن، وتصحيح أوضاع المخالفين أو المعتدين على شبكات وخدمات المياه وبالتالي التحوّل إلى مشتركين نظاميين، وحماية منشآت خدمات وشبكات المياه وعدم التعدي عليها متوخين تحقيق أفضل الممارسات في إطار تحقيق الإدارة المتكاملة لخدمات المياه في لبنان.
وأخيراً، ندعو من خلال هذا النداء الى ادراك مسؤولياتنا جميعاً، والقيام بها، كما أننا نحتاج الى تكاتفنا لمواجهة كافة هذه التحديات.. ونحتاج الى مشاركة الجميع، مشاركتكم لتسريع التغيير".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك