كتبت لورا يمّين في "المركزية":
صحيح ان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل حاول الإيحاء امس بأن العزلة التي بات "البرتقالي" فيها اليوم، تقويه، قائلا "محاولة عزل التيار أحسن وصفة لتقويته، ولكن نتيجتها عاطلة عالوطن، لأن بناء الدولة رح يفشل من دوننا. هيك، منرجع على المعارضة الواضحة. مش بالحكومة بس معارضين، ومش مع الرئاسة بس معارضين لا! معارضة بالكامل - هيك بتخدمونا".. غير ان طريقة مخاطبته القوى السياسية الاخرى، وقد بات على خلافٍ معها كلها، دلت على حاجته الكبيرة الى يدٍ تمتد اليه.
فبحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، الرجل دعا مرات ومرات في كلمته الى الحوار، طارقا باب حزب الله من جهة والقوات اللبنانية من جهة ثانية وإن لم يسمها بالاسم، في حين بات الاخيران متشددين او متحفظين في التعاطي مع باسيل.
في ما خص حزب الله، قال باسيل "هو أكّد لي مراراً أنّه من المستحيل أن يطرح أحداً للرئاسة أو أن يوافق على شخص لا أوافق عليه وعندما سألت إذا تأمّن 65 صوتاً لسليمان فرنجية "بتمشوا فيه بدوننا؟" زعلوا وإجاني الجواب عدّة مرّات وعلى كلّ المستويات انّه كيف بتسمح لنفسك حتى تفكّر بالأمر؟ بعدين، شفنا أداء مختلف".
لكن رغم اشارته الى ان الضاحية لم تف بوعدها الرئاسي له، أصرّ على ترك الباب مفتوحا على التفاهم معها، فأردف: ولمّا عدنا طرحنا نفس السؤال عن لائحة المرشّحين يلّي طلبوها، ما اجا جواب، بس سمعنا بعدين الموقف بالاعلام... ما رح علّق على اي كلام آخر بهالخصوص. بس انا دايماً مستعد للحوار لنلاقي حلول، من دون ما حدا يفرض حلّه على الثاني.
اما على الضفة المسيحية، فآثر باسيل الحديث عن الموارنة عموما من دون ان يسمي اي فريق منهم بالتحديد. فقال: الموارنة يتفقون على الأساسيات المسيحية والوطنية والكيانية من ناحية المبادئ العامة ويختلفون على السلطة وقت التطبيق وحان الوقت للإتفاق على مسار تطبيقي للأساسيات إذا كنا نرغب في البقاء بهذا البلد، مضيفا: كمان، كلّ عمرنا منعرف نتّفق بالسلبي على الرفض من دون ما نتّفق بالإيجابي - اجا الوقت مش بس نقول مين وشو منرفض، ولكن نقول مين وشو منقبل، ونطبّق. يعني ما بيكفي نقول كلّنا منرفض فلان او منرفض اي حدا بينفرض علينا. اجا الوقت نقول على مين وعلى شو منتّفق. وبشكل أوضح، انا مش مستعدّ وافق او اتّفق على حدا بس لنزيح مرشّح معيّن وبعدين منشوف شو منعمل- نحنا بدّنا رئيس جمهورية ولازم اتفاقنا عليه وعلى دعمه يكون واضح بكل المراحل؛ مش متل ما صار مع الرئيس عون. الناس حقّها علينا نقدّم لها الحلول ومش المشاكل والنق والبكي!!! اجا الوقت نطلع من سلبية الرفض ونروح لإيجابية التوافق.
واذ تعتبر ان هذا الكلام الجميل يأتي عشية خلوة حريصا، تلفت المصادر الى ان التجربة تدل على ان باسيل يقايض المبادئ ويبيعها من اجل السلطة. لكن في حال كان اليوم مستعدا لانتخاب مرشحٍ لا يختاره هو، يعتنق فعلا مبادئَ الموارنة من حيث وحدة السلاح وقيام دولة قوية لا تحاصُص او زبائنية في توظيفاتها، فعندها الأمور تختلف ايجابا.. فهل باسيل في هذا الصدد؟ امس تحدث مجددا عن حماية المقاومة التي لا إجماع عليها، والارجح انه، اي باسيل، اذا قرر حزب الله دعمه للرئاسة، فإنه سيتناسى كل ما اتهمه به في الآونة الاخيرة.
ويبقى ان رئيس التيار حاول ايضا امس استمالة التغييريين وإقناعهم بأن الوطني الحر فعلا نظيف وغير فاسد ومن خارج المنظومة، علّهم يحاورونه...
فهل يدل هذا السلوك الذي يستعطف القوى الاخرى، على ان العزل، حقا قوّى ويقوي التيار ورئيسه؟!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك