كتبت يولا هاشم في "المركزية":
قال رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، في مداخلة أمس بأن "الوضع في لبنان من سيئ إلى أسوأ إقتصادياً ونقديّاً، لأنّ المسؤولين عن الحكم لا يُريدون المُعالجة الجذرية، والأقطاب لدى اخواننا الموارنة قالوا علينا انتخاب رئيس، لكنهم مختلفون وكل منهم لديه شروطه على الآخر، أما الثُنائي الشيعي، فأعلنوا ترشيحهم رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، وأنا مع التّسوية وانتخاب رئيس يُعطي أملاً ببداية إصلاح سياسي واقتصادي".
قد يكون زعيم المختارة من بين القلائل الذين لم ييأسوا من المحاولة، منذ بدء الشغور وحتى اليوم لفتح ثغرة في جدار الأزمة، والهدف الأساسي لكل ما يقوم به، بحسب ما أكّدت مصادر قيادية اشتراكية لـ"المركزية"، هو هذا الحرص الذي يُعلن عنه بشكل واضح عن ضرورة منع انهيار الدولة واستعادة عمل المؤسسات وبالتالي بدء العملية بتحصين المؤسسات ومنها انتخاب رئيس للجمهورية وعلى الطريق استكمال كل الامور التي يجب القيام بها من اصلاحات واجراءات، والخطوات اللاحقة التي يجب ان تأتي مع تشكيل حكومة جديدة وإعادة تفعيل عمل المجلس النيابي تشريعيا ورقابيا، وهو بذلك لا يوفر جهدا في كل المجالات المتاحة ويطرق كل الابواب لتأسيس جو يخدم هذا التوجه الذي يحمله، ولذلك رأيناه يقوم بكل هذه الحوارات في الداخل، حيث التقى حزب الله مرتين وتواصل مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ومع "القوات اللبنانية" و"الكتائب" ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.
وإلى جانب التواصل الداخلي، وسّع جنبلاط مروحة اتصالاته على المستوى الاقليمي والدولي من خلال زيارة تيمور جنبلاط الى السعودية وزيارة وليد جنبلاط الى الكويت والزيارة الحالية الى باريس. كل ذلك يهدف، وفق المصادر، الى تحويل المواقف المعلنة الى واقع من خلال اتمام الاستحقاق الرئاسي بأسرع وقت، وذلك على طريقة التواصل والحوار والتفاهم وليس على طريقة التحدي، على أمل ان يصل هذا التوجه الى مرحلة التطبيق قبل ان تذهب البلاد الى أتون لا تحمد عقباه.
وحذّرت المصادر ممّا بتنا نراه على المستوى الاجتماعي الاقتصادي والمخاطر المحدقة، والدليل للأسف ما حصل في موضوع التوقيت الصيفي والشتوي، وكيف تدخل وليد جنبلاط من منطلق الحرص نفسه لمنع تفاقم هذه الازمة، وايضا ما شهدناه داخل المجلس النيابي، فالتوتر اول من أمس كان على اشده. كل ذلك يؤكد ان ما يقوم به وليد جنبلاط هو عين العقل والوعي والحرص في هذه المرحلة الدقيقة والخطيرة من تاريخ لبنان.
وتؤكد المصادر أنّ المساعي والاتصالات مستمرة، لكن لا يمكن الحديث بعد عن إنجاز ما، رغم بعض التقدّم، لكن من الأفضل عدم التداول ببعض الأمور لأن من شأن ذلك أن يعرقل المساعي، فلنترك الامور تأخذ مداها علها تصل الى الغاية المرجوة. الأمل دائما موجود، عسى ان تتزحزح الأطراف الداخلية قليلاً عن مواقفها.
وتوقفت أوساط متابعة عند زيارة جنبلاط الى باريس وتزامنها قبيل الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى الرياض لمحاولة التوصل مع القيادة السعودية إلى أرضية مشتركة حيال التصور المرتقب للحلّ اللبناني، خصوصاً في ضوء إعادة فتح قنوات التواصل المباشرة بين المملكة العربية السعودية وإيران. فهل تفتح مساعي جنبلاط كوّة في جدار الأزمة الرئاسية الصلب؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك