كتبت لارا يزبك في "المركزية":
حاول رئيس مجلس النواب نبيه بري في خطابه في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر، القول انه لا يبالي بأي اجراءات يُمكن ان تُتخذ في حقه لانه لا يدعو الى جلسات انتخابية، متّهما "الوشاة" بالتحريض عليه في الخارج. ورفَع بري السقف في معرض تعليقه على المعطيات عن عقوباتٍ قد تُفرض عليه سيما من قِبل الاميركيين، معلنا: فريق الوشاة يسيّر خطوط ترانزيت جوية عابرة للقارات في اتجاه عواصم القرار في أوروبا وأميركا ويشكل مجموعات ضغط في عواصم القرار تحريضا وتشويها (...) هؤلاء مخطئون في العنوان ولا يعرفون من هو نبيه بري ومن هي حركة "أمل"، داعيا اياهم الى "توفير أموال الترانزيت والأكلاف على الإقامة في الفنادق الفاخرة وعلى شراء الذمم في مراكز النفوذ في تلك العواصم"، قائلاً "إنتو غلطانين بالنمرة، وخَيّطوا بغير هالمسلة".
غير ان لا شيء يبرر دعوته المتجددة الى عقد طاولة حوار حددها بـ7 ايام، متعهدا ايضا بأن تليها جلسات انتخابية مفتوحة الى حين انتخاب رئيس للجمهورية، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، سوى استشعاره بأن الصبر الدولي بدأ ينفد "رئاسيا"، وبأن في حال لم يُصر الى الاقلاع عن لعبة التعطيل، فإن المقاربة الخارجية للملف اللبناني ستتبدّل، وستحلّ العصا مكان الجزرة، والعقوباتُ مكان المبادرات.
بطرحه هذا، تتابع المصادر، يبدو بري يبحث عن فكرة ما، كي ينزل عن "شجرة" المماطلة التي صعد عليها، والتي باتت مكلفة وقد تُعرّضه لعقوباتٍ او غيرها. فالحوار اصلا مطروح من قبل المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الذي يعود في قابل الايام الى لبنان. وانطلاقا من هنا، فإن رئيس المجلس يبدو يوجّه رسائل الى باريس ومعها الخماسي الدولي، مفادها انه مِن ابرز داعمي الحوار والتلاقي بين اللبنانيين وانه ليس ابدا مِن المصعّدين او مِن معرقلي اجراء الانتخابات الرئاسية.
لكن في المقابل، القوى المعارضة على موقفها الرافض حوار لودريان او بري. وهي، وعلى رأسها القوات اللبنانية والكتائب، تؤكد ان الدستور يقول بجلسات انتخاب مفتوحة فورا مِن دون المرور لا بحوارات ولا بغيرها، وهي تتلاقى في موقفها هذا، مع بكركي، حيث اعتبر سيّدها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي منذ ايام ان "لا أحد يفهم لماذا بُتِرَت جلسة حزيران الانتخابيّة بمخالفة المادّة 49 من الدستور، والحوار الحقيقي والفاعل هو التّصويت في مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهوريّة".
عليه، الامتحانُ الفعلي والحقيقي لمدى التزام بري عدم التعطيل، والخطوةُ التي ينتظرها منه المعارضون والمجتمع الدولي، ليُثبت ذلك، يتمثلان في دعوته فورا الى جلسات انتخاب مفتوحة، من دون انتظار اي حوارات او 7 ايام.. فهل يفعل؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك