جاء في جريدة "الأنباء" الإلكترونيّة:
بدا من مواقف الكتل المسيحية أن دعوة رئيس مجلس النواب نبيه برّي لحوار الأيام السبعة لن تلقى تجاوباً، وبالتالي فإن الأزمة الرئاسية ستراوح خانة التعطيل، وسيبقى الحال من المحال إلى أن يأتي ما يغير الواقع المأزوم.
وإذا كان الفريق المعترض على الحوار يعتبره من باب المناورة والالتفاف على الأفكار والطروحات التي سيحملها معه الموفد الفرنسي جان إيف لودريان في زيارته المرتقبة الى لبنان في الحادي عشر من الشهر الجاري، فإنّ مصادر مواكبة استغربت موقف الكتل المعارضة للحوار، ولفتت في حديثها لـ"الأنباء" إلى أن "الرفض مطلق لدعوة بري من قبل تكتل الجمهورية القوية والكتائب والتجدد من أجل لبنان، ومن بعض النواب التغييرين، وتردد من قبل النواب المستقلين، ومناورة تكتل لبنان القوي، تضيّع على لبنان فرصة ثمينة في ما لو نجح حوار الأيام السبعة".
الموقف المعارض للحوار أعرب عنه النائب بلال الحشيمي بالقول إن "الحوار الذي دعا إليه بري لن يوصل الى نتيجة لأن الثنائي الشيعي لا يمكن أن يتخلى عن ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، والمعارضة لن تقبل بذلك، فهي إما تسير بالوزير جهاد أزعور أو التفتيش عن بديل آخر. وإذا لم يحصل اتفاق نذهب الى انتخاب الرئيس وكل فريق ينتخب مرشحه، فيما هم يريدون أن نؤمّن لهم النصاب لينتخبوا فرنجية، وهذا لن يحصل".
من جهة ثانية، اعتبر الحشيمي أن "زيارة نائب وزير خارجية إيران عبد اللهيان إلى لبنان جاءت رداً على اتهامات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإيران بعرقلة المبادرة الفرنسية"، واصفاً تصريحاته :بالدبلوماسية وغير الكافية لإقناع حزب الله بالتخلي عن فرنجية. ولو كانت نوايا الحزب سليمة لكنا انتخبنا رئيس جمهورية منذ سنة".
إلى ذلك، تخوّف الحشيمي من حصول فراغ في قيادة الجيش بعد انتهاء ولاية العماد جوزيف عون في ظل الفراغ في المجلس العسكري ورئاسة الأركان، و"هذا التعطيل يبدو انه بدأ ينسحب على كل شيء في البلد. الوضع في لبنان لم يعد صحياً، وثقافة الفراغ هي السائدة، والدولار أصبح بديلاً عن الليرة"، مستبعدا أن يتمكن لودريان من إحداث أي خرق في الملف الرئاسي لأن دعوة بري للحوار ورفضها من قوى المعارضة أجهضت المساعي الفرنسية".
وفيما لا تزال فرصة بري متاحة لسلوك درب الحوار الذي لا بديل عنه أياً كان شكله، فإن التسوية الوطنية تبقى هي المخرج الوحيد، وهو ما عاد من جديد ليؤكد عليه الرئيس وليد جنبلاط خلال لقاء له أمس، أما الرفض المستمر لهذه الفكرة فهو يكلّف البلاد أثماناً لم تعد تحتملها.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك