ترأس رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، قداس ترقية المونسنيور نبيه معوض من أبرشية طرابلس المارونية، الى رتبة خورأسقف في كنيسة مار مارون في طرابلس، بتكليف من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
عاونه في القداس النائب البطريركي العام المطران حنا علوان، النائب البطريركي العام على نيابتي بشري وأهدن- زغرتا المطران جوزاف نفاع، رئيس أساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران إدوار ضاهر، رئيس اللجنة الأسقفية للحوار المسيحي الإسلامي المطران شارل مراد، المعتمد البطريركي لدى الفاتيكان في روما المطران رفيق الورشا، راعي أبرشية أفريقيا المارونية المطران سيمون فضول، مدبر عام الرهبانية المارونية الأب ميشال أبوطقة، مدبر عام الرهبانية الأنطونية الأب بشارة إيليا، النائب العام لأبرشية طرابلس المارونية المونسنيور أنطوان مخائيل، المونسنيور وهيب خواجه ولفيف من الكهنة، وخدمت القداس جوقة كنيسة مار مارون بقيادة نديم معوض.
حضر القداس النائب جهاد الصمد، النائب السابق جوزف اسحق، فادي محفوض ممثلا النائب الياس الخوري، محافظ بيروت مروان عبود، رئيس جمعية آنج الاجتماعية المحامي اسكندر جبران، رجل الاعمال حبيب الشدياق، آمر مفرزة استقصاء الشمال المقدم بطرس سيدة، رئيس لجنتي العلاقات العامة والاعلام في المرشدية العامة للسجون في لبنان جوزاف محفوض، الى جانب عدد من الفاعليات الدينية والسياسية والاجتماعية والرعوية وعائلة المحتفى به وأبناء من بلدة عيمار وجوارها.
بداية، تلا الخوري الأب راشد شويري المرسوم البطريركي وجاء فيه: "إنا بأسطرنا هذه، بناء على طلب سيادة أخينا المطران يوسف سويف رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية، السامي الإحترام، وعلى الأسباب الوجيهة التي يقدمها، وتقديرا منا لحضرة المونسنيور نبيه معوض، النائب القضائي في أبرشية طرابلس المارونية لما له من تضحيات وإنجازات في خدمة كنيستنا المارونية، نمنحه رتبة خورأسقف، ونفوض إلى سيادة المطران يوسف سويف أن يسمه وفقا لكتبنا الليتورجية. نسأل الله بشفاعة أمنا مريم العذراء أن يجعل هذه الترقية لمجده تعالى، ولخير الخور أسقف الروحي، وإعلاء شأن الكنيسة".
بعد الانجيل المقدس، ألقى سويف عظة قال فيها: "في هذا المساء نرفع آيات الشكر والتسبيح للرب على نعمة هذا اللقاء والاحتفال الذي من خلاله صديقنا واخونا المونسنيور نبيه معوض يتلقى درجة الخور أسقف التي منحه إياها بكل محبة وفرح البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، نشكر الرب على نعمة اللقاء تحت عنوان "يسوع المسيح"، رئيس الكهنة واحبار اعترافنا، رئيس الكهنة بمعنى أنه بذل نفسه من أجل أن يعطي الحياة للعالم الميت، فتجدد العالم بموته على الصليب وبقيامته على الأموات".
أضاف: "هذا الاحتفال هو رتبة الخورأسقفية التي هي بالأساس دعوة ورسالة من خلالها الأسقف يدعى كاهنا حتى يكون خوراسقف أي بشكل عملي وأساسي معاونا أساسيا للأسقف في خدمة الرعية، وطبعا ان الخدمة الاسقفية لا يمكن ان تكتمل إلا من خلال الخدمة المجانية وإلا فستكون وظيفة مسطحة فارغة من مضمونها، الخدمة الأسقفية والكهنوتية ان يعرف الإنسان المدعو الى الخدمة الإنسانية أن ينحني كل يوم كما انحنى المسيح وأطاع حتى الموت والموت على الصليب. هي انحناء لغسل أرجل التلاميذ وإلا فستصبح خدمة اجتماعية فارغة من مضمونها الأساسي، الخدمة الاسقفية والكهنوتية اساسها وروحيتها وميزتها الاساسية هي التواضع الناتج عن علاقة شخصية مع يسوع المسيح، أساس حياتنا مدبر حياتنا ، الذي أحب بدون حدود وأعطى دون حساب فما من حب أعظم من يبذل الإنسان نفسه فداءً عن أحبائه، بدون هذا الحب اللامحدود والعطاء لن يكون هناك قربان او كهنوت وتقدمة، ونحن مع هذا الكهنوت والقربان الذي يعتبر بالنسبة لنا هو يسوع كلمة الله المتجسد، الذي ما زال حتى الآن يقدم ذاته من اجل حياة وتجديد العالم".
وقال: "طبعا الأسقف والخورأسقف والكاهن هو إنسان علاقته الشخصية بالرب تثمر محبة للناس بدون استثناء، والذي علمنا هذا النوع من الحب هو يسوع المسيح الذي لم يميز بين انسان وآخر وفئة وأخرى وجمع الناس في قلبه، وجعل منا جميعنا عائلة واحدة ، نحن اليوم سعداء مع سعادة الغبطة والحنين مع اخوتنا الأساقفة والكهنة فرحين بالابرشية ، وبالجسم الكهنوتي ان نحتفل برتب الخورأسقفية لاخينا المونسنيور نبيه معوض ، المونسنيور نبيه اتكلم اليوم ليس لانك رفيق العمر والدرب من مقاعد الدراسة الى كل مراحل الخدمة ولكن حقيقة هو إنسان أعطاه الرب مواهب ونعم وازنين، وأعطى بمحبة وبإخلاص وبمجانية مطلقة بدون حساب، من بعد أن أنهى دراساته كنا في روما حيث كنا جوقة من الكهنة الجدد تم ارسالنا للتخصص من قبل المثلث الرحمة المطران انطون جبير ، وقال لنا عودوا لخدمة طرابلس ، وابرشية طرابلس وبكل امانة المونسنيور نبيه ابدى كل الاستعداد لخدمة الأبرشية وخدمة الكنيسة. بالمحطات المتعددة لا يمكنني إلا أن أذكر خدمته في دير كرم سدة حيث كان ينشئ فوجا جديدا نحو الكهنوت، بمحبة وبتميز والصراحة والقدوة والمثل، الى جانب ذلك والى جانب التخصص الذي ناله بالدراسات القانونية الكنسية والمدنية خدم الكنيسة بأعلى المستويات".
أضاف: "لا يسعنا سوى ان نذكر خدمته بالمحكمة في روما، وهو اليوم عميد كلية الحقوق في جامعة الحكمة وخدم الرعايا وقلبه ارتكز في طرابلس وفي رعية مار مارون في طرابلس الذي حضر فيها بمحبة وشهادة لانه آمن كما آمنا بدورنا ورسالتنا في قلب أبرشية طرابلس هذه الكنيسة الموجودة في هذه البقعة الشمالية في لبنان، هي كنيسة العيش المشترك، هي كنيسة المحبة والانفتاح هي كنيسة الحوار ، حوار الحياة اليومية ، ليس حول طاولة ولكن حوار باختبار الحياة فهناك صداقة بين الناس ، وتبادل ثقافي وروحي وفكري بين الناس ، انا اليوم بالتحديد اريد ان اقدم لكم شهادة حية حيث منذ صباح هذا اليوم امضيت وقتي كله مع سماحة مفتي طرابلس الشيخ محمد إمام بلقاء جميل جدا حيث زرنا بعض المسؤولين في لبنان ، وكانت فرصة ان اجتمعنا في السيارة نفسها وكان من اروع الساعات التي نعيشها معا، كمفتٍ ومطران للمدينة نفسها ، نتبادل المعرفة وثقافة بعضنا البعض من المصدر الاساسي بكل احترام ومحبة واصغاء محب الواحد للآخر، لنوضح ان محبة الله ومحبة الانسان وخدمته هي المشترك الذي يجمعنا ".
وتابع: "المونسنيور نبيه حضوره في طرابلس هو حضور شاهد لبناء السلام ، وثقافة الغفران وترسيخ المواطنة ، لا يمكنني الا ان اذكر ايضا ان المونسنيور في حقبة اساسية كان الوكيل البطريركي في روما الفاتيكان، وهو نائبنا القضائي حاليا في الابرشية امام كل المسائل القضائية لا يمكن لنا الا ان نطلب رأيه ويعطينا إياه بشكل انساني شهادة للمحبة والعدالة وخير الناس، مونسنيور نبيه نشكر الرب بهذا المساء المبارك لانه اعطاك هذه النعم ، نعمة الكهنوت التي تسعى ان تعيشها بنقاء ، وانت لديك مسعى ان تكون كاهنا نقيا في الفكر والقلب والاداء ، ضمير حي وانسان صادق وصريح ، فقد اقترنت الصراحة مع اسمك اينما ذكر ، وكما قال الرب يسوع آمنوا بالحق والحق يحرركم ، وطبعا بخدمة هذه الخور أسقفية سنعيش مع اخينا الحبيب نبيه الكهنوت الذي ينطوي تحت اجنحة الخدمة والوحدة مع بعضنا البعض ومع كل اخوتنا في الابرشية سنسعى لبناء المحبة والوحدة ، فما نفع الموعظة ان لم يكن هناك وحدة في قلب العائلة والجسم الكهنوتي".
وختم: "ما نفع ان نتكلم عن القيم ان لم نعيشها مع بعضنا البعض، بإذن الرب سنعيش هذا الكهنوت تحت ظل الانفتاح والشهادة ، هذا الكهنوت الذي يحتاجه لبنان اليوم ومجتمعنا، فهو كهنوت للفقراء والمتألمين الذين هم الأكثرية الساحقة في وطننا الحبيب المجروح لبنان ، هذا الكهنوت الذي نعيشه من وحي امنا مريم العذراء حيث نحتفل اليوم معنا في عشية عيد ميلادها ، العذراء مريم التي تعيننا لنعيش كهنوت الاصغاء لكلمة الرب الى الروح القدس ، كهنوت النعم امام مشروع الله وامام حاجة الناس، نبارك للمونسنيور نبيه لعيمار ولطرابلس وللابرشية ولكل الاصدقاء لزملائك في الجسم القضائي ، نشكر الرب الذي اعطاك النعم وكلنا ثقة ان هذه الرتبة الخورأسقفية مباركة وستعطي ثمارها في حياتك لنكون معك نشهد للقداسة ونمجد الرب في كل يوم من ايامنا ، له المجد والسجود الى ابد الآبدين ... آمين".
قبل المناولة، تلا المطران سويف صلاة المباركة بمنح رتبة الخوراسقفية للخوري معوض، واضعا يديه بمشاركة المطارنة على رأسه لمنحه البركة السماوية، ثم طاف المحتفى به مع بعض الكهنة بزياح في الكنيسة ماسحا جرن المعمودية بالميرون المقدس. بعد ذلك ألبس المرتسم ملابس الخوراسقفية " الغفارة" وصليب العنق والخاتم رمزا "لانتصار السيد المسيح على الخطيئة والموت"، كما وضع المطران سويف التاج على رأس معوض ومن ثم سلمه عصا الرعاية وسط الزغاريد ونثر الورود.
وقبل الختام كانت كلمة شكر للخورأسقف معوض قال فيها: "بداية، لا بد من شكر الله على هذه السنوات الستة والثلاثين التي قضيتها في خدمة المذبح والرب. أرجو أن تكون قد أثمرت خيراً وبركات واستفاد منها المؤمنون وآمل أن لا تكون قد ذهبت ضياعاً وسدى وأشكر أيضاً على ما غمرني به من نعمة إضافية وهي نعمة الرتبة الخور أسقفية".
أضاف: "أشكر العناية الإلهية على ما تعلمته من والدي الغائبين الحاضرين معنا اليوم، اللذين قدماني كاهناً لمذبح الرب. فأنا وإن كنت على ما أنا عليه الآن، فهو بنعمة صلاتهما وتضرعهما. منهما ومعهما تعلمت فرح العمل اليومي ومشقة الدنيا والإيمان المثمر بالعمل الصالح وطعم الحياة البسيطة الكرم والعطاء، الخدمة بفرح والمحبة نحو الغير الشفقة والرحمة، وأترحم أيضاً على شقيقي نزيه الذي غاب منذ سنة وهو الآن يشاركنا هذه الفرحة من عليائه. أشكر صاحب الغبطة والنيافة الكردينال مار بشاره بطرس الراعي الكلي الطوبى على منحي هذه الدرجة الخور اسقفية، متعهداً أمامكم أن أكون على قدر الثقة التي وضعها فيّ".
وتابع: "الشكر لصاحب السيادة المطران يوسف سويف، رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية السامي الاحترام، رفيق الدراسة في غزير وروما، والصديق الوفي، الذي منذ الأسبوع الأول لتوليه أبرشية طرابلس المارونية، عرض علي أكثر من مرة هذه الدرجة الخور اسقفية وكنت أتردد ، وفي النهاية قبلت كي لا أخسر صداقته ومحبته.
أشكر جميع الحاضرين من أساقفة وخور اسقفيين والأباء المدبرين من الرهبانيين اللبنانية والأنطونية، وكل الكهنة والرسميين من مدنيين وعسكريين قضاة ومحامي العدل والمحامين العاملين في المحاكم الروحية المارونية، ورؤساء البلديات والمخاتير واعذروني لعدم ذكر الأسماء".
شكر خاص ومن القلب لأبناء رعيتي مار مارون وكل الحركات والجمعيات العاملة فيها وكشافة مار مارون. أشكركم على محبتكم وتفانيكم وما قمتم به من أجلي. شکر خاص ومن القلب لتلفزيون تيلي لوميير ونور سات لنقله هذا الاحتفال ومساهمته في إيصال البشارة في كل مكان. كما أشكر كل من ساهم واشترك معنا في نجاح هذا الإحتفال من اللجنة المشرفة ومجلس الرعية والجوقة بقيادة الاستاذ نديم معوض، هذه الجوقة التي تزين كل احتفالاتنا الليتورجية، ولن أنسى أبناء ضيعتي عيمار، هذه القرية الجميلة التي بها ولدت وترعرعت. يكفيكم فخراً أن يكون يوحنا المعمدان شفيعكم هذا القديس الذي شهد واستشهد من أجل الحقيقة هو الذي قال لهيرودس لا يحل لك أن تأخذ إمرأة أخيك. هذا الموقف الشجاع والواضح والملتزم بالشريعة جعله في مواجهة الملك الذي كان مستعداً على التضحية بالكثير من أجل نزواته وكبريائه، حتى انه في النهاية قطع رأس يوحنا لهذه الأسباب ومع هذا لم يتراجع يوحنا ولم يساوم".
وختم: "ونحن من يوحنا شفيع قريتنا تعلمنا قول الحقيقة مهما كانت صعبة وقاسية. الكاتب كرم ملحم كرم يقول: "علمتني الحقيقة أن أكرهها فما استطعت"، اذا لم نقل نحن الكهنة الحقيقة فمن يقلها؟ للأسف هيرودس ما زال موجوداً في أيامنا. وهيروديا متوثبة حاضرة دوماً في كل زمان ومكان وسالومة ما زالت ترقص وتتمايل في معظم احتفالاتنا الدينية والاجتماعية والوطنية.باختصار كل مقومات قطع رأس يوحنا ما زالت حاضرة بيننا. فليباركنا ربنا يسوع المسيح ويغمرنا بنعمه الغزيرة بشفاعة أمنا مريم العذراء ومار مارون شفيع هذه الرعية ومار يوحنا المعمدان أمين".
بعد القداس الالهي، تقبل الخورأسقف الجديد التهاني من المشاركين، مع التقاط الصور التذكارية، فحفل كوكتيل و"هريسة" على شرف الحاضرين.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك