استُقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بشكلٍ عفوي في بلدة الباروك، حيث أكدّ أنّ "الولاء للوطن منتقص"، وتابع: نقول من أمام نصب كاتب النشيد الوطني "يجب أن نكون كلنا للوطن" وإيماننا نفسه مع سماحة شيخ العقل.
ومن المكتبة الوطنية في بعقلين، لفت شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى إلى "أننا نلتقي وإياكم بحضور زعامة وطنية راعية لهذا الجبل الحبيب ونخبة الوطن في رحاب سجن تحوّل إلى مكتبة"، متوجهاً للبطريرك الراعي بالقول: "زيارتكم اليوم خطوة مباركة إذ إنّها زيارة تأكيد على نهج المصالحة وتجديد لمسيرة العمل المشترك من أجل نهضة الجبل وتطلّعات الوطن في ظلّ التحديات الكثيرة".
وأضاف: "مصالحة الجبل التاريخيّة لم تكن ورقة تفاهم موقّعة من زعيم وبطريرك وشيخ وشهود بل كانت عهد الحكماء والأبطال الرجال وكانت عهداً من القلب إلى القلب يقول إنّ الجبل تاريخ والتاريخ لا يُمحى بحادثة هنا ومواجهة هناك"، سائلاً: "لماذا لا نتّحد لتعزيز الأمل بالمستقبل في ظلّ انهيار الدولة؟ ألا يستوجب الأمر مصالحة من نوع آخر؟ مصالحة على شكل مبادرات عمليّة لبناء المؤسسات وإقامة المشاريع المنتجة... ألا يجدر بنا أن نضع خطة استراتيجيّة للنهوض والاعتماد على أنفسنا؟".
وفي ما يتعلّق بالاستحقاق الرئاسي، أشار أبي المنى إلى أنّ "الحوار سبيل وليس غاية فلماذا لا ندعو إليه ونشارك به لإحداث خرق في جدار التعطيل سعياً إلى جمال التسوية النافعة المجدية؟".
بدوره، أشار الراعي إلى أن "الأساس في لبنان هو الوحدة في التنوّع فنحن معاً نشخّص مشكلتنا، ونبحث عن العلاج لمَا نُعانيه وهذا ما نصبو إليه مع شيخ العقل وذوي الإرادة الحسنة، ولن نتراجع عن هذا العمل لأنّه واجبٌ وطنيّ علينا"، مضيفاً "صحّة لبنان من صحّة الجبل وهذه مسؤولية مشتركة تقع على عاتقنا جميعاً كلمة مصالحة تتطلّب أعمالاً ومبادرات وعلى عاتقنا مسؤوليّة مشتركة لنعمل معاً من أجل وحدة شعبنا وهذا لن أتراجع عنه".
بعد ذلك، تابع البطريرك الراعي جولته ووصل إلى المختارة للقاء النائب السابق وليد جنبلاط ونجله النائب تيمور جنبلاط.
وقال وليد جنبلاط: "صاحب الغبطة، اسمح لي ببعض الملاحظات... نُثمر عالياً كل الجهود التي تقومون بها من أجل حلّ معضلة الرئاسة وتأييدكم للحوار رغم العقبات المتعدّدة"، مضيفاًَ: "المصالحة تكرّست بالرغم من بعض أصوات النشاز التي تصرّ على نبش القبور وتنسى صفحات العيش المجيدة للوطن والجبل عبر قرون".
بدوره، شدّد البطريرك الراعي على أنّ "هذا اليوم تاريخيّ وأتينا لكي نُحيي مرة أخرى المصالحة التي قمتم بها مع البطريرك صفير وأردتما أن تشمل جميع اللبنانيين"، مؤكّداً ألا مصالحة من دون مصارحة.
وأضاف: "لبنان أصبح غريباً عن ذاته ولا يُمكن أن يستمرّ في هذه الحالة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك