كتبت لارا يزبك في "المركزية":
في آخر مواقف حزب الله الرئاسية، رأى نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم أن "للاستحقاق طريقين لا ثالث لهما من أجل انجازه، الأول هو الحوار والتفاهم تمهيداً لجلسات نيابية تؤدي إلى انتخاب الرئيس، وهذا ما طرحه أخيراً الرئيس نبيه بري من أجل أن يكون الحوار معبراً للإنتخابات، وهذا أمر جيد في ظل انسداد الافق وفي جَو حَضَر فيه النواب 13 مرة إلى المجلس ولم يفلحوا بانتخاب الرئيس، ولعل الحوار يكون باباً من الأبواب المؤثرة بإنجاز الاستحقاق. والطريق الثاني خشية أن يطول الفراغ والنقاش حول الحوار وأن تكون بعض الحوارات طويلة، يتمثل في أن يكون هناك تقاطع حول شخص الرئيس الذي يتمتع بمواصفات، يعني اننا نذهب بالتقاطع على شخص الرئيس من دون شروط أو شروط مضادة وحوارات طويلة، خاصة انّ الشروط التي نريدها هي ثلاثة أساسية موجودة ومتوفّرة في شخص سليمان فرنجية، فهو يمتلك أولاً الانفتاح على الجميع وعدم تكريس الاصطفافات للمرحلة المقبلة. وثانياً، له رؤية سياسية واضحة باستقلال لبنان وتحريره ومقاومته للعدو الاسرائيلي وعدم الاستسلام لمطامع العدو. وثالثا، الاستعداد لإنجاز خطة اقتصادية إنقاذية في إطار المجلس والانفتاح على الشرق والغرب وجميع الافرقاء". أضاف: الوقت ثمين والسرعة مطلوبة والخيارات ليست مفتوحة، وطول الوقت لن يأتي بالمعجزات.
بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية" فإن ما قاله قاسم، يبدو موجّها في شكل اساسي الى التيار الوطني الحر. ففي وقت الحوار الذي يطرحه الرئيس بري، او المبعوث الرئاسي جان ايف لودريان الذي عاد الى بيروت في الساعات الماضية، لن يُبصر النور، بفعل رفض القوى المعارِضة المشاركةَ فيه، فإن الحوار الآخر الذي يدور اليوم في الكواليس، يحصل بين حليفي "مار مخايل". وهنا، يبدو الرجل الثاني في حزب الله، يُبلغ بشكل ملطّف، الوطنيَ الحر، ان هذا النقاش سيطول فيما "الوقت ثمين والسرعة مطلوبة"، وبالتالي من الافضل الذهاب فورا الى خيار رئيس تيار المردة وانتخابه. وقد حاول قاسم إقناع رئيس التيار الوطني النائب جبران باسيل، من جديد، بمزايا فرنجية، "الذي يتمتّع بالشروط التي نريدها"، على حد تعبيره.
ويأتي هذا الكلام، في حين دلّ الاجتماع الاول الذي عقد بين وفدي التيار والحزب للبحث في اللامركزية التي يطلبها الفريق البرتقالي، على ان ثمة تباعدا لافتا في وجهات النظر بين الطرفين، وقد تم تحديد الاجتماع الثاني الذي ستعقده اللجنة المشتركة، غدا الاربعاء بعد اجتماع اول عقدته الجمعة الماضي. وهذه الفترة الزمنية "غير القصيرة"، الفاصلة بين اللقاءين، تؤكد ان الاتفاق ليس وشيكا بل على العكس. عليه، يعتبر الحزب ان من المفيد اكثر، ان يدعم "لبنان القوي" ترشيح فرنجية، بغض النظر عن "اللامركزية" و"الصندوق"... على الارجح، هذا المطلب "اليائس" مستحيل، الا اذا كان الحزب سيعطي باسيل بعيدا من الاضواء ومن تحت الطاولة، ما يغريه ويدفعه الى انتخاب رئيس المردة بعيدا من "اللامركزية" والصندوق الائتماني"، تختم المصادر.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك