أقام مركز بسكنتا في منطقة المتن الشمالي في القوّات اللبنانيّة قدّاساً إلهياً لراحة أنفس شهداء المقاومة اللبنانية في دير مار ساسين للراهبات المارونيات، برعاية رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعحع ممثلا بعضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب رازي الحاج، لمناسبة مرور 41 عاما على استشهاد الرئيس بشير الجميل ورفاقه.
ترأس القدّاس الأب الرئيس شربل شاهين وعاونه كل من الأب بشارة النجّار، الأب بطرس أبو خليل والأب ميشال الخوري حنّا، وحضر الذبيحة الإلهية النائب ملحم الرياشي، النائب السابق إدي أبي اللمع، رئيس بلدية بسكنتا جورج العلم وأعضاء المجلس البلدي، الرئيس السابق لمجلس القضاء الأعلى القاضي غالب غانم، مخاتير، رئيس قسم بسكنتا الكتائبي سيمون أبو حيدر، رئيسة دير مار ساسين للراهبات المارونيات تيريز حبيب، رئيس جهاز الشهداء والمصابين والأسرى شربل أبي عقل، مُنسّق المتن بيار رزّوق، رئيس المركز بيار شتت، بالإضافة الى عدد من رؤساء مراكز المنطقة، مديرو مدارس، رؤساء جمعيات وحشد من المحازبين وأهالي بسكنتا ومدعوين.
وألقى شتت كلمة مركز بسكنتا، قال فيها: "نسمة صنينيّة عابقة بعنفوان البشير تلامس معراب تحيةً للقائد سمير. نحن اليوم كما كنّا دائماً نواجه حربين: حرباً من الغرب تقتل الروح باسم المادية، وحرباً من الشرق تقتل الجسد باسم الدين. فللبعض من الغرب السائبين لأفكار الضلال نقول: تمهّلوا قبل أن تقتربوا، أنظروا جيداً وتمعنوا، فأعمدةُ إيماننا ثابتةٌ كحجارة أديارنا لا يزعزها فسادكم وصفقاتكم. وللبعض في الشّرق الطامعين الغاصبين نقول: إفتحوا كتب التاريخ، أولستم تقرأون؟ أم تراكم لا تجيدون؟ أسلافكم قبلكم حاولوا فما استطاعوا، خطّطوا لإخضاع المتن من بابه العالي، أرادوا أن تكون من صنين البداية فكانت صنين قبراً لهم والنهاية. هون كنّا عم نصلّي والمدفع كان عا هيدي التلة.. هون أبطالنا صدّوا العدوان وشربوا كاسك مقفى يا لبنان. أما لأبطالنا الجُدد أولادنا فلذات أكبادنا فنقول: إبقوا هنا لا تهاجروا، تعلّقوا تشبّثوا لا تهاجروا أثمروا وأكثروا واملأوا أرضَ لبنان، إنها كنزكم ولكم فيها وديعة إيمان أجدادكم، فيها رُفاتُ قدّيسيكم وشهدائكم، فيها عرقُ جبين أهاليكم كونوا حراساً لها، في الحرب وفي السلم لها، كونوا لها الضحكات كونوا لها الوقفات، كونوا لها أرزات، كونوا لها قوات قوات قوات."
أما رزّوق، فقال: "من جبل صنين حامي أرض لبنان، والشاهد على تاريخه ونضاله، جبل أرز الرب، وهو حامي لبنان في بلدة لا بل مدينة بسكنتا، وهي حجر الزاوية في هذا الجبل. من بسكنتا أرض الأبطال والرجولة والعنفوان التي أحبها بشير، ومشى عليها وكان دائماً يقول صمودكم في هذا الجبل هو الذي يحمي لبنان. ومن هنا ذهب أبطالنا إلى زحلة الصامدة عروس البقاع وماتوا في الجرود مغمورين بثلجها الأبيض."
وأضاف: "من أجلهم نحن اليوم هنا لنكون أوفياء لدمائهم. وبعدما إستشهد بشير، وهو واقف متل الرمح، جاء بعده 60 ألف بشير، واستمرت القضية مع رفاقه، واليوم القائد الحكيم هو حامل المشعل لكي يتابع رسالة بشير. رفاقنا الشهداء لم يموتوا بل إنتقلوا إلى السماء لكي يرافقونا ويتطلعوا إلينا من فوق. هم لم يموتوا لأننا ما زلنا هنا نستمر في النضال والمقاومة، لكي نحقق حلمهم وحلم البشير. وعندما نتراجع عن حمل قضيّتهم عندها يموتون، لكننا بالتأكيد سنبقى هنا وهم سيبقون معنا. لا تخافوا يا رفاق من هذه الأيام الصّعبة التي نمر بها، لأننا عشنا أياما أكثر صعوبة، ولم نركع، وبقينا واقفين، مع روح البشير ومشعل الحكيم. هذا الليل سينجلي وهذا القيد سينكسر، وشمس صنين الساطعة ستشع نوراً علينا وعلى لبنان."
بدوره، ألقى الرياشي كلمة جاء فيها: "انه عيد الصليب وبهذه العلامة انتصرنا وسوف ننتصر، تحية لبسكنتا وشهدائها وشهداء هذا الجبل، الذين يحضرون معنا من سفح صنين. تحية لهم في يوم الصليب ولرئيس الشهداء البشير في يوم الصليب. هذا الصليب الذي تحوّل من أداة إدانة، إلى رمز العدالة، ومن أداة للموت إلى رمزٍ للحياة وللقيامة. لا تخافوا فإن الزمن الآتي سوف يُكتب بحبر الشهداء وبالإنتصار الأكيد.
بعدها ألقى الحاج كلمة قال فيها: "من معراب لبسكتنا تحية من رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع لكل فرد منكم. إسمحوا لي أولاً أن أشكر رئيسة وجمهور دير مار ساسين لاستقبالنا لإقامة هذا القداس لأن السماء قريبة يسمعنا شهداؤنا ونسمع منهم وصيتهم للصمود في هذه الأيام الصعبة."
وأضاف: "عندما قالوا طريق القدس تمر بجونيه كان أولها في صنين ولأن صنين لم تسقط سقط مشروع ان يكون لبنان وطناً بديلاً وبقي لبنان للبنانيين. واليوم نكرر ونقول لهم من جديد: لأن لبنان لن يكون يوماً ممراً ولا مقراً لطهران، سيبقى لبنان مرة أخرى للبنانيين وسننتصر مرة أخرى. بكل محبة، في السياسة قد نختلف ولكن لا يجوز أن نختلف على تفسير الدستور، بكل محبة قد تكون لدينا آراء مختلفة حول كيفية إدارة البلد ولكن لا يجوز أن نسكت عن فريق يعمل على تهديم البلد. لبنان له دستوره الواضح وآلية واضحة لانتخابات رئيس للجمهورية ونحن علينا تطبيق الآلية الدستورية ونحن سنبقى واقفين في وجه الفراغ لأننا لن نقبل بأن يقفز أحد فوق الدستور ويفرض علينا الرئيس الذي يريده. نحن هنا في وجه الفساد لأننا نريد بناء دولة، هذه الدولة التي تمكن الرئيس الشهيد بشير الجميل في 21 يوماً أن يجعلها واقعاً لأنه لم يقل أنا انتصرت وهذا يعني أن أخصامي انهزموا وسأجعلهم يعيشون أهل ذمة بل قال: أنا انتصرت يعني أن مشروع الدولة انتصر، أي أن كل اللبنانيين انتصروا أي لبنان الـ 10452 كلم مربّع سيبقى منتصراً وموحَّداً. كما أكد الرئيس بشير أن بناء الدولة الفعلية هو هيبة وقرار ونريد رئيساً لديه هيبة وقرار لا رئيساً ينفّذ مطالب الذين أوصلوه وفرضوه علينا. هذا هو الرئيس الذي نريده".
وأضاف الحاج: "آن الأوان لوضع الامور في نصابها الحقيقي ولم يعد بالإمكان الكذب على بعضنا والإستمرار بالمراوغة والمساومة على بعضنا بل علينا أن نقول الحقيقة كاملة كما علّمنا الرئيس المؤسس الشيخ بشير الجميّل، والحقيقة الكاملة نقولها من بسكنتا التي كما هي مدينة الأدباء والشعراء والمثقّفين، وهي أيضاً مدينة الأبطال والمقاومين والشهداء والشرفاء، وستبقى بسكنتا هكذا كما عرفناها ومعها قضاء المتن وكل لبنان، ولا يعتقدن أحد أنه قادر على التخفيف من عزيمتنا أو يأخذنا بالتهديد والترهيب والقتل."
وختم الحاج: "من بسكنتا إلى عين إبل إلى الكحالة وعين الرمانة وإلى كل مناطقنا، نحن صامدون في وجه الفراغ والفساد والإرهاب والسلاح لأن بلدنا بلد الحرية وسيبقى."
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك