كتب داني حداد في موقع mtv:
يواصل الموفد القطري الأمني لقاءاته في لبنان، وهي تشمل، بعيداً عن الإعلام، شخصيّات سياسيّة وأمنيّة. ولكن، هل تؤشّر هذه الاجتماعات الى أنّ تقدّماً حصل في الملف الرئاسي؟
بات واضحاً أنّ الطريق الرئاسي أمام مسارين اليوم: إمّا المماطلة لأشهرٍ عدّة، وتحديداً الى ما بعد كانون الثاني المقبل الذي سيشهد خروج العماد جوزيف عون من قيادة الجيش، انطلاقاً من رهان البعض على أنّ هذا الخروج سيُضعف حظوظ عون، وإمّا الضغط لبلوغ حلٍّ قبل هذا التاريخ. وأصبح معلوماً أنّ هذا الضغط يمارسه القطريّون انطلاقاً من تأييدهم العلني لقائد الجيش.
إلا أنّ بعض المراقبين يطرحون سؤالاً عن هذا الدور، إن كان هدفه تعبئة الوقت، بانتظار أوان التسوية، أم أنّه يهدف فعليّاً الى الإسراع في انتخاب رئيس.
في مقابل الدور القطري الذي يتوسّع، سينحسر الدور الفرنسي الذي تعثّر منذ تدخّله داعماً سليمان فرنجيّة، من دون توفير ظروف وصوله، حتى بلغ هذا الدور اليوم حائطاً مسدوداً، وبات الموفد الفرنسي جان ايف لو دريان يأتي الى لبنان ويرحل عنه من دون أيّ تأثير، حتى أنّ حماسة السياسيّين اللبنانيّين للقائه تراجعت.
وبين فرنسا التي تعثّرت وقطر التي أقدمت، تعتمد السعوديّة سياسة الغموض البنّاء، حتى أنّ النوّاب اللبنانيّين الذين التقوا المستشار السعودي نزار العلولا في باريس عادوا كما ذهبوا، من دون الحصول على موقفٍ سعوديّ واضح، مكتفين بالقراءة، قدر الإمكان، بين السطور. وممّا لا شكّ فيه أنّ السعوديّة تُعتبر رابحة حتى الآن في مقاربتها للملف الرئاسي، حيث أصبح تدخّلها مطلباً لبنانيّاً يشمل أيضاً ما كان يُعرف بفريق ٨ آذار.
ولا يغيب الملف الرئاسي عن حركة السفارة المصريّة في بيروت، حيث يعقد السفير ياسر علوي لقاءات مع سياسيّين لبنانيّين لمتابعة هذا الملف، في وقتٍ جرى بحثٌ في إمكان تحديد موعد لزيارة وزير الخارجيّة المصري سامح شكري الى بيروت، إلا أنّ الجانب المصري رأى أنّ ظروف نجاح أيّ مسعى لم تنضج بعد.
تبقى الولايات المتحدة الأميركيّة من خارطة الاهتمام الخارجي بالملف الرئاسي اللبناني، ضمن إطار اللجنة الخماسيّة التي اجتمعت في نيويورك. يبرز هنا خلافٌ واضح بين الموقفين الأميركي والفرنسي، وهو ظهر في الاجتماع، في وقتٍ تدعم الولايات المتحدة الاميركيّة الجهود القطريّة، ما يُفسّره البعض أيضاً دعماً لوصول قائد الجيش.
نحن في سباقٍ إذاً بين إيجاد حلٍّ رئاسيّ قبل انتهاء ولاية قائد الجيش أو بعدها. وفي الأثناء، هناك من ينصح بإبقاء العين على حقل قانا وكميّات الغاز التي ستتوفّر فيه. هو أيضاً عنصر فاعل في ملف الرئاسة الشاغرة منذ 11 شهراً.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك