جاء في "أخبار اليوم":
تتابع روسيا عن كثب الحرب الدائرة بين اسرائيل وحماس، وهي على اتصال مع إسرائيل وفلسطين والدول العربية في ما يتعلق بتفاقم الوضع.
وفي هذا الاطار، قال ميخائيل بوغدانوف (الممثل الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للشرق الأوسط وأفريقيا): "تصعيد الصراع كان بمثابة مفاجأة لموسكو، وإنها لو كانت تتوقعه لما سمحت به".
علما ان موقف موسكو ثابت من الأحداث الفلسطينية، وهو أن حل النزاع المستمر منذ 75 عاما لا يمكن حله سوى بالدبلوماسية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ضمن حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ولكن هل من تقييم اولي؟!
اعتبر مصدر ديبلوماسي قريب من موسكو ان حماس نسخت خطة الهجوم الأوكرانية على روسيا والتي كانت تنوي كييف تنفيذها في آذار 2022 لو لم تسبقها الضربة الروسية. ولفت الى ان كييف كانت قد وضعت الخطة الآتية:
- إنزال القوات باستخدام المظلات في الجزء الخلفي من منطقتي دونيتسك ولوغانسك؛
- اختراق دفاع فرق الهجوم،
- ارسال العديد من المجموعات التخريبية التي تم تدريبها على يد الإنكليز، عبر الممرات.
لم تنجح اوكرانيا وقتذاك في تنفيذ خطتها لكن حماس تمكنت من تبني هذا التكتيك حسب الظروف المحلية ونظمت انطلاقة عملية "طوفان الاقصى".
ونقل المصدر عينه عن خبراء عسكريين روس ان هجوم حماس اظهر أزمة النظام في الجيش الإسرائيلي، حيث تبين ان غالبية أفراد الجيش هم من جنود الاحتياط وهم في الحقيقة غير موجودين على الارض لأنهم يحتاجون إلى وقت كي يستعدوا للقتال. كما أنهم لا يتلقون التدريب الكافي ويفتقرون إلى الخبرة والحافز، الامر الذي ادى الى غياب الجنود المحترفين في المواقع عند الحاجة إليهم وبالتالي لا يستطيع الإسرائيليون مقاومة الاستخدام المكثف للصواريخ والقوات البرية لأن نظامهم الدفاعي مصمم لتوجيه ضربات عالية الدقة أو عمليات برية ضد مجموعات صغيرة نسبياً.
وانطلاقا من هذا الواقع الميداني، رأى المصدر الديبلوماسي ان إسرائيل بين السيئ والأسوأ، حيث انها باتت أمام خيارين: البدء بعملية برية في غزة أو تقديم تنازلات في المفاوضات مع الفلسطينيين.
وقال: من المؤكد أن العملية البرية ستكون كارثة على غزة، لكن ايضا الإسرائيليين سيتكبدون خسائر فادحة في صفوف جنودهم وعرباتهم المدرعة نتيجة القتال في منطقة مدنية. وقد يؤدي أيضاً إلى مشاركة أوسع للأطراف الفلسطينية والإقليمية الأخرى.
وفي السياق عينه اعتبر المصدر ان المفاوضات سيكون لها تأثير سلبي على المجتمع الإسرائيلي اذ انها بمثابة اعتراف بضعف اسرائيل وعدم قدرتها على مقاومة "التهديد العربي".
وردا على سؤال، اعتبر المصدر ان العملية البرية في غزة يمكن أن تتحول إلى كابوس بالنسبة الى الجيش الإسرائيلي، لافتا الى ان النقطة الأساسية في خطة حكومة تل ابيب هي تسوية غزة بالأرض، اذ وبصرف النظر عن الجانب الإنساني، فان المنطقة المستهدفة شاسعة وليس هناك ما يضمن أن اسرائيل ستدمر حماس أو المقاومة الفلسطينية بشكل عام.
وهنا ذكر المصدر بمعارك ستالينغراد حيث في مثل هذه "المنطقة يمكن للجنود العثور على مواقع دفاعية ولكن من الصعب استخدام الدبابات والمركبات المدرعة" وهي التي تشكل الجزء الرئيسي من الهجوم الإسرائيلي.
وخلص المصدر الى القول، على الرغم من الحصار الذي اعلن عنه وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت، الاثنين، بفرض حصار كامل على قطاع غزة، فانه لا يزال لدى حماس إمكانية الوصول إلى مصر. لذا، لمنع الإمدادات المحتملة من هناك، ستعمد إسرائيل الى عقد صفقة مع القاهرة، لكنها ستكون صعبة إذا قام الإسرائيليون بتدمير غزة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك