عقدت وزيرة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية كاترين كولونا مؤتمرا صحافيا في قصر الصنوبر، في حضور مديرة دائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في الخارجية الفرنسية السفيرة آن غريو، والسفير الفرنسي في لبنان هيرفي ماغرو وعدد من المستشارين، إضافة الى حشد من الاعلاميين.
وقالت كولونا: "زرت المنطقة وذهبت الى تل أبيب والقدس والقاهرة صباح اليوم والآن أنا في بيروت. جئت بطلب من رئيس الجمهورية الفرنسية لأن الوضع مقلق لا بل خطير. في نهاية هذه الجولة أود أن أطلق من هنا نداءً بالمسؤولية والتحكّم بالنفس. كنت أمس في إسرائيل حيث تعرض آلاف المدنيين لأعمال إرهابية مروعة لا مبرر لها، اسرائيل تعرّضت لهجوم إرهابي لا سابق له في تاريخها، ولا شك أنه تم التحضير والتخطيط والتنظيم لهذا الهجوم إضافة الى التجاوزات وجرائم القتل الجماعية التي حصلت، وهناك 19 فرنسيا قتلوا في هذه العمليات الارهابية، ورجال ونساء وأطفال قد أخذوا رهائن، وهناك العديد من مواطنينا الفرنسيين رهائن، وانا أطالب بإطلاق سراح كل الرهائن من دون تأخير ومن دون شروط".
وأضافت: "في هذه المأساة المروّعة تقف فرنسا الى جانب إسرائيل التي يحق لها الدفاع عن نفسها باحترام القانون الدولي ومع السهر على حماية السكان المدنيين، ان المدنيين ليسوا مسؤولين عن الوضع الحالي، لا يجب أن نخلط بين حماس والشعب الفلسطيني باكمله. وتكلمت عن هذه الضرورة مع كل الذين تكلمت معهم في إسرائيل ومصر، ولقد أعلنت في القاهرة عن مساعدة يقيمة 10 ملايين يورو لمصلحة وكالات الأمم المتحدة الانروا وبرنامج الاغذية العالمي، الصليب الأحمر والمنظمات غير الحكومية الإنسانية لمساعدة مباشرة للشعب الفلسطيني".
وقالت: "هناك جهود جارية لفتح ممر إنساني لتصل مساعدة الأمم المتحدة الى غزة والى المدنيين الذين يحتاجون إليها. هذه المساعدة جاهزة وتنتظر فتح معبر وهذا أمر ملح.
وأقول أخيرا بشكل رسمي كل المدنيين يجب أن يتمكنوا من مغادرة غزة اذا أرادوا ذلك، ولا يمكن لحماس أن تأخذ الشعب رهينة. اذا أولوياتنا هي وصول المساعدات الانسانية وحماية المدنيين واحترام القانون الدولي الانساني".
ورأت "أن هناك حالة طارئة إنسانية وديبلوماسية، وعلينا أن نفعل كل ما هو ممكن لتفادي اشتعال الاوضاع، لقد قلت ذلك مرات عدّّة، والسبب الأساسي لزيارتي هو استمرار العمل لتفادي اشتعال يمكن أن يطال المنطقة باكملها، وفرنسا تعمل على ذلك من اليوم الأول، ونحن نجري اتصالات متكررة مع دول المنطقة ومع شركائنا من الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ونمرر كل الرسائل الضرورية ونريد ان تلتقي كل الرسائل التي توجهها الدول لتحقيق هذا الغرض، ولهذا السبب أنا في لبنان اليوم جئت الى لبنان للتذكير بحرصنا على هذا البلد ودعمنا لاستقرار لبنان وأيضا لأقول لكل وضوح انه ما من مجموعة يجب أن تعتقد أنه بامكانها محاولة استغلال هذا الوضع، وهذه رسالة واضحة. وعلى المسؤولين اللبنانيين أيضاً ان يتحملوا مسؤولية في هذا المجال لتفادي أن ينجر لبنان قسرا الى مثل هذه المسألة لأن الوضع لا يحتمل، هذا نداء للعقل للمسؤولية ولضبط النفس، ولا يجب أن ينجر لبنان وأن اي انزلاق قسري وعن غير عمد لا يمكن أن يكون في مصلحة أحد. فرنسا تأخذ الوضع الحالي بكل جدية ولن نألو جهدا لتفادي تدهور الوضع ولاعادة الهدوء لأن هذا ضروري. وهذا هو نداؤنا من أجل ان يكون هناك حس بالمسؤولية، وان تلتقي كل الجهود لتحقيق هذا الأمر".
سئلت ليس هناك أي إدانة للمجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين في غزة؟
أجابت: "لم تسمعوا بشكل جيد، فلقد قلت بأن لإسرائيل الحق بالدفاع عن نفسها ولكن واجبها أن تفعل ذلك باحترام القانون الدولي والقانون الدولي الانساني، مما يعني عدم قصف المدنيين وحمايتهم".
ورداً على سؤال حول عدم فتح معبر رفح كما كان متوقعا أجابت: "لا يمكنني الإجابة على هذا السؤال، ولكن ما لاحظته هو ان الأمم المتحدة قدمت اقتراحات، وهي مستعدة لإدخال المساعدات الطبية من دواء واحتياجات أساسية والأمم المتحدة تعمل مع السلطات الإسرائيلية ميدانيا وكما تعمل مع مصر وهي تعمل لحماية المدنيين وتقديم المساعدة.
أما بالنسبة للشق الثاني فلدينا مواطنون فرنسيون غالبيتهم في جنوب القطاع الان، ونريد لهم ان يخرجوا في أسرع وقت ممكن، ونقوم باتصالات وعددهم مع اسرهم أكثر من مئة شخص. وطبعا نحن نتوجه للأمم المتحدة للمساعدة في إخراجهم".
وحول ما اذا كانت تحدثت مع السلطات الإسرائيلية عن أمن الصحافيين العاملين في المنطقة، قالت: "ان الصحافيين من الأشخاص الذين طلبنا حمايتهم، فاحترام الصحافيين واحترام المهنة التي هي خطرة في كثير من الاحيان. نحن قلنا ذلك علنا في المحادثات وفي وسائل الاعلام، اعتقد مرة أخرى بأنه يجب أن تنصب جهودنا بالسماح بوصول المساعدات الانسانية لغزة، والسماح لمن يريد مغادرتها، واحترام حماية الصحافيين في ممارستهم لعملهم".
ورداً على سؤال حول الصمت على جريمة الابادة في غزة ولماذا تمنع فرنسا المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين؟
أجابت: "ان كل هذا يحصل بعد الفظائع وجرائم القتل المتعمد، لقد رأيتم الصور وتعرفون ماذا حصل وما حصل، وحماس مسؤولة عن هؤلاء القتلة".
ورداً على سؤال حول هل سيتمكن لبنان من تفادي التوترات والحرب؟
قالت: "يجب أن يحصل ذلك، والرسالة التي نقلتها للسلطات اللبنانية ذكرت بحرصنا على لبنان واستقراره ومحبتنا لهذا البلد وهذا موقف ثابت، ولبنان بمساعدة أصدقائه يجب أن يفعل كل ما بوسعه للبقاء بمنأى عن هذه الدوامة ولكي لا تحصل هذه الحرب".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك