أقام "حزب الله" وقفة لنصرة غزة والمسجد الأقصى، وتضامناً مع المستشفى المعمداني والشهداء والجرحى، في الساحة الممتدة من مستشفى بعلبك الحكومي وصولا إلى "ساحة القسم" على ضفاف نهر رأس العين، بمشاركة حشد تقدمه النائبان الدكتور علي المقداد ورامي أبو حمدان، مسؤول منطقة البقاع الدكتور حسين النمر، المسؤول التنظيمي لحركة "أمل" في إقليم البقاع أسعد جعفر، رئيس قسم الصحة في قضاء بعلبك الدكتور علي هزيمة، مديري المستشفيات الحكومية والخاصة والطواقم الطبية فيها، رئيس بلدية بعلبك بالتكليف مصطفى الشل وأعضاء المجلس البلدي، رئيسي البلدية السابقين العميد حسين اللقيس وهاشم عثمان، مديري الجامعات والمدارس، علماء وفاعليات دينية، ممثلي الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية، وفاعليات نقابية وبلدية واختيارية واجتماعية.
استهل اللقاء مسؤول قسم الإعلام في البقاع مالك ياغي، فقال: "نجتمع اليوم لنعبر عن تضامننا مع الشعب الفلسطيني المقاوم، وخصوصا مع غزة وشهدائها وجرحاها، ومع شهداء الاعتداء الوحشي الهمجي الصهيوني الذين ارتقوا بالأمس شهداء في المستشفى الأهلي المعمداني، فتحية إجلال وإكبار لأرواح الشهداء الأبرياء المظلومين، والخزي والعار لهذا الكيان الصهيوني الغاصب المدعوم من الشيطان الاكبر أمريكا والدول المتخاذلة عربيا ودوليا".
وألقى عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب المقداد كلمة "حزب الله"، فقال: "عند عتبات الدم المسفوك نقف لنرى خارطة الجرح الفلسطيني مسيجة بخطابات التنديد التي ما أوقفت النزف يوما، نشاهد آخر فصول الحضارة الغربية على مسرح العروبة المنتهية الصلاحية، والمتناهية في الصغر إلى حد العمالة".
وتابع: "نقف أمام هول الجريمة التي فاقت النازية والفاشية بمجازرها. يا أيها العالم حدق ماذا ترى؟ أشلاء منتشرة للأطفال والنساء والشيوخ والمرضى، ومستشفى أضحى مقبرة جماعية، وحناجر تصرخ واعروبتاه، وأعرابا نائمين في حضن بايدن ويسامرون الصهاينة طمعا في تطبيع ذليل. ماذا نرى؟ نحن نستعرض مسلسل الإبادة الجماعية، ونهتف ونستنكر، ثم ماذا؟ الدم الفلسطيني يسيل أنهاراً، ونحن نندّد".
وأردف: "يا حكام العرب الزاحفين نحو التطبيع، هل شاهدتم أطلال المستشفى المعمداني؟ هل شاهدتم هذا الطفل الذي يلقن الشهادة لأخيه؟ ويا أشباه الحكومات، هل بات الاستنكار جريمة؟ هل من مكان لشيء من الحياء في وجدانكم؟ ويا أحرار العالم هذه فرصتكم، وهذا أوان الطوفان".
وأضاف: "نحن هنا نقف أمام هول الفاجعة، ونقول لأهلنا في غزة نخجل أمام جليل صبركم وعظيم تضحياتكم، نخجل أننا لسنا عندكم ومعكم وبينكم، والله إننا على استعداد كأطباء وممرضين بأن نكون في خدمتكم إذا طُلب منا الذهاب إلى غزة لنشارك في العمل الطبي، ونحن لن نتوانى لحظة واحدة عن نصرتكم".
وتوجه إلى الشعوب العربية: "لا تتركوا الشعب الفلسطيني وحيدا، ولا تنتظروا من الحكام الخانعين موقفا مشرفا وضمائرهم في غياهب الجب ولن تجد من يدلو بدلوه لسحبها، ولا تصدقوا الغرب المتأمرك ولا الأمم المتحدة فالدم الفلسطيني يأبى إلا ان ترفرف راية النصر فوق قبة الأقصى، وإن الوقت قد حان، وما هي إلا قرابين قدمت لأجل التحرير، ويرونه بعيدا ونراه قريبا وما النصر الا من عند الله العظيم الجبار".
وختم المقداد: "من هنا من مدينة المقاومة وشمسها، نبعث بهذه الرسائل إلى بايدن الذي أتى بقده وقديده إلى الكيان الصهيوني، ليعبر عن خالص وأصدق الدعم لهذا الكيان، أظهرت اليوم بأنك فعلا الإرهابي رقم واحد في العالم بدعمك لهذا الإجرام، وهذا ليس غريبا عنكم وعن سياساتكم، ونقولها بأعلى الصوت بأن البارجات الحربية التي أتيت بها مع وزراء دفاعك وخارجيتك لن ترهبنا ولن تثنينا عن القيام بواجبنا تجاه أغلى وأقدس أرض. وإلى العرب نقول: كل قطرة دم تسقط في غزة أنتم شركاء في سفكها إذا بقيتم تتعاملون مع هؤلاء الوحوش بهذه الطريقة الخانعة. فلسطين أكبر من وطن، واكبر من قارة، وأكبر منكم جميعا".
وتحدث مدير مستشفى "دار الحكمة" النائب السابق الدكتور جمال الطقش باسم المستشفيات الخاصة، معتبراً أن "مجزرة المستشفى الأهلي في غزة تذكرنا بتاريخ هذا العدو الصهيوني، من دير البلح إلى دير ياسين وصبرا وشاتيلا وقانا وغيرها من الجرائم التي يندى لها جبين الانسانية، والمدعومة من الإدارة الأميركية، ضاربة بعرض الحائط الشرائع الانسانية وكل القوانين الدولية التي تحمي حقوق الإنسان".
وتابع: "نشد على أيدي الطاقم الطبي والدفاع المدني في غزة، الذين سقط منهم العشرات من الشهداء والجرحى، ولكنهم استمروا في عملهم الإنساني بالرغم من النقص الفادح في المواد والأدوية ومقومات العمل في المؤسسات الصحية".
وطالب المؤسسات الإنسانية في العالم، وفي العالم العربي والاسلامي خصوصا، التحرك الجاد لإرغام المحتلين الصهاينة على وقف قصفهم الجائر للمدنيين في غزة التي لم يبق فيها أي شكل للحياة إلا المقاومة. كما نطالب بإدخال كافة المساعدات وخاصه الطبية منها، كي تتمكن المستشفيات والأطقم الطبية من رفع الحيف والضيم عن أهلنا في غزة وتبلسم الجراح".
ومن جهته مدير مستشفى بعلبك الحكومي الدكتور عباس شكر رأى أن "مجزرة المستشفى الأهلي المعمداني جريمة ضد الإنسانية يندى لها الجبين، ارتكبها العدو الصهيوني الحافل تاريخه بالظلم والملطخ بالمجازر الفظيعة عبر التاريخ، فهم قتلة الأنبياء ولم يسلم منهم الأبرياء من الاطفال والنساء والشيوخ، من مجزرة دير ياسين وكفر قاسم وصولاً إلى مذبحة المستشفى الأهلي المعمداني، حيث تعمدت الأجساد الطاهرة بدماء بعضها البعض، وكأني بالقديس يوحنا الذي عمد المسيح في نهر الأردن ينادي صارخاً أوقفوا حمام الدم، وعمدوا الأبرياء بماء الحرية".
وناشد المؤسسات الإنسانية العالمية "التدخل لحماية الأبرياء والمدنيين والمؤسسات الطبية والإنسانية، ونعلن عن استعدادنا لتقديم كل أنواع المساعدة الطبية لأهلنا في غزة، ونحن على جهوزية كاملة، وفيما لو تجرأت الدول العربية بفتح حدودها، نؤكد استعدادنا لإرسال الفرق واللوازم الطبية، والقدوم إلى غزة لتضميد جراح أبنائها، كما نؤكد استعدادنا لاستقبال الجرحى والمصابين من غزة الأبية وفلسطين، فإن ضاقت غرف المستشفى بهم، فإننا على استعداد لتكون كل بيوتنا غرف استشفاء لكم أيها الأهل الصابرون والصامدون، وإن الله على نصرنا لقدير".
وألقى خالد عثمان كلمة الفصائل الفلسطينية، فقال: "نوجه من عرين المقاومة وأرض العزة والكرامة والشموخ والإباء والشهادة تحية إجلال وإكبار لشعبنا الصامد في غزة والقدس والضفة، ولنقول لكم أننا على العهد والوعد، وإننا معكم على خط التضحية والشهادة. ظنوا أن الأيام كفيلة بنسيان فلسطين وحق العودة، فكان 7 تشرين الأول صفحة عز في تاريخ العالم بأسره، وسنبقى وإياكم سويا حتى تحرير فلسطين من براثن العدو، ونرفع معكم علم فلسطين خفاقا فوق مآذن وكنائس القدس".
وبدوره أشار مسؤول المكتب الصحي لحركة "أمل" في البقاع الدكتور علي الكيال أن "غزة اليوم هي المبتدأ والخبر المقاومة، من دير ياسين ودير البلح وما بينهما إلى صبرا وشاتيلا وقانا والمنصوري ومروحين وصولا إلى غزة وما يجري من مذابح ترتكب على ضفاف ضمائر الدول التي تدعي الإنسانية وكل المجازر، هي تأكيد أن الصهاينة يشهدون على أنفسهم أنهم أبناء قتلة الأنبياء. قالها أمامي وقائدي السيد موسى الصدر إن اسرائيل شر مطلق، وبالأمس تفوقت إسرائيل على شرها المطلق بوحشية لا توصف، بقتلها هذا العدد من أطفال غزة، ولكن صبراً غزة هاشم فبأسنا سيخرج زلزالا يهز الأرض تحت أقدامهم، بأسنا من شلعبون والطيبة ورب الثلاثين، ومن مثلث رعبهم في خلدة وبدياس ودير قانون والعباسية، من معركة وشهدائها القادة محمد سعد وخليل جرادي وقبضتهم الحسينية، من زهير داوود وصلابة محمود وإيمان حسن، من بلال وهشام فحص، من الشيخ راغب حرب والسيد عباس الموسوي، بأسنا مداد كربلاء، ومن كربلاء يصدح صوتنا هيهات منا الذلة".
وأكد الشاعر إبراهيم صلح أن "غزة لن يرهبها الدم ولن يخيفها الموت، فهي معجزة الدنيا وأعجوبة العصر، تواجه العالم بأسره، أساطيله وطائراته وجيوشه المدججة، وهي وحدها مع الشرفاء، مع المقاومين والمجاهدين من أبناء هذه الأمة ستحقق النصر".
ورأى أن"غزة تغير اليوم وجه العالم، وتبدل المعادلات، وترسم للكون خرائط جديدة، فنصرها ليس هزيمة لإسرائيل وحدها، بل هزيمة لكل قوى الشر والاستكبار في العالم، ولكل من نفذ سياساتهم في الخارج والداخل".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك