كتب شادي الياس في موقع mtv:
خبرٌ غير كلّ الأخبار السّوداء المحيطة بنا، هو خبر قبول أعجوبة المكرّم البطريرك إسطفان الدّويهي، وتثبيت أعجوبة الشفاعة، والموافقة على إعلان البطريرك الدّويهي طوباويًّا. في هذه المناسبة، تستحقّ الطّائفة المسيحيّة، والمذهب المارونيّ خصوصاً، التّهنئة والمباركة بهذه الفرحة، فرحة استمرار لبنان بلعب دوره في رسالته المشرقيّة، رغم كل ما يتمّ تصويره عن صورة لبنان المشارك في الحرب الإسرائيليّة الغزّاويّة. وكأنّ لبنان في ظاهره شيء و في عمقه شيء آخر. وجهه السّوداويّ يشبه هذا العالم بما فيه من شرّ وقتل وتبادل للصّواريخ ليلًا ونهارًا. ووجهه الأبيض يتمثّل بسيرة بطاركته وقدّيسيه. وليست مصادفةً أن يأتي هذا الخبر، خبر قبول تطويب البطريرك إسطفان الدّويهي، في هذا الوقت بالتّحديد، فهو رسالة سماويّة تذكّر اللبنانيّين بأنّ رسالتهم مستمرّة وكذلك دورهم في نشر السّلام والوفاق، وسيستمرّان مهما علت أصوات المدافع والصّواريخ.
أنْ ننسى فلن ننسى مسيرة بطاركتنا ودعوتهم للثّبات في الإيمان، والرّجاء، ومحبّة القريب والشّريك في الوطن. دعوة إلى الجمع لا التّفرقة، دعوة إلى السّلام لا الحرب. من هنا، مع خبر التّطويب هذا، يجب علينا أن نتذكّر لبنان الذي عرفناه والذي استشهد من اجله الآلاف. ومهما هبّت عواصف الحروب وخطاب البغض والكراهية بين الدّول، فسيبقى اللبنانيّون على ثوابتهم الوطنيّة مع مسيرة البطريرك الدّويهي في تثبيت الشّراكة بين طوائف المجتمع، وكما كانت حياته وتعاليمه هي التي مهّدت لولادة إمارة لبنان فيما بعد، كذلك الآن كلّنا رجاءٌ وإيمانٌ بأنّنا سنخرج من هذا النّفق المظلم الذي أدخلونا فيه، بشفاعة المكرّم والطّوباويّ إسطفان الدّويهي، الذي نرفع له صلاتنا بثقةٍ وإيمانٍ كبيرَينِ لأنّ الله سيستجيب وسيحمي لبنان واللبنانيّين من هذا الأتون، أتون النّار المميت.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك