رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله أن "المواجهة البطولية التي تخوضها المقاومة في لبنان مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، تمتد على جبهة طولها 100 كلم، من الناقورة حتى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة، ويواجه فيها المقاومون ببسالة جيش العدو، ويوقعون في صفوفه وعتاده خسائر جسيمة يخفي الكثير منها، رغم ادعائه أنه في أعلى درجات الجهوزية والاستنفار براً وجواً وبحراً".
وقال فضل الله من مدينة بنت جبيل: "مقاومتنا تعرف طريقها الذي اختارته للدفاع عن بلدها جيدا، وتعرف أي عدو تقاتل ومن يقف وراءه، ومعها بيئة صلبة لا تؤثر فيها كل حملات التضليل والتهويل، وجربها العدو وعرفها الصديق، خصوصاً في المحطات الصعبة، وهذه البيئة الصامدة اليوم في الجنوب وعلى امتداد مساحة وجودها، تقدم خيرة أبنائها شهداء، يرتقون في الميدان وهم يقاتلون على طول هذه الجبهة، وعائلات الشهداء هم اليوم الأكثر حضوراً وثباتاً واستعداداً للتضحية".
وأضاف: "لا خيار لنا في لبنان سوى ممارسة حقنا المشروع في الدفاع عن بلدنا والعمل لمنع العدو من تحقيق أهدافه التي رسمها لحربه ضد غزة، وهو الذي كان يخطط كما سرب أميركياً لتنفيذ عدوان على لبنان سمّاه استباقياً، ولكن خشية صاحب القرار الفعلي أي الإدارة الأميركية من إلحاق هزيمة جديدة بالجيش الإسرائيلي في لبنان تضاف إلى هزيمته المدوية في عملية طوفان الأقصى، دفعت تلك الإدارة إلى التراجع للتفرغ للحرب على الشعب الفلسطيني، وهذا دليل إضافي أن بلدنا كان مستهدفا بالحرب، وأن وجود المقاومة وقوتها أديا إلى تراجع أميركي، وأنه عندما يجد العدو أي فرصة مؤاتية للانقضاض على بلدنا، سيستغلها، ولكن لن يجد هنا سوى الهزيمة".
وتابع: "المقاومة التي تخوض اليوم هذه المواجهة، تضع في رأس أولوياتها المصلحة الوطنية اللبنانية ومصلحة شعبها على امتداد مساحة الوطن، بمعزل عن كل الاعتبارات الداخلية، وهذه المصلحة العليا تقتضي بذل كل جهد ممكن لمنع العدو من تحقيق أهدافه في غزة، لأن هذه الأهداف ليست محصورة في غزة فقط، فهو يريد تصفية القضية الفلسطينية، وتشريد الشعب الفلسطيني من الداخل، وإحداث تغييرات جوهرية في المنطقة، وهذا بحد ذاته من أكبر الأخطار المحدقة بلبنان، ونحن نزف الشهداء في قرانا ومدننا ونقدم التضحيات، فإننا بذلك ندافع عن كل البلد، ونحميه بدمائنا، فالمقاومة تعمل وفق ما تمليه المصلحة الوطنية لردع العدو وحماية شعبها وأرضها من جهة، وأيضا تعمل لعدم تمكين العدو من الوصول إلى مبتغاه في غزة".
ورداً على سؤال، أكد فضل الله أن "الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يتابع مجريات هذه المواجهة هنا في لبنان وما يحدث في غزة ساعة بساعة ولحظة بلحظة، وهو يشرف على إدارة هذه المعركة في تواصله المباشر مع القيادات الميدانية للمقاومة، كما يشرف على كل المجريات الميدانية والسياسية والشعبية، هو يدير كل هذه المواجهة، لأنه هو قائد المقاومة، وهو حاضر وموجود في قلب هذه المعركة على مستوى الحضور المباشر مع المجاهدين من جهة ومع الجانب السياسي والشعبي من جهة ثانية، وهو يطلع على الوقائع التي تجري في القرى وفي البلدات وعلى أوضاع الناس ويتابع صمودهم، ويتابع موضوع العمليات التي تجري وما تقدمه المقاومة من تضحيات".
وأوضح أن "عدم إطلالة سماحة الأمين العام على الإعلام لمخاطبة الرأي العام، هو جزء من إدارته لهذه المعركة، وهو أيضاً ما يربك العدو أيضاً، وكما قيل، إن غبت يرتعدوا، وإن قلت ينهزموا، وبالتالي فإن غاب فهذا جزء من المعركة، وفي إطلالته أيضاً جزء من إدراة المعركة، وهذه الإدارة مبنية على حكمة وشجاعة وجرأة وخبرة وتجارب، يعرفها العدو جيداً، وربما اليوم قائد هذه المقاومة هو من أكثر القيادات على مستوى عالمنا العربي والإسلامي من يفهم هذا العدو ويفهم كيف يدير المعركة معه، ويحقق الانجازات والانتصارات، وعليه، فإنه عندما يأتي موعد الإطلالة لسماحة السيد، وإذا اقتضت إدارة المعركة أن يطل، سيجد الجميع سماحته قد أطل على الرأي العام".
وختم: "نقلت لعائلات الشهداء الذين التقيت بهم مشاعر الأمين العام السيد حسن نصر الله، الذي يعتبر أن كل شهيد مثل أبنائه، ويتعاطى معهم بهذه العاطفة وبهذا الفخر والاعتزاز، وكذلك نقلت لسماحته مشاعر وعواطف أمهات وآباء الشهداء الذين نقلوا إليه استعدادهم للتضحية بالمزيد من الأبناء، حيث كانت أم الشهيد تأتي لتقول نحن إلى جانب سماحة السيد ومعه في أي قرار يتخذه، وأن كل ما نملك هو تحت رايته".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك