كتبت نرمين زيدان:
اِرْتفَعتْ تحْذيرات دُوَل الغرْب لِلبْنَان بِعَدم السَّمَاح لِحزْب اَللَّه بِجَر لُبْنان إِلى سَاحَة حَرْب مَفتُوحة. ونَقْل الإعْلام اَلغرْبِي أنَّ "الدِّبْلوماسيِّين الأميركيِّين طَلبُوا مِن نُظرائهم العرب خِلَال اللِّقاءات العديدة اَلتِي أَجْرَوها بِالشَّرْق اَلْأَوسط المساعدة فِي إِيصَال رَسائِل إِلى حِزْب اَللَّه، مِن خِلَال إِيرَان، لِمحاولة مَنْع اِندِلاع أيِّ مُوَاجهَة عَسكرِية بَيْن الاحْتلال الإسْرائيليِّ وحزْب اَللَّه".
بِالتَّزامن مع ذَلِك نَقلَت صَحِيفَة "نِيتورْك تايمْز" أنَّ المسْؤولين الأميركيين مُتخوِّفون مِن إِصرَار الأطْراف المتشدِّدة دَاخِل كابينة الحرْب الإسْرائيليِّ بِاسْتهْداف حِزْب اَللَّه بِالتَّزامن مع العدْوان على غَزَّة. وَإِن الأميركيِّين أخْبروا الإسْرائيليِّين بِالْمصاعب اَلتِي تنْتظرهم فِي حال فَتْح جَبهَة ثَانِية مع حِزْب اَللَّه.
فهل يَدخُل الحزب الحرب؟
يَأتِي اَلرَّد على السُّؤَال أُوتوماتيكيًّا إِذَا اِعتدَت إِسْرائيل بِشَكل دِراميٍّ فِي لُبْنان. مِمَّا يَعنِي حتمية دُخُول الحزب الحرب. وَلكِن لََا أحد يَستطِيع جزم الأمْر سِوى شَخْص وَاحِد وَهُو أمين اَلْعام حزْب اَللَّه السَّيِّد حسن نَصْر اَللَّه. تَقُول مَصادِر مُقرَّبة مِن الثُّنائيِّ: "حِزْب اَللَّه إِذَا أَرَاد أن يَتَدخَّل فِي الحرْب فَإنَّه سيتدَخَّل لِلْحسْم". وَإذَا خرج اَلأمِين اَلْعام عن صَمتِه فَإنَّه سيفْعل ذَلِك "إِمَّا لِإعْلَان النَّصْر اَلذِي تُحَققه المقاومة الفلسْطينيَّة أو لِإعْلَان الحرْب نُصرَة لِغَزة وَإذَا أَعلَن الحرْب فَإنَّه سَيعلِن بِداية النَّصْر على إِسْرائيل".
ولكن مَا فَائِدة دُخُول الحزب الحرب؟
حصب المصادر دُخُول الحزب الحرب مِن بابهَا الواسع لَه مَنافِع أَلَّا وَهِي:
- دَعْم المقاومة فِي الدَّاخل الفلسْطينيِّ وتحْديدًا فِي غَزَّة.
- تَثبِيت مَقُولَة إِنَّ « المقاومة مُوَحدَة » فِي كُلِّ اَلجُبهات.
- تَثبِيت اللُّحْمة الدَّاخليَّة الإسْلاميَّة السُّنِّيَّة الشِّيعيَّة فِي القضايَا الاسْتراتيجيَّة. قَضيَّة فِلسْطِين تَجمُّع المسْلمين سُنَّة وَشِيعَة وَدرُوز.
ونسْتعْرض هُنَا أهمَّ أَسبَاب رَفْض الأغْلبيَّة لِتوْسِيع بَقعَت الصِّرَاع فِي لُبْنان:
- لُبْنان غَيْر مُسْتَقِر سِياسِيًّا اليوْم بِغياب رئيس الجمْهورية.
- الأزْمة الاقْتصاديَّة الخانقة اَلتِي تعيشهَا البلَاد.
- الانقِسام السِّياسيِّ فِي الدَّاخل اللُّبْنانيِّ وَكثْرَة الآرَاء المخْتلفة حَوْل حَرْب غَزَّة.
فمَا المخاطر المحْتملة؟
فِي ظِلِّ أزماته المتراكمة عَبْر اَلسنِين. وبعْد اِنْفراجات وَلَعلهَا قليل عَادَة الصُّورة السَّوْداء إِلى الواجهة على إِثْر المخاوف مِن كُرَة النَّار المتدحْرجة فِي المناطق الجنوبيَّة المحْدة لِإسْرائيل اَلتِي مُحتَمَل أن تَصِل إِلى الدَّاخل البناني وتحرُّقه. فَعادَة صُورَة الطَّوابير أَمَام مَحَطات المحْروقات لِلتَّزَوُّد بِالْوقود خوْفًا مِن الأسْوأ. مِمَّا سيؤدِّي إِلى اِرتِفاع أَسعَار المحْروقات واحْتكارهم كمَا حدث سابقًا. بِالْإضافة، لِإقْفَال المدارس اَلذِي سيؤثِّر على الطُّلَّاب، اَلْعام الدِّراسيِّ، والْمسْتوى التَّعْليمي. وَتَفاقَم الوضْع اَلمزْرِي اَلذِي نعيشه على كَافَّة الأصْعدة، الاقْتصاديَّة والصِّحِّيَّة والاجْتماعيَّة وَحتَّى الأمْنيَّة. فأغْلب سُكَّان لُبْنان يعيشون تَحْت الفقْر اَلمدْقِع. وَدخُول لُبْنان الحرْب سيزيد الوضْع سُوءًا. وارْتفاع المخاوف مِن الخصائر الفاضحة المحْتملة إِذَا أَطلَقت إِسْرائيل مُسيّراتهَا فَوْق الأراضي اللُّبْنانيَّة واسْتهْدفتْ اَلبِنة التَّحْتيَّة ومحطَّات الكهْرباء والْمياه والْمؤسَّسات التَّعْليميَّة والتِّجاريَّة. أو فَرضَت حِصارَهَا على لُبْنان وانقْطعة المساعدات والْموادُّ الغذائيَّة كمَا يَحدُث فِي غَزَّة. فضْلا عن المخاوف مِن فَرْض عُقوبَات على حِزْب اَللَّه أو فَرْض قَانُون قَيصَر مِن قِبل أَمرِيكا كمَا حَدثَت فِي سُورْيَا. بِالْإضافة لِعَدم قُدرَة القطَاع الصِّحِّيِّ اَلمُنهك مِن تَحمُّل حَجْم الأضْرار بِسَبب هِجْرَة اَلعدِيد اَلعدِيد مِن الأطبَّاء والْممرِّضين ونقَّاد الأدْوية والْمعدَّات الطِّبِّيَّة.
الأهمَّ انَّ ظُرُوف 2006 تَختَلِف عن 2023 فَهنَا أَميرِكا تَدعَم إِسْرائيل عَسكرِيا، مادِّيًّا وَمِن حَيَّث الأسْلحة والْمعدَّات المتطوِّرة مِمَّا سيجْعل إِسْرائيل أَكثَر قُوَّة. بِالْإضافة إِلى أَنهَا حَذرَت لُبْنان مِرارًا وتكْرارًا مِن اَلرَّد القاسي اَلذِي ذكرْنَاه سابقًا. على الرَّغْم مِن إِسْتعداداتْ حِزب اَللَّه مِن حَيْث المسارات والْمعدَّات الحرْبيَّة وَلَكنَّه لَن يَقدِر على التَّطَوُّر لالوسائل الحرْبيَّة الأميركيَّة والْإسْرائيليَّة حَتَّى وَإِن دعمتْه إِيرَان. فرنْسَا دَعمَت إِسْرائيل وحذَّرتْ لُبْنان. العالم العرَبيُّ ، الخليجيَّ خُصوصًا، لَن يُسَاعِد لُبْنان. لَن نَجِد أحد يُنْجِد لُبْنان، ولن تُشَارِك دَولَة فِي إِعمَار لُبْنان إِذَا تَهدمَت مُؤسَّساته وشوارعه. سيتكَرَّر السِّينارْيو وَلكِن لَن تَكُون النَّتيجة نفْسهَا.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك