كتبت مريم حرب في موقع mtv:
سنة على الفراغ الرئاسي، وأمده بات معلّقًا بالحرب على قطاع غزّة. لا صوت يعلو على صوت القذائف وتعداد القتلى وأنين الجرحى. اهتمام بعض الدول العربية والغربية بالملف اللبناني تحوّل إلى غزّة.
وحده، رئيس "التيار الوطنيّ الحرّ" النائب جبران باسيل وجد، وفق بعض خصومه، فرصةً لتعويم نفسه رئاسيًّا بانتظار بلورة الصورة إقليميًّا وترجمتها في الداخل اللبناني. ويشير مصدر مطلع على الملف الرئاسي لموقع mtv إلى أنّ "هدف باسيل الوحيد من الجولة التي قام بها هو إزاحة قائد الجيش جوزاف عون من المشهد وعدم التمديد له على رأس المؤسسة العسكرية، ظنًا منه أنّ ذلك يقلل من فرص عون في الوصول إلى سدّة الرئاسة".
ويضيف: "باسيل حاول الإيحاء بإمكان انتخاب رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية". وضرب باسيل أكثر من عصفور في هذه الجولة، إذ كما يؤكّد المصدر أنّه "استغلّ الجولة لتقريب المسافة مع "حزب الله" وإظهار نفسه الماروني الأقرب واللاعب الأساسي والخيار الجدّي لرئاسة الجمهورية".
يعزّز الظرف العسكري في المنطقة حظوظ قائد الجيش الذي يحظى بإجماع دولي وقبول لدى "حزب الله" وسط "كربجة" الأمور من ناحية فرنجية، إلّا أنّ ذلك لا يعني أنّ الأجواء مهيّأة لانتخاب رئيس قريبًا، وستتراجع حتماً حظوظ عون إذا لم يُمدَّد له في قيادة الجيش.
وفي ظلّ التطوّرات على الحدود الجنوبية والحرب النفسيّة، باتت الإجابة على سؤال "هل هناك حرب في لبنان؟" أهم بكثير من أي ملف آخر حتى وإن كان البلد بلا رأس. وفي هذا الإطار، يترقّب الجميع إطلالة الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله الجمعة لرسم خطوط المرحلة المقبلة. وهنا يوضح المصدر أنّ نصرالله مضطر على مخاطبة جمهوره، إذ لا يمكنه بعد 27 يومًا على عملية "طوفان الأقصى" أن يبقى خارج الصورة.
ويعتبر أنّ "اللهجة ستكون مرتفعة، إلّا أن كلام نصرالله لن يكرّس الحرب، فما بات واضحًا هو أنّ "الحزب" اتخذه قراره بعدم الذهاب إلى حرب إنّما الاستمرار في المناوشات وإن ارتفعت حدّتها".
من المبكر الحديث عن أي جديد في الملف الرئاسي كما لا يُمكن التكهّن بالمدّة الزمنية التي سيستمرّ فيها قصر بعبدا بلا سيّده. البتّ في الملف الرئاسي سيأتي سريعًا بعد التسوية الكبرى التي تنتظر القضية الفلسطينية والمنطقة ككل. ويُحكى في كواليس الدول الأوروبيّة عن مدّة لا تقل عن شهرين قبل انتهاء الحرب في غزّة، إن لم يحصل تطوّر ما، على ما ذكر المصدر.
وإذ لا بدّ من التوقّف عند ما يحصل في غزّة وسعي إسرائيل لتدمير حركة "حماس"، وغاية الولايات المتحدة الأميركيّة بتحجيم الحضور الإيراني في القطاع، يلفت المصدر إلى أنّه "لا يمكن تسليم لبنان كاملًا إلى إيران عبر انتخاب مرشح "حزب الله"، من دون أن ننسى دوره المؤثّر في الاسم الرئاسي".
قد تكون الرهانات سقطت والأسماء المطروحة حُرقت، بانتظار ساعة التسوية الكبرى واللاعب الأكبر فيها الذي ستكون له كلمة الفصل في اختيار اسم رئيس الجمهورية اللبنانية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك