أوضح رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين أن "في غزة مشهدان، مشهد الضعف والتخاذل والجبن الذي يمثله الجيش الإسرائيلي، ودليل على جبنه، هو أنه بدلاً من أن يقاتل في الميدان ويلتحم مع المقاتلين ويدخل إلى غزة مقاتلا كما يدعي، يلقي بحمم القذائف على رؤوس الأطفال والنساء، وأما المشهد الآخر فهو مشهد البطولة التي تمثله المقاومة الفلسطينية، بحيث أن النتيجة التي وصلنا إليها بعد شهر كامل، هو أن الإسرائيلي لم يحقق شيئا على الإطلاق لا سيما الأهداف التي تحدث عنها، ولن يكون بإذن الله قادرا على تحقيق هذه الأهداف".
وقال خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله" لـ"الشهيد على طريق القدس" علي رامز حمزة في حسينية بلدة الجميجمة الجنوبية: "أصبح واضحا اليوم أن المشروع الأميركي والإسرائيلي بمرحلته الأولى يكمن في تهجير أهل شمال غزة إلى سيناء، والذي يقول اليوم إن مشروع التهجير إلى سيناء انتهى فهو مخطئ، لأن الضغط بهذا الأمر ما زال قائما وشديدا ومستمرا وتحديدا على مصر والأردن، لأن مصر هي من المفترض أن تستقبل الفلسطينيين من غزة، فيما المشروع الآتي بعدئذ هو إخراج أهل الضفة إلى الأردن، فهذا المشروع هو الذي اعتمد في هذه المعركة، وهو الآن فشل، ولم يتمكن أن يحقق أي شيء أو أن يخرج أهل غزة منها، لأنهم متمسكون بأرضهم، ويفضلون الشهادة على تراب غزة بدل أن يهجروا ويكونوا نازحين في سيناء أو في أي مكان آخر، وأهدافهم فشلت لأن المقاومين ما زالوا أقوياء، وباقون في المعركة والميدان يلحقون الهزيمة بالعدو، الذي لم يتمكن إلى اليوم أن ينال منهم شيئا".
وأضاف: "إذا تم إخراج أهل غزة إلى مصر وأهل الضفة إلى الأردن، حينئذ سيكون من الطبيعي أن يعمل على توطين الفلسطينيين في لبنان، وأن تأتي مشاريع أخرى لاحقة تحدث عنها الغرب كثيرا لا سيما في موضوع النزوح السوري في لبنان، وبالتالي هم يريدون أن يغيروا كل المنطقة على طريقتهم الخاصة، ولهذا قال نتنياهو في بداية المعركة، أننا سنغير وجه الأوسط على حد تعبيره. كما نحن معنيون بأن ندعم ليبقى الفلسطينيون في أرضهم وينتصروا، أيضا نحن معنيون بأن نحفظ فلسطين ولبنان والأردن ومصر وكل المنطقة من هذه المشاريع الخبيثة التي يريدون إعادة رسم المنطقة وكأننا رجعنا إلى ما قبل انتهاء الحرب العالمية الثانية".
وتابع: "نحن في لحظة خطيرة وحساسة ومهمة جدا، ومن الطبيعي أن نكون في هذه اللحظة كشرفاء ومؤمنين برسول الله وأهل البيت والقرآن، وكمقاومين عشنا وتربينا على ثقافة المقاومة كما كل الشهداء، حاضرين في هذه المعركة لنوقف هذا المشروع ونجهضه مع كل المقاومين الشرفاء في منطقتنا، وعلى رأسهم المقاومون في فلسطين. نواجه هذا العدو على مدى 29 يوما وإلى اليوم لم نستخدم إلا القليل القليل من إمكاناتنا وقدراتنا، وعلى العدو أن يعرف، أنه إذا تمادى، وإذا أراد أن يمتحن المقاومة الإسلامية في لبنان، عليه أن يحضر نفسه لما هو أعظم بكثير مما شاهده لغاية الآن، ومما لا يمكن أن يتخيله".
وختم: "نحن في زمن وعصر المقاومة، وبالتالي، إذا كانوا يفكرون برسم خريطة جديدة في المنطقة، فنحن نقول لهم، إن المقاومة الممتدة في منطقتنا هي التي سترسم خريطة للمستقبل، والدليل على ذلك، أن الصهاينة بجيشهم إلى الآن لم يتمكنوا أن يحققوا أي شيء على أبواب غزة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك